*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد العولقي في ظل ظروف معيشية واقتصادية خانقة يعيشها شعبنا الجنوبي، جاءت زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي لمصفاة عدن يوم الاثنين 22 يوليو 2025 كخطوة بالغة الأهمية، محمّلة بالدلالات السياسية والاقتصادية والوطنية، لتُعيد الأمل في استعادة الجنوب لمقدراته ومؤسساته السيادية.
مصفاة عدن ليست مجرد منشأة نفطية، بل هي رمز سيادي واقتصادي للجنوب منذ تأسيسها، وكانت من أعمدة الدولة الجنوبية قبل عام 1990. ومنذ ذلك الحين، تعرضت المصفاة، كغيرها من المؤسسات الجنوبية، للإهمال والتجريف والتدمير الممنهج. واليوم، تعود إلى الواجهة من جديد، ضمن مساعي القيادة الجنوبية لاستعادة مفاصل الدولة من الداخل، لا عبر الشعارات بل عبر الفعل والعمل.
زيارة الرئيس الزبيدي إلى هذه المنشأة الحيوية تعكس إرادة سياسية واضحة في إعادة تفعيل المؤسسات الجنوبية، ورفض استمرار سياسة التهميش والنهب التي طالتها لسنوات طويلة. كما تحمل الزيارة رسالة إلى الجميع، مفادها أن الجنوب قادر على إدارة ثرواته ومقدراته، متى ما توفرت الإرادة السياسية والدعم الحقيقي.
اقتصاديًا، فإن إعادة تشغيل المصفاة وتمكينها من أداء دورها في تكرير النفط وإنتاج المشتقات سيسهم في تخفيف حدة أزمة الكهرباء والمشتقات النفطية، ويفتح باب الأمل نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي ودعم الميزانية العامة. كما أن هذه الخطوة قد تُمهّد لفتح أبواب الشراكة مع جهات استثمارية قادرة على إعادة تأهيل المصفاة وتشغيلها بكامل طاقتها.
سياسيًا، فإن الزيارة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن عدن هي العاصمة السياسية والاقتصادية للجنوب، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل بجد لترسيخ السيادة على الأرض، من خلال المؤسسات لا عبر الشعارات.
ولعل الجانب الأهم في هذه الزيارة، هو البُعد الوطني والإنساني، فهي تحمل تحية وتقديرًا للعاملين في المصفاة الذين صمدوا في وجه الإهمال وتشبثوا بمواقعهم رغم التحديات، وتُعبّر عن توجه القيادة نحو تحسين أوضاعهم الوظيفية والمعيشية.
إننا اليوم أمام فرصة حقيقية لإعادة بناء الدولة الجنوبية على أسس حديثة ومستقرة، تبدأ من استعادة المؤسسات وإعادة تشغيل الاقتصاد الوطني، ولعل زيارة الرئيس الزبيدي لمصفاة عدن تمثل نقطة انطلاق حقيقية نحو هذا المسار.
نداؤنا لكل المخلصين في الداخل والخارج أن يدعموا هذه التوجهات الوطنية، وأن يقفوا صفًا واحدًا خلف القيادة الجنوبية، لتحقيق حلم شعبنا في استعادة دولته وهويته وكرامته.