في قراءة إنسانية كاشفة، يطرح مراقبون تساؤلات موجعة حول صمت رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إزاء ما تعرّض له سكان عدن والمكلا لأشهر طويلة من عقاب جماعي، تمثّل في قطع الوقود وانهيار الكهرباء، وتحويل صيف الناس إلى جحيم لا يُطاق، دون أي تحرك رسمي لحماية المدنيين أو رفع المعاناة عنهم. وخلال تلك الفترة، انتشرت نقاط الجباية وفرضت الإتاوات على الطرقات، وتحولت الفوضى إلى ممارسة علنية، فيما كان المرضى يدفعون الثمن الأعلى. مرضى الضغط والسكر، الأطفال الخدّج في الحضانات، الأدوية التي تلفت، الأطعمة التي فسدت في ثلاجات المنازل، وأجساد الأطفال التي تسلخت من شدة الحر في عدن والمكلا، كلها وقائع إنسانية حدثت على مرأى ومسمع سلطة رشاد العليمي، دون موقف أو بيان أو تحرك.
وفي هذا السياق، كتب الدكتور ياسر اليافعي في تغريدة على منصة إكس، رصدها محرر شبوة برس، متسائلًا: لماذا لم يتدخل رشاد العليمي لحماية المدنيين الذين يُعاقَبون كل صيف في عدن والمكلا بانقطاع شبه كامل للكهرباء؟ ولماذا لم يتدخل لحماية الناس من هجمات تنظيم القاعدة في أبينوشبوة ولحج؟ ولماذا لم يتحرك حين نسفت مليشيا الحوثي بيوت المدنيين في حجور والبيضاء؟
وأشار اليافعي إلى مفارقة لافتة، مؤكدًا أن المدنيين في وادي حضرموت يعيشون اليوم حالة سلم لم يعرفوها منذ ثلاثين عامًا، بشهادات من الميدان، في وقت يُستحضر فيه خطاب "حماية المدنيين" بشكل انتقائي يخدم أجندات سياسية وإعلامية، لا الإنسان ولا كرامته.
ويرى متابعون أن هذا الصمت المتكرر يفضح لؤم وخبث منظومة الشرعية، ويكشف دور الإعلام اليمني في التغطية على معاناة الناس، وتزييف الأولويات، وتحويل المأساة الإنسانية إلى أداة ابتزاز سياسي، فيما تُترك المدن الجنوبية لتدفع الثمن وحدها.