ما رفعه عمرو بن حبريش من شعارات "المطالبة بالحقوق ومحاربة الفساد" لم يكن في جوهره سوى غطاء لخلاف شخصي مع المحافظ بعد أن توقفت مخصصاته. وحين تجاهله الجميع، لجأ إلى التصعيد حتى وصل إلى طرح أوهام "الحكم الذاتي"، معتقداً أنه قادر على ليّ ذراع الشرعية والتحالف. واليوم يتجاوز حدود الواقع، فيروج فريقه لفكرة "علم جديد" و"نشيد وطني"، وكأنه رئيس دولة مستقلة على الهضبة....!؟ إن ما يحدث ليس سوى قراءة مغلوطة للمشهد. فالشرعية والتحالف أعمق رؤية وأذكى من أن يقعوا في فخ رهانات خاسرة. سياسة التهدئة والاحتواء التي انتهجها التحالف لم تكن ضعفاً ولا خضوعاً، بل خياراً محسوباً لتجنيب حضرموت الانزلاق إلى مستنقع الفوضى الذي يسعى إليه دعاة التعطيل خدمةً لأجندات الكفيل والحليف الخفي.
والحقيقة أن المعادلة واضحة وضوح الشمس:
حضرموت لن تُدار بمنطق شيخ قبيلة، ولا بعقلية الغنيمة. ومن يظن أن سياسة الابتزاز ستفتح له أبواب المكاسب، فسيكتشف – عاجلاً أو آجلاً – أن آخر الدواء هو الكي. فحضرموت أكبر وأعظم من نزوات الأفراد وأطماع المكونات الطارئة.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل استطاع التحالف فعلاً احتواء بن حبريش عبر إدخال بعض مجنديه في "درع الوطن" وتعويضه عن بعض ما خسره...!؟
أم أن الرجل لا يزال أسير سوء قراءته لموقف الشرعية والتحالف، ما يدفعه إلى المزيد من التصعيد بحثاً عن مكاسب ذاتية أكبر...!؟
وفي ظل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يقودها رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، والمدعومة سعودياً وأمريكياً، والعودة القوية للمحافظ الشيخ مبخوت بن ماضي لتنفيذ تلك الإصلاحات في حضرموت،هل سيواصل التحالف والشرعية نهج التهدئة والاحتواء......ام ان اللحظة قد اقتربت ليُكشف الوجه الآخر للحليف الاستراتيجي،....!؟
والاهم من كل ذلك: هل سيدرك الشيخ عمرو بن حبريش تلك المتغيرات ويعود لصف أهله وللتوافق الحضرمي ليجنب حضرموت الإنزلاق إلى ما لا نريده لها.....ام سيظل تحت تأثير مستشاري السوء.....!؟