التعليم العالي في الجنوب يختنق بين صراع السياسة ومعركة البقاء شبوة برس – خاص قال أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس بالمغرب العربي، الدكتور توفيق جزوليت، في موضوع نشره تحت عنوان «أستاذ جامعي براتب جائع»، إن التعليم العالي في الجنوب العربي يعيش واحدة من أسوأ مراحله في ظل الانقسام السياسي والأزمات الاقتصادية التي حوّلته من منارة علم إلى ضحية للحرب والتجاذبات.
وأوضح الدكتور جزوليت في المنشور الذي أطلع عليه محرر "شبوة برس" أن منظومة التعليم الجامعي تنهار بصمت نتيجة شحّ التمويل وتدهور البنية التحتية وغياب الاستقرار الإداري، مشيرًا إلى أن الأستاذ الجامعي أصبح يدرّس الأجيال وهو عاجز عن دفع إيجار منزله أو تأمين احتياجات أسرته، بعدما تحوّل من صانع للمعرفة إلى باحث عن لقمة العيش.
وبيّن أن الجامعات في الجنوب لم تعد مؤسسات أكاديمية مستقلة، بل ساحات تعكس حالة الانقسام بين الحكومة المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أفرزت الازدواجية الإدارية والمالية واقعًا مشوشًا أثّر سلبًا على أداء الجامعات ومستوى التعليم.
وأضاف أن بعض الجامعات تُدار وفق الولاءات والانتماءات السياسية لا وفق الكفاءة والخبرة الأكاديمية، وهو ما عمّق أزمة الثقة داخل الوسط الجامعي وأفقد التعليم رسالته الوطنية والإنسانية.
واختتم الدكتور جزوليت بالتأكيد على أن إنقاذ التعليم في الجنوب مرتبط بإنقاذ الدولة من دوامة الصراع والانقسام، قائلاً إن "استقرار السياسة هو الطريق الوحيد لنهضة العلم، وحين يُهمَّش العلماء ينهار الوطن بأكمله".