لم يُصدق زملاء خبيرة علم «السرطان الظاهري» في جامعة كامبريدج البروفسور مرغريت ستانلي ان «هذه الاستاذة المحترمة كانت تضحك والفرح يغمرها عندما كانت تتحدث اليهم عن لقاح جديد قد ينهي مآسي مئات آلاف النساء المصابات بسرطان الرحم وينقذ الملايين مستقبلاً». ويحمي اللقاح من فيروسين يؤديان الى معظم حالات الاصابة بسرطان عنق الرحم بعدما جرى اختباره بفعالية بلغت 100 في المئة. وسيتوافر اللقاح في الأسواق خلال سنة. ووفق احصاءات منظمة الصحة العالمية يزيد عدد النساء المصابات بالمرض على 15 مليوناً يتوفى منهن ما يصل الى 274 الفاً في السنة. ويعود سبب الاصابة بسرطان الرحم الى «الاتصال الجنسي» مع رجال مصابين ب «الثلول». وأظهر اللقاح الجديد، الذي تم تطويره في مختبرات شركة «ميرك» بالتعاون مع شركة «سانوفي افنتيس» في أوروبا واطلق عليه اسم «غارداسيل»، فعالية في مقاومة فيروس «بابيلوما» (اتش بي في) المسؤول عن 70 في المئة من حالات الاصابة بسرطان عنق الرحم. وأجرت الشركة تجارب اللقاح على 12167 امرأة، راوحت أعمارهن بين 16 و21 سنة من 13 بلداً بما ومنها بريطانيا، واثبتت النتائج نجاحها بشكل غير مسبوق. ومع ان اللقاح ليس دواء لمعالجة السرطان، لكن الخبراء يعتقدون ان فعاليته المثلى تتمثل باعطائه للفتيات فور البلوغ وقبل سن المراهقة. لكن هذه النظرية تُواجه بمقاومة شديدة على اساس انه يشجع الفتيات على الاتصال الجنسي في سن مبكرة. وأثبتت التجارب على اللقاح، التي استمرت سنتين، انه كان فعالاً بنسة 100 في المئة في منع حدوث المراحل الأولية من سرطان عنق الرحم وأدى الى تفادي حدوث أعراض غير عادية يسببها نوعان من فيروس «بابيلوما» هما فصيلة 16 و18. وكانت اختبارات أخرى اجريت على نطاق ضيق وشاركت فيها 277 امرأة انتهت بنتائج مشابهة. وقالت الدكتورة آن ساروسكي المستشارة الطبية في معهد أبحاث السرطان في بريطانيا «ان هذه النتائج تؤكد أدلة متنامية تم التوصل اليها سابقاً تشير الى ان اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم يبشر بنتائج طيبة في المستقبل». وأضافت: «يبدو انه سيكون بالامكان تفادي معظم الحالات قريباً». وأشارت الى ان أفضل طريقة للتعامل مع الفيروسات هي «منع حدوثها أصلاً باستخدام اللقاح». وقالت البروفسورة ستانلي ان نتائج تجربة «المستقبل 2» مثيرة جداً بسبب عدد المشاركات فيها ونسبة نجاحها التي بلغت 100 في المئة». ووصف البروفسور بيتر ريغبي مدير معهد أبحاث السرطان نتائج التجارب بأنها «مثيرة»، وقال: «يتم تشخيص سرطان الرحم عند ثلاثة آلاف امرأة في بريطانيا سنوياً، لذلك فهو أمر مثير ان نسمع ان بالإمكان التقليل من هذا العدد بشكل جذري في المستقبل المنظور». ويتوقع أن تتقدم الشركات التي ستُصنع اللقاح بطلب الى ادارة الأغذية والعلاجات الأميركية لاستصدار رخصة لتسويق اللقاح قبل نهاية السنة. وسيتبع هذا الطلب آخر لوكالة الادوية الاوروبية. وتجري شركة «غلاكسو سميث كلاين» العملاقة تجارب على لقاح مشابه لفيروس «بابيلوما» يدعى «سيفاريكس» الذي اظهر نتائج ايجابية جداً في التجارب التي اجريت عليه». ويصل حجم سوق علاج هذا النوع من الأمراض الى نحو 2.2 بليون دولار سنوياً. ولم يُعرف بعد ما اذا كان اللقاح يحمي من فصائل اخرى ل «الفيروس الزهري»! وسيُعطي اللقاح الجديد دفعة كبيرة لشركة «ميرك»، ومقرها في نيوجرسي (الولاياتالمتحدة)، التي عانت العام الماضي من نكسة كبيرة اثر عشرات الدعاوى القضائية ضد اصابات القلب التي تعرض لها المرضى الذين عولجوا بدواء «فيوكس»، ما اضطرها الى سحبه من الاسواق. وهناك وسائل فعالة جداً لاكتشاف سرطان عنق الرحم وبطانته تبدأ بفحص الحوض اضافة الى الفحص المجهري للخلايا التي تسقط من عنق الرحم وتوجد في السوائل المهبلية. ويتم الحصول على هذه العينات إما بأسلوب الشفط او الكشط. وتنصح الجمعية الاميركية للسرطان باجراء فحص فور بلوغ سن الثامنة عشرة ثم على اساس سنوي. وتظهر عند المصابات بسرطان الرحم افرازات ونزيف غير منتظم في المهبل، خصوصاً عقب الانتهاء من ممارسة الجنس وتتمثل عوارض سرطان بطانة الرحم نزيفاً بين فترات الدورة الشهرية ونزيفاً شديداً اثناء فترة الدورة الشهرية. (الحياة)