عندما يتجرد المسؤول على مصير وحياة الناس من القيم والأخلاق فأن الحديث عن نقد ممارساته يصبح مضيعة للوقت .. في اليمن بشكل عام وعدن تحديدا كتب الناس ملايين من الشكاوى وترليونات من المناشدات عن سوء الخدمات العامة في كل المجالات ، ولعل شكاوى تردي الخدمات في الكهرباء والمياه والصحة والانفلات الأمني ولكن لا حياة لمن تنادي .. سلطة مشغولة بفكفكة عقدة حكم استمر 33 عاما من الإحتيال .. حكومة تتنازعها خلافات المحاصصة السياسية بين الأحزاب السياسية الشريكة بحيتان من الفاسدين يمثلون أحزاب تمارس السياسة بلا مبادئ وسياسيين بلا قيم ومسؤولين بلا أخلاق .. نعم .. عندما تجد وزيرا أو محافظا أو مديرا لمؤسسة في منصبه لسنوات يجتر الفشل ويكذب في الوعود و يسرق بجراءة دون أن يحاسبه أحد أو حتى يشعر بخجل من هذه الممارسات فتلك هي الصورة الحقيقية ليس لانعدام المسؤولية ، بل لانعدام الأخلاق والقيم . في عدن محافظ وجيش من المسؤلين لم يستطيعوا توفير أبسط الخدمات للمواطنين .. لا كهرباء ولا مياه ولا خدمات صحية ولا ضبط أمني ولا محاربة لتجار الحبوب والمخدرات .. السؤال لماذا هم باقون في مناصبهم ؟ .. لماذا الإصرار والتمسك بالمنصب طالما لا تستطيع أن تقوم بمسؤولية منصبك أو تحترم نفسك قبل أن تحترم الناس الذي لخدمتهم جرى تعيينك لهذا المنصب أو ذاك وتستقيل بشرف اذا واجهتك صعوبات الايفاء بالتزامات الناس وتوفير الخدمات لهم . البعض سيقول هذه ظروف البلد وهناك أزمة مالية تمنعهم من القيام بواجباتهم وتوفير الخدمات للناس .. أقول هناك أزمة أخلاق وهي من صنعت الأزمة المالية في البلاد ، عندما يغيب مبدأ المحاسبة يستفحل الفساد .. ومن خلق الأزمة المالية في البلاد وجعل الناس بلا خدمات لحياتهم اليومية هي أزمة الأخلاق والقيم والشرف عند كثير من المسؤلين الذين حولوا المنصب إلى منفذ للثراء الفاحش دون أن يحاسبهم أحد أو حتى يخجلون من نهبهم للمال العام على حساب ضروريات الناس.. فلا نأمل تغييرا للافضل ولا مستقبل لحياة الناس أو توفير الخدمات الضرورية طالما ومن يتولون المناصب لخدمة المواطنين مجموعة من فاقدي القيم والأخلاق لا يحاسبهم احد وضمائرهم في إجازة مفتوحة . ستبقى البلاد هكذا مغلقة من بصيص أمل لمستقبل أفضل واجمل للمواطنين طالما الأخلاق والقيم عند الكبار معدومة . والله المستعان وجمعة مباركة