بعد الجريمة المروعة التي هزت باريس باقتحام صحيفة "شارلي إيبدو" وقتل 12 صحافيا أطلت علينا الذراع الإعلامية الضاربة للتنظيم الدولي ل"الإخوان" قناة "الجزيرة" بإذاعة خطبة نشرتها مؤسسة "الملاحم". للقيادي في حزب الإصلاح حارث النظاري الذي صار متحدثا رسميا ل"تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". لأنهما لا تجيد سوى تسويق الأكاذيب سمت "الجزيرة" ومعها "العربية" هذه الخطبة "بيانا" يعلن مسؤولية قاعدة اليمن عن هجمات باريس في حين أن مضمون التسجيل لم يكن سوى مقطع من خطبة الجمعة وفيه كلام عابر عن خلفيات الجريمة ودوافعها وإشادة بهذا الهجوم الإرهابي ولم يتضمن أي نص أو جملة يقر فيها أن التنظيم هو من نفذ الهجوم. كثيرون انطلت عليهم أكاذيب "الجزيرة" الباحثة عن فرقعات لها مغزى فهي واقعيا حاولت استثمار الجريمة لدعم حملتها في إشاعة الفتنة الطائفية في اليمن، ولدعم ما يخطط له التنظيم الدولي للإخوان وفروعه الداعشية في اليمن. ماذا سيفيد التنظيم الذي بقي طوال الفترة الماضية يلعب دور"الشبح" تلقى عليه الاتهامات في مسلسل التفجيرات والهجمات الإرهابية، عندما يعلن مسؤوليته عن الهجوم؟ ثم لماذا سيشن الآن هجوما إرهابيا ردا على رسوم نشرتها الصحيفة قبل سنوات على ما يبدو؟ الأهم من هذا كله ما قيمة أن يأتي بيان بصوت حارث النظاري بعد أن كان أحد منفذي الهجوم (شريف كواشي) أعلن قبيل مقتله يوم الجمعة عبر قناة "بي أف أم" الفرنسية أن تنظيم القاعدة في اليمن كلفه بتنفيذ الهجوم قبل سنوات عندما كان العولقي معنيا بإنشاء خلايا إرهابية في أوروبا؟ ثم لماذا يضطر التنظيم الإرهابي بقيادته الجديدة للبحث عن انتصارات كاذبة وينسبها لنفسه؟ كل المؤشرات تؤكد أن منفذي الهجوم كانا متطوعين والدافع لديهما ما تلقياه من أفكار متطرفة وإرهابية من شيخهما أنور العولقي عندما زارا اليمن قبل سنوات. ما هو الهدف الخفي إذا؟ أكثر العمليات التي تديرها مطابخ صناعة الإرهاب تسعى ضمن أهداف أخرى إلى ما يسمونه "رفع المعنويات" للخلايا الإرهابية ولضخ المزيد من الوقود لماكينات إنتاج الإرهاب. وفي هذه الهجمات يصعب القول إن مطابخ صناعة الإرهاب قد تتجرأ على لعب هذا الدور في باريس، فالسقف الذي تسمح به المخابرات الدولية في العواصم الغربية هو تصدير الإرهابيين إلى الجماعات التكفيرية والدواعش وربما التخلص منهم خارج أراضيها. في هجمات باريس أرادت أجهزة المخابرات الدولية خلط الأوراق في لعبة صراعها مع داعش وأرادت المطابخ التي ترعى منذ سنوات "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في اليمن استثمار الجريمة لإنتاج فرقعة إعلامية من شأنه إعادة هذا التنظيم المتآكل إلى الواجهة بعدما انحسر حضوره وتأثيره لصالح جماعة "أنصار الشريعة". أنتجت مطابخ التنظيم الدولي وذراعها الإعلامية "الجزيرة" بهذه الأكاذيب عملية تأثير عقلي مغناطيسية يُنتظر أن تجذب المئات من المعتوهين والحالمين بالبطولات للانضمام إلى معسكرات هذا التنظيم، فيكفي هذا الرسالة لإقناع كثيرين بقوة التنظيم وجدارته بالقيادة في أرخص وأسوأ توظيف سياسي للنبي والإسلام والمسلمين. تابعوا إذا فصول الحرب الطويلة في مأرب.