أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الدولة ستعمل بكل حزم من أجل استتباب الأمن والاستقرار، في وقت صعد الحوثيون بقطع الطرقات في العاصمة صنعاء، على الرغم من بدء تخفيض أسعار الوقود الذي يدخل حيز التنفيذ اليوم. وقال هادي خلال اجتماع للحكومة برئاسته إننا سنعمل من أجل استتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة للمجتمع مهما كان الأمر، ولن نتهاون فيما يتعلق بأمن العاصمة». وأضاف: «اليمن اليوم أمام اختبار حقيقي فإما أن نكون أو لا نكون، فالتحديات جسيمة وكبيرة». وترأس منصور هادي الاجتماع الأسبوعي لحكومة الوفاق الذي تم فيه إقرار خفض جزئي في أسعار الوقود اعتباراً من اليوم، التزاما بتنفيذ قرار خفض أسعار الوقود الذي تضمّنته مبادرة الرئيس اليمني لحل الأزمة مع الحوثيين، إلا أن هؤلاء تابعوا تحرّكاتهم الاحتجاجية التي تخللها قطع الطرقات في صنعاء. ونقلت الوكالة عن هادي قوله في الاجتماع: «لقد واجهنا منذ العام 2011 ظروفاً ومراحل أصعب من هذه الأوضاع التي نمر بها اليوم، لذلك نحن على ثقة من قدرتنا وبتعاون أبناء شعبنا اليمني العظيم على تجاوزها، والسير قدماً نحو بناء اليمن الجديد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، التي توافقت عليها جميع القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية». استمرار عمل الحكومة ووجه هادي الحكومة على الاستمرار في أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بناء على توصيات اللجنة الوطنية الرئاسية المشكلة من جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع. وأضاف ودعا إلى تفويت الفرصة على الدعوات التي تستهدف الإضرار بالوطن وأبنائه، وأخذ العبرة من التجارب المريرة التي تعيشها بعض الدول العربية التي انزلقت إلى العنف. توصيات اللجنة الرئاسية وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الاجتماع تناول التوصيات الصادرة عن اللجنة الوطنية الرئاسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع وأكد حرص حكومة الوفاق الوطني على مساندة الإجراءات التي من شأنها تغليب مصلحة الوطن والشعب، للمضي قدماً نحو بناء اليمن الجديد ومستقبله المزدهر على أسس من الشراكة والمواطنة المتساوية والنهج الديمقراطي ووفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. ووافق مجلس الوزراء على تأجيل تحصيل الضريبة العامة على المبيعات والرسوم الجمركية ورسم صندوق صيانة الطرق والجسور والمضافة على أسعار مادتي الديزل والبنزين، باعتبارها من الكلف الإضافية محل المراجعة. استمرار الاحتجاجات أتى ذلك بعد أسبوعين من الاحتجاجات التي قادها المتمردون الحوثيون الذين ينتشرون بالآلاف في صنعاء وعند مداخلها، للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ نهاية يوليو. في غضون ذلك، تظاهر الآلاف من أنصار المتمردين الحوثيين في صنعاء مؤكدين الاستمرار في الاحتجاجات بالرغم من مبادرة هادي. وسار المحتجون في تظاهرات صغيرة تفرّعت في شوارع وسط صنعاء مردّدين شعارات مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وقام المتظاهرون بقطع طرق عدة وسط صنعاء مؤقتاً. وردد متظاهرون «الشعب يريد إسقاط الحكومة» و«الشعب يريد إسقاط الفساد». شلل المواصلات وأدت التظاهرات الى شل حركة المواصلات بقطع عدد من الشوارع في عدد من مناطق العاصمة حيث توزع المتظاهرون على مناطق السائلة والتحرير ورئاسة الوزراء وجولة كناكي. وشهدت شوارع العاصمة بالتزامن مع تحركات جماعة أنصار الله الحوثيين انتشاراً أمنياً وعسكرياً كثيفاً تحسباً لوقوع أعمال عنف. وقامت قوات الأمن بقطع الطرقات المؤدية الى مقر الحكومة وسط العاصمة. وكان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام سارع للتأكيد الثلاثاء على أن «أنصار الله»، وهو الاسم الرسمي الذي يتخذه الحوثيون، لم يوافقوا على هذه المبادرة التي قال إنها تمثل «التفافاً» على المطالب. إلا أن موقفاً أكثر وضوحاً يفترض أن يصدر عن زعيم التمرّد عبدالملك الحوثي.