اقتحمت ميليشيا الحوثيين مجمع القصر الرئاسي في صنعاء وقامت بتطويق وقصف مقر سكن رئيس الدولة عبدربه منصور هادي في حين اتهمت وزيرة الاعلام الحوثيين بمحاولة انقلاب على الرغم من إعلان الجماعة المتمردة عدم نيتها استهداف هادي شخصياً. وأمام هذه الفوضى التي تسببت بها جماعة الحوثي بهدف فرض رؤيتهم على «خريطة الطريق» السياسية، يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا استثنائيا اليوم في الرياض لمناقشة الأوضاع المتدهورة على الساحة اليمنية، كما دعت جامعة الدول العربية كافة تيارات القوى السياسية اليمنية الى الوقف الفوري والشامل لكل اشكال العنف واحترام السلطة الشرعية للبلاد، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اشتباكات صنعاء ودعا إلى وقف الاقتتال واستعادة النظام فورا. ويعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا استثنائيا، اليوم، في العاصمة السعودية الرياض، من المرجح أن يناقش التدهور الأمني والسياسي في اليمن. وذكرت مصادر في أمانة المجلس لوسائل إعلام أن الاجتماع سيعقد في القاعدة الجوية بالرياض، عند الساعة الثالثة عصرا بتوقيت أبوظبي. سقوط القصر وتصاعدت حدة التوترات في العاصمة اليمنيةصنعاء إثر هجوم مسلح لجماعة الحوثي على القصر الرئاسي ومقر إقامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رغم توقيعهم اتفاقا لوقف إطلاق النار مع السلطات. وتسري شائعات في صنعاء أن الجماعة المتمردة ستعلن مجلساً عسكرياً بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ونجله العميد أحمد صالح. وقال مسؤول حكومي إن الحوثيين استغلوا وجود اللجنة المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار ودخلوا دار الرئاسة وسيطروا عليها بما فيها من أسلحة ضخمة تخص ثلاثة من ألوية الحماية الرئاسية. وقال المسؤول الحكومي ان الحوثيين نقلوا عددا من الدبابات والعربات المدرعة إلى الجهة الشمالية للعاصمة التي تعد معقلا رئيسيا لهم، لكن الحوثيين اوردوا رواية مغايرة واتهموا قائد الحماية الرئاسية بإصدار توجيهات للجنود لنهب مخازن الأسلحة وأنهم تدخلوا لمنع نهب الأسلحة. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية ضيف الله الشامي بعد السيطرة على ألوية الحماية الرئاسية إن دخولهم إلى مقر اللواء جاء بعد أن تخلى قائد الوية الحماية اللواء صالح الجعيملاني عن مقر ألوية الحماية الرئاسية. استهداف هادي ونفى الحوثيون استهداف منزل الرئيس هادي في شارع الستين رغم استمرار الاشتباكات لأكثر من ثلاث ساعات في محيط المنزل وقالوا ان حراسة الرئيس أطلقت النار على إحدى دورياتهم وأنها ردت على ذلك فقط. في السياق أكدت مصادر في حراسة هادي مقتل جنديين من أفراد الحراسة وإصابة ثلة آخرين، وقالت إن موكب وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي تعرض لإطلاق نار من قبل المسلحين الحوثيين أثناء توجهه إلى منزل الرئيس هادي. الى ذلك أبلغت مصادر سياسية رفيعة «البيان» أن الحوثيين كانوا استبقوا الاستيلاء على دار الرئاسة ابلغوا الرئيس هادي ومستشاريه ان عليهم تنفيذ مطالبهم وإلا فإنهم سيفرضونها بالقوة. وقالت إن صالح الصماد ممثل الحوثيين في الهيئة الاستشارية أبلغ اجتماع المستشارين ان عليهم تنفيذ كافة مطالبهم وإلا فإنه يخلي مسؤوليته عن أي تصرف تقوم به اللجان الشعبية. وتركزت مطالب الحوثيين على تعيين ممثلين لهم في مجلس الشورى، وإضافة ممثلين عنهم الى الهيئة المكلفة بالإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار وتعديل صلاحيات الهيئة وإعادة النظر في الأقاليم وتعديل مسودة الدستور بما يتوافق ومطالبهم، وتسليمهم الأجهزة الرقابية والمالية. انقلاب حوثي من جهتها، قالت وزيرة الاعلام نادية السقاف على حسابها في «تويتر» ان الرئيس اصبح هدفا لهجوم الميليشيا التي «تريد قلب النظام». واكد شهود ان المعارك قرب مقر هادي خفت حدتها بعد الظهر. وقالت وزيرة الاعلام نادية السقاف: «الرئيس اليمني يتعرض للهجوم من قبل ميليشيات مسلحة تود الإطاحة بالحكم». وقال سكان في وقت لاحق إن القتال توقف. ولم تذكر الوزيرة الميليشيات بالاسم لكنها قالت إنهم يطلقون النار من منازل قريبة. ويقيم هادي في منزله الخاص وليس في القصر. وقال مسؤول بالحكومة إن شخصين قتلا في المعارك. مفترق طرق وقبل تفجر الوضع، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الأوضاع في بلاده ستحل بصورة نهائية وإنها أمام مفترق طرق. وناقش خلال اجتماع لهيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا الوضع الأمني وأهمية استقراره وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والفتنة والاهتزازات. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التي باتت تحت سيطرة الحوثيين أن هادي قال خلال الاجتماع: «نحن أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم قد لا يكون ممكنا يوم غد أو بعد غد». خريطة الطريق ودليل على استمرار التوتر، بقي منزل رئيس الوزراء خالد بحاح مطوقا من قبل عناصر ميليشيا الحوثي، فيما اغلق مسلحون المحاور الرئيسية المؤدية اليه. وقبيل اقتحام القصر الرئاسي، قال الناطق باسم الحكومة راجح بادي ان بحاح محاصر في القصر الجمهوري حيث يقيم منذ تعيينه رئيسا للوزراء في اكتوبر الماضي. ودعا بادي الى «اجتماع عاجل» صباح أمس للقوى السياسية كافة من اجل «وضع خريطة طريق تنهي العنف» في البلاد. وفي هذا السياق، قال قيادي في تكتل اللقاء المشترك الذي يضم أحزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري ان هذه الأحزاب في اجتماع متواصل لوضع خريطة طريق لتنفيذ اتفاق الشراكة والسلم وتجنب انزلاق البلاد نحو العنف. وأضاف في تصريح ل«البيان»: «سننجز خريطة طريق ونطرحها على القوى السياسية لإنقاذ المسار السياسي وتجنب العنف».