تعتبر سقطرى من أهم مناطق التنوع الحيوي في العالم، ويرجع ذلك لتنوعها المناخي وتأثر الجزيرة بمناخ المحيط الهندي وقربها من خط الإستواء وذلك ما جعلها غنية بالتنوع الحيوي الذي تحتضنه تربتها حيث أن الغطاء النباتي فيها متعدد ومتنوع ويتمثل بالأشجار المعمرة والنباتات والحشائش النادرة التي لا توجد إلا في هذه الجزيرة. ويقول علماء الأحياء والطبيعة أن ميزة العزلة الطبيعية التي يتميز بها الأرخبيل بسبب الرياح الموسمية الشديدة وإندفاع مياه البحر خلال فترة طويلة من السنة كل ذلك قد سمح بنمو طبيعي للنباتات، والأحياء البرية والبحرية بعيداً عن أي تأثيرات بشرية أو طبيعية. ويذكر علماء الطبيعة والأحياء أن أرخبيل سقطرى يتميز بكونه المنطقة الوحيدة في العالم التي تحتضن أكبر تجمع نباتي للنباتات المستوطنة والنادرة التي لا تنمو على أي مكان من الأرض حيث يُطلق على جزيرة سقطرى بأنها إحدى المخازن الطبيعية للأصول الوراثية لأنواع النباتات النادرة ومن بين أهم المناطق للإرث الطبيعي للإنسانية ومتحف طبيعي وحي للكائنات الحية. التنوع النباتي السقطري إن أرخبيل سقطرى يتمتع بتنوع حيوي فريد حيث أنها تتميز بنباتاتها المتنوعة والمتعددة فقد سجلت الدراسات إحتواء سقطرى على نحو 850 نوعآ من النبات منها 293 نوعاً مستوطناً ونادراً تنفرد فيها سقطرى عن باقي مناطق العالم إذ يعتبرها العلماء والباحثون في مجالات الطبيعة والبيئة بأنها تحتضن أكبر تجمع للتنوع النباتي في العالم، ومنها أنواع مُدرجة في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN كنباتات نادرة ومهددة بالانقراض، يشكل أرخبيل سقطرى نظاماً أيكولوجياً بحرياً مستقلاً وله أهميته البيئية الفريدة ذو الأهمية العالمية الذي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس، وقد وصفها الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة بأنها (جالاباجوس المحيط الهندي).. كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة.. ومن أبرز أنواع النباتات النادرة والطبية التي تزخر بها جزيرة سقطرى والتي تعتبر من أهم صادراتها هناك شجرة دم الأخوين Dragon Tree Blood والتي لا توجد إلا في سقطرى وجزر الكناري وشجرة اللبانBoswellia Elangata . أهم النباتات في سقطرى : شجرة(دم الأخوين) المعروفة علمياً بإسم Dragon Tree Blood وهي من الأشجار النادرة في العالم التي لا توجد إلا في جزيرة سقطرى وجزر الكناري وتستخدم في صناعة الأصباغ والطب البديل حيث يستخرج من جذع الشجرة سائل ويتم تجميده ويباع في أقراص مختلفة الشكل ويستخدم لتقوية الأسنان وكمطهر ولوقف النزيف عند النساء ولمعالجة أمراض العيون وأمراض أخرى مختلفة. شجرة (اللبان) وهو من أشهر أنواع النباتات التي إشتهرت الجزيرة بتصديرها عبر التاريخ ويطلق علية محليا اسم (امعيرو) وأسمه العلمي فهو Boswellia Elangata وينمو هذا النبات في مناطق عديدة من الجزيرة حيث يوجد 9 أنواع من هذه الأشجار التي يستخرج منها اللبان بينما يبلغ عدد الأنواع الموجودة على الأرض 25 نوعا ، وتعتبر أشجار اللبان أحد أنواع الأشجار السبع التي تنتج البخور كما يستخدم في علاج البرص والبواسير والتسمم كما تستخدم أوراقه ك أعلاف وبالذات في فترة الجفاف. الصبر السقطري وهو من النباتات النادرة ومن أجمل النباتات العصارية وأسمه المحلي (طيف) أما إسمه العلمي فهو Aloe perryi وهو ينتج بكميات كبيرة في الجزيرة ويعتبر من أجود الأنواع المعروفة عالميا ويصدر إلى دول الخليج العربي والهند وله فوائد طبية أبرزها علاج المغص وسوء الهضم. حبة العين ويستخرج اللب الأصفر من ثمارها ويجفف ويسحق ويستخدم لمعالجة رمد العيون. شجرة (امتة) وهي واحدة من أجمل الأشجار في شكلها فهي تبدو بساق فضية اللون وهي شبيهه بشجرة دم الأخوين وتسمى محلياً بإسم (أمته) أو (امتحيح) وتوجد في العديد من مناطق أرخبيل سقطرى وتعرف علمياً باسم Euphotbia Urbuscula وهي من النباتات النادرة التي لا توجد إلا في سقطرى وهي من الأشجار التي يعتبرها الأهالي سامة وهي أقرب الى النبات المخدر فالأهالي لا يستخدمونها إلا في رمي عصارتها في البحر فتساعد على طفو الأسماك شبة مشلولة ومخدرة. شجرة(الاسفد) (صبيره) هو أسمها المحلي أما اسمها العلمي فهو Jatropha Unicortata وهي من نباتات الجزيرة المستوطنة وتنتشر بشكل واسع في الجزيرة التي تشكل أحد أبرز معالم الأرخبيل وتتميز بجذعها الضخم وأوراقها بشكلها النجمي وهي من الأشجار غير المعروفة الإستخدام. عود البخور ويعرف محليا بإسم تان أما إسمه العلمي فهو Cephalo corotona socatranus وتستخدم أخشاب النبات في تطييب الغرف والمنازل وتطهير الحمامات وطرد البعوض. شجرة (تمهر اقمهر) المعروفة علميا بإسم Acacia Pennirenia وهي من الأشجار الزهرية العطرية وتستخدم في تحضير بعض أنواع الطِيب وإضافة إلى ذلك تتواجد في الجزيرة أشجار اللبان منها 9 أنواع مستوطنه فيها البخور ونبته الصبر. البلسم هناك نوع يطلق علية محليا اسم (اتخن) وإسمه العلمي commphorana ويستخدم كاحطاب للوفود، وهناك نوع آخر يطلق علية محلياً إسم (اقصه) وإسمه العلمي Commphora oraifolia ويستخرج منه مادة عطرية لصناعة العطور. تريمو - اصفيد تريمو أو اصفيد هو الإسم المحلي لنبات يطلق علية علمياً إسمAdenium obesum Sup.Spp.socotranum وهي من النباتات المنتشرة بكثرة في سقطرى ويتم إستخلاص مادة بيضاء منه ويقال بأن له فوائد علاجية عديدة. أشجار الرمان السقطري البري إسمها المحلي رهينة أما إسمها العلمي فهو Punica protopunica وهي من النباتات المستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي جزء من العالم و يستخدم جلد الثمرة لعلاج أمراض المعدة. التنوع الحيواني أما بالنسبة للأحياء البرية فإن سقطرى تعتبر موئلاً طبيعياً للعديد من أنواع الطيور والحشرات والزواحف والأحياء المائية وهي تشترك مع الغطاء النباتي بميزه العزلة التي مكنت أنواع متعددة من الحيوانات في النمو بعيداً عن المؤثرات الخارجية. الطيور تنتشر في سقطرى أنواع من الطيور النادرة فقد بلغ عدد الطيور المسجلة فيها نحو 185 نوعا موزعة على 32 موقعاً ، أما بالنسبة للعصافير، فالموقع يؤوي أنواعاً هامة على المستوى العالمي (192 نوعاً، يتوالد 44 منها في الجزر، فيما يهاجر85 نوعاً منها بإنتظام)، ومن بينها بعض الأنواع المهددة بالإنقراض. كما يذكر أعضاء البعثة الفرنسية التي قامت بدراسة علمية للأحياء في الجزيرة أن هناك ستة أنواع من أنواع الطيور السقطرية المستوطنة والتي لا توجد في غيرها وهي طائر (اللوتوغنو) وطائر(الشمس) وطائر(الواربلر) وطائر (السيستي كون) وطائر(الاسبارو) وطائر(البانتيج) النادر والمهدد بالإنقراض وطيورالفلامنجو الشهيرة وطيور بحرية أخرى. كما توجد في الأرخبيل عشرة أنواع أخرى من الطيور التي تعيش بصفة دائمة في الجزيرة وتوجد في مناطق أخرى من العالم ومنها طائر (كومن بوزارد) الذي يوجد أيضا في جنوب أفريقيا وهو من الطيور التي جاءت من أوروبا. الحشرات بالنسبة للحشرات فقد ذكر أعضاء البعثة الفرنسية أن أرخبيل سقطرى يتميز بحشرات لا توجد إلا فيها ، منها الفراشات مثل فراشات النهار والتي يوجد منها نحو 15 نوعاً مستوطناً إضافة الى 60 نوعاً من فراشات الليل كما يوجد 100 نوع من الحشرات الطائرة تنفرد الجزيرة ب 80 نوعا منها... كما كشف الباحثون أن هناك حشرات تتغذى على فضلات الحيوانات وهي موجودة في الجزيرة قبل دخول الحيوانات الأليفة والذي يعني أن الجزيرة كانت تسكن فيها حيوانات متوحشة منذ آلاف السنين. ومن الدراسات الحديثة هناك دراسة هامة كان قد قام بها البروفسور ولفا نج فرانك الباحث والأكاديمي الألماني بجامعة روستاك والذي سبق له في ثمانينيات القرن الماضي تأليف كتاب عن التنوع الحيوي في جزيرة سقطرى أحد المراجع العلمية الهامة والنادرة أستعرض في أواخر العام 2004م نتائج دراسة أجراها على أربع سحالي سقطرية يعتقد أنها من الأنواع النادرة على مستوى العالم والتي لها دورها في التوازن البيئي في الجزيرة ، وأكد ولفا نج إن السحالي السقطرية وغير السقطرية في اليمن ليست من الحيوانات الضارة بالإنسان وأن إرتباطها لدى العامة بالأمراض الجلدية أو السموم ليس صحيحاً مشيراً إلى أنها تساعد على التوازن الطبيعي في المحيط الذي تعيش فيه وخاصة عندما تتغذى على الحشرات الضارة. الحيوانات البرية والزواحف توجد في أرخبيل سقطرى الألف من الماعز السقطري المميز الذي ينتشر في الجبال والأودية كما يوجد حيوان قط الزباد وهو يشبه في شكله القط المنزلي العادي لكنة يختلف عنة بذيله الطويل وكثافة شعره ، كما أنه حيوان متوحش إلا ان الأهالي يصطادوه ليستخرجوا منه مادة تسمى الحلب وهي مادة لزجة يتم خلطها مع بعض العطور لتكون مزيجا طيب الرائحة كما أن هذه المادة تستخدمها أشهر معامل إنتاج العطور في العالم ، ولعل ما يميز أرخبيل سقطرى هو أنه يخلو من الحيوانات المتوحشة والتي أعطت الفرصة لوجود أنواع عديدة وكثيرة العدد من الحيوانات الأليفة التي تشكل ثروة حيوانية حيث يقوم الأهالي بتربية الماعز والضان والأبقار والدواجن ، بالنسبة للزواحف فإنه توجد بها السحالي النادرة ذات الأحجام الصغيرة والكبيرة وكذلك الثعابين والعقارب منها أنواع سامة تشكل خطورة على الإنسان. الأحياء المائية والبحرية نظراً للتنوع الحيوي النباتي البري في الأرخبيل فإن الثروة الحيوانية والبحرية والأحياء المائية هي الأخرى تتنوع ، وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير مع تواجد 253 نوعاً من المرجان الباني للشُعب وتشكل الشعاب المرجانية حدائق في غاية الروعة والدهشة والجمال ، وتحتضن مياه سقطرى البحرية 730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.. إلا أن ما يثير الدهشة في أرخبيل جزيرة سقطرى هو أن سرطان البحر وغيرة من أنواع النباتات والهوائم التي تعيش في المياه المالحة فإنه توجد في وديان سقطرى وهي بيئة المياه العذبة ويوجد في سواحل الأرخبيل وأعماقه أنواع متعددة من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى منها أسماك(الهامور) والقرش وكثير من الأسماك التي لها أسماء محلية وأيضا يوجد فيها الدلافين التي تقوم بإستعراضات بديعة على سواحل الأرخبيل كما توجد أنواع متعددة من أسماك الزينة ومن القشريات كالشروخ والجمبري ومن الأحياء المائية البحرية الأخرى توجد هناك نحو 60 نوعاً من الأسفنجية إضافة إلى أنواع أخرى من الصدفيات والأحياء البحرية المائية الأخرى والتي تلعب دوراً مهماً في عملية التوازن البيئي كما أن أنواعاً من الأسفنجية المائية لها خصائص حيوية تتسم بالتأثير القاتل لأنواع من البكتيريا الضارة وهذا يعني أنه بالإمكان إستغلالها في الصناعات الدوائية ... أما ما يتعلق بالطحالب والهوائم النباتية فيوجد نحو 15 نوعا منه 6 أنواع سامة أيضاً في أعماق البحر ، والجدير بالذكر أن أرخبيل سقطرى غني أيضاً بالشعاب المرجانية التي اكتشف الباحثون بأنها لا تزال تحتفظ بالخصائص الطبيعية الخالصة. المراجع : 1 - تاريخ الجزر اليمنية حمزة علي لقمان 1972 مطبعة يوسف وفليب الحمل بيروت. 2 - تقريرالزيارة الميدانية للبعثة العلمية لقسم الاحياء والجغرافيا عن سقطرى – كلية التربية جامعة عدن 1986. 3 - الندوة الدولية العلمية الثانية حول الإستراتيجية التنموية لأرخبيل سقطرىوالجزراليمنية جامعة عدن المجلد الاول الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي. 4 - الندوة الدولية العلمية الثانية حول الاستراتيجية التنموية لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية - جامعة عدن المجلد الثاني التنمية والسياحة - السكان والبيئة. 5 - سقطرى من الجزر الطبيعية الخالصة تقرير إخباري عن المؤتمر الصحفي للبروفسور الألماني ولفانج فرانك - عبد الحكيم محمود- موقع اخبار البيئة السوري. 6 - المحميات الطبيعية الهيئة العامة للبيئة (اليمن) و برنامج الاممالمتحدة الانمائي 2005-6. 7 - ورشة العمل الإعلامية حول السلامة الاحيائية (التنوع الحيوي) صنعاء يناير 2007 -7. 8 - ورشة عمل للتعريف بالقضايا والمشكلات البيئية للعاملين في المجال الإعلامي عدن فبراير.
