قلنا الجماعة بلعوا طعم الحوار لم يقتنع أحد وقلنا أن إعادة الجنوب إلى المعادلة السياسية مع الشمال من خلال الحوار أيضا البعض شكك في ذلك . اليوم كل ما يجري في الشمال هو من نتائج وأسباب ما جرى في الحوار .. لا يريدوا ان يلتزموا بشيء ، ولكن الشيء المهم اليوم أن الرعاة صارت لديهم رؤية كاملة بأن الجنوب الذي سعت كل الأطراف في الشمال إلى عدم مشاركته في الحوار وجلب أنصار جنوبيين لهم لسد فراغ الحراك صار اليوم هو الجانب الذي ينظر له بأنه صاحب القضية الذي حضر وسحب البساط من الجميع وقدم القضية بشكل واضح ومفند بالمحتوى والحلول . الصراع في الشمال هو صراع على ضياع الهيمنة على الجنوب أولا عبر رئيس جنوبي يدير المرحلة الإنتقالية خارج قناعات القوى المتنفذة في الشمال ، وثانيا عبر نتائج حوار اعتقدوا انهم سيخرجوا منتصرين منه فوجدوا أنفسهم ملزمين بتنفيذ مخرجاته التي وبحسب كثير من نخبة الشمال الذين ينظرون أن الجنوب أخذ أكثر مما يستحق متجاهلين أن الجنوب دولة وأرض وثروة وسيادة وهو ما اعترف به من قبل الشماليين في الحوار وجاءت النتائج على ضوء هذه الحيثياث . اليوم كل ما يجري في الشمال يصب لمصلحة الجنوب لأن القوى المتصارعة تتصارع وتتوحد أيضا على سلطة فقدوها وثروات نهبوها وأرض استباحوها . ناسيين أن الوضع قد تغير والعالم الذي جرى تغييبه عن اتفاقية الوحدة 90 ، حاضر اليوم وبقوة وشاهد أيضا على إتفاقية جديدة عبر الحوار ونتائجه تسعى القوى المتنفذة في الشمال التنصل منها عبر تفسير الوضع أو خلق تحالفات مع النظام السابق لخلط الأوراق والعودة إلى المربع الأول . المجتمع الدولي في الأخير هو من سيكون له الكلمة الفصل في مستقبل الجنوب طالما ان صراع الفرقاء في الشمال بات واضحا هو صراع على سلطة لا على بناء دولة يكون للجنوب كلمة عليا فيها إذا ما كتب لها النجاح لقيامها.