الساحات السلاح الأمضى للقضية الجنوبية دعوة لتحشيد واسع وخطاب توافقي خالٍ من الإقصاء شبوة برس – خاص كتب الكاتب السياسي صلاح السقلدي مقالاً دعا فيه إلى تفعيل الحضور الجماهيري في الساحات الجنوبية، مؤكداً أن الجماهير ليست مجرد أداة ضغط سياسي، بل تمثل السلاح الأهم في المعركة السياسية والإعلامية التي تخوضها القضية الجنوبية منذ انطلاق ثورتها، معتبراً أن عودة الساحات اليوم تأتي في ظروف أفضل من مراحل سابقة.
وأوضح السقلدي، في منشور على صفحته في فيسبوك رصده محرر شبوة برس، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دعا مؤخراً إلى الاعتصام في الساحات بمختلف المحافظات الجنوبية، كان قد ابتعد لسنوات عن هذا الخيار، خاصة بعد دخوله في شراكة سياسية حاكمة، ظناً بأن دور الشارع قد انتهى، غير أن الوقائع أثبتت أن صوت الشعوب يظل الملاذ الأول والأخير لأي مشروع سياسي مهما بلغت قوته.
وأشار إلى أن كل وسائل النضال، مهما بدت للبعض قديمة أو محدودة الأثر، يجب أن تبقى حاضرة ضمن أدوات القوى السياسية، ولا يمكن الاستغناء عنها أو التقليل من شأنها في أي مرحلة، مؤكداً أن المعركة السياسية لا تزال الأصعب والأكثر تعقيداً بالنسبة للجنوب، رغم التحسن النسبي في الوضعين العسكري والجماهيري على الأرض.
وبيّن السقلدي أن الرفض أو التحفظ الإقليمي تجاه المشروع الجنوبي بلغ ذروته، وهو ما يتطلب حشداً واسعاً لكل أدوات الفعل السياسي، وفي مقدمتها الساحات الجماهيرية، لافتاً إلى أن أصوات المحتجين في عدن وحضرموت والمهرة وغيرها لا تذهب سدى، بل تجد صداها لدى القوى الدولية الكبرى، الغربية والشرقية، التي ترصد تطورات المنطقة وتأخذها في الحسبان عند رسم سياساتها وقراراتها.
وأكد أن الاعتقاد بأن دول الإقليم وحدها من يحدد مصير دول الصراعات اعتقاد غير دقيق، فهذه الدول نفسها تخضع لتأثير قوى دولية أكبر، تتحكم بمسارات عديدة في المنطقة.
ودعا السقلدي إلى أن يكون التحشيد مسؤولية جماعية لا تقتصر على المجلس الانتقالي، باعتبار أن القضية الجنوبية قضية شعب بأكمله، مشدداً على ضرورة أن تتحول الساحات إلى فضاء جامع لكل التيارات والفئات، مع الالتزام بخطاب توافقي خالٍ من الإقصاء والعنصرية أو الإساءة للآخرين، بمن فيهم بسطاء الشمال.