رصد وتابع محرر شبوة برس مقالًا للكاتبة نورا المطيري نشره موقع العين الإخباري، تناولت فيه قضية الجنوب العربي بوصفها مسألة هوية وسيادة متجذرة في الأرض والشعب والتاريخ، لا مجرد خلاف سياسي عابر فرضته ظروف ما بعد وحدة عام 1990. وأوضحت الكاتبة أن كل ما في الجنوب العربي ينطق بالسيادة، مشيرة إلى أن الفوارق بين الجنوب واليمن ليست فوارق سياسية فحسب، بل تمتد إلى التاريخ والثقافة والعادات واللغة وأسلوب العيش، معتبرة أن ما يسمى بالوحدة لم ينجح في صهر هذه الهوية أو طمسها، رغم ما تعرض له الجنوب من اجتياح وحروب منذ عام 1994 وحتى بروز قضيته مجددًا في 2017.
وأكدت المطيري أن الجنوب العربي ظل كيانًا سياسيًا متمايزًا، قاوم محاولات الإلحاق والتذويب، وواصل نضاله لاستعادة دولته، معتبرة أن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي مثّل لحظة مفصلية في استعادة الذاكرة الجمعية الجنوبية، ولمّ شمل الإرادة الشعبية حول مشروع وطني واضح المعالم.
وتطرقت الكاتبة إلى واقع اليمن، واصفة إياه بجغرافيا الصراع المفتوح بين الحوثيين والجماعات الإخوانية والكيانات المسلحة الأخرى، في مقابل مسار جنوبي يسعى لبناء مؤسسات مستقرة والتقدم نحو الاعتراف الدولي، رغم ما يواجهه من حروب إعلامية واقتصادية وسياسية تستهدف عدن والمكلا وبقية مدن الجنوب.
وفي سياق المقارنة، استعرضت المطيري نماذج دولية لانفصال سلمي وناجح، مثل تجربة النرويج مع السويد عام 1905، وتجربة سنغافورة مع ماليزيا عام 1965، معتبرة أن هذه النماذج تؤكد أن فك الارتباط السياسي قد يكون بداية لبناء دولة أكثر استقرارًا وعدالة، إذا ما استند إلى إرادة شعبية ورؤية ناضجة.
وشددت الكاتبة على أن الجنوب العربي يمتلك المقومات الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤهله للعب دور محوري في أمن الإقليم، خصوصًا في حماية الممرات البحرية وتأمين باب المندب، معتبرة أن قيام دولة جنوبية مستقلة يشكل ركيزة مهمة لأمن الخليج والشرق الأوسط.
واختتمت المطيري مقالها بالتأكيد على أن الأمن الإقليمي لا يتحقق بشعارات وحدة هشة، بل ببناء دول قادرة على الحياة، تمتلك قرارها السيادي، وتتحمل مسؤولياتها، معتبرة أن دولة الجنوب المرتقبة تمثل نموذجًا واقعيًا لشريك إقليمي فاعل في مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار.