سقط معسكر قوات الأمن الخاصة بعدن التي يقودها العميد عبدالحافظ السقاف، أمس، بيد القوات المسلحة والجيش ومعها اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي تعرض مقر إقامته لقصف من طائرة حلقت فوق المنطقة، فيما أشاد بيان رئاسي بقوات الجيش واللجان الشعبية لإفشالها محاولة انقلاب ضد الرئيس هادي قام بتدبيرها الحوثيون وأنصار نظام الرئيس علي عبدالله صالح . وسقط معسكر الأمن عقب مقاومة ومعارك شهدتها مديرية خورمكسر بعدن اتسمت بالعنف واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، قادها ميدانياً وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، وفي حصيلة أولية لعدد الضحايا سقط سبعة قتلى منهم أربعة من الأمن وثلاثة من اللجان بينهم القيادي علي الصمدي وجرحى من الجانبين، فيما سلم العميد السقاف نفسه لمحافظ لحج احمد المجيدي بعد ماسيطر الجيش واللجان الشعبية على مطار عدن ومعسكر القوات الخاصة بمحافظة عدن . وكانت قوات الجيش واللجان استعادت السيطرة على مطار عدن الدولي بالكامل الذي توقفت فيه حركة الملاحة الجوية والجاثمة في أرضيته الطائرة الرئاسية الخاصة، عقب توغل محدود لقوات الأمن الخاصة إلى صالة التشريفات في المطار الواقع بالقرب من معسكر قوات الأمن، وانسحابها لاحقاً إلى معسكرها بعد وصول تعزيزات بالدبابات والمصفحات من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي يقودها اللواء الركن دكتور ناصر عبدربه الطاهري . وعقب انتهاء مواجهات ومعارك مطار عدن ومعسكر الصولبان شنت طائرة حربية غارة جوية على منطقة قصر معاشيق الرئاسي بمديرية صيرة في عدن الذي يتواجد فيه الرئيس اليمني هادي، ولكن سرعان ما جاء الرد عليها من مضادات الطيران المتمركزة بالقصر الرئاسي، وأعقبها أصوات إطلاق نار متفرقة، كما شوهد تصاعد الدخان من منطقة القصر الرئاسي في معاشيق، وفقاً لشهود عيان . وأكد مصدر في عمليات القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق ل"الخليج"، تحليق طائرة حربية دون الإدلاء والكشف عن معلومات أكثر حول أسباب التحليق الحربي وتحديد دقيق لشن غارة وموقعها وآثارها، مكتفياً بالقول إن "الوضع تحت السيطرة" . من جانبها أكدت مصادر أمنية وعسكرية ل"الخليج"، سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية المعززة بالآليات العسكرية الثقيلة بشكل تام وكامل على مطار عدن الدولي ومعسكر الصولبان مقر قيادة قوات الأمن الخاصة بعدن التي فر قائدها وأفرادها إلى جهة غير معروفة وما زال مصير قائدها العميد السقاف مجهولاً، عقب دخول جنود ومسلحي الجيش واللجان إلى داخل المعسكر وتمشيطه والاستيلاء عليه بالكامل . وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن السيطرة التامة والكاملة للجيش واللجان جاءت عقب خوضها مواجهات ومعارك مسلحة عنيفة بقيادة وزير الدفاع اللواء الركن الصبيحي من جهة وقوات الأمن الخاصة بقيادة العميد السقاف من جهة أخرى، أسفرت حصيلتها الأولية عن مقتل ثلاثة من اللجان والجيش بينهم القيادي في اللجان الصمدي الذي تلا بيان اللجان الشعبية المؤيدة للجنوبيين، وأربعة جنود من قوات الأمن الخاصة وسقوط عشرات الجرحى من الجانبين . وأصدرت الرئاسة اليمنية أول بيان لها مساء أمس عن المواجهات بمدينة عدن، وأشاد البيان بالأدوار البطولية لقوات الجيش لإفشال محاولة انقلابية أمس من خلال السيطرة على مطار عدن . واتهم البيان الحوثيين و"عملاء إيران" ومن وصفهم ب "أركان النظام السابق" بتدبير المحاولة الانقلابية، مؤكداً أن هذه العملية "الرخيصة" ستوحد الشعب اليمني حول الرئيس عبدربه منصور هادي . وأكد البيان أن المحاولة الانقلابية كانت رسالة واضحة للعالم أجمع "أن الإنقلابيين وأعوانهم الخونة والرجعيين يرفضون أية حلول أو الجلوس على طاولة الحوار من أجل الخروج بالأزمة اليمنية إلى بر الأمان" . وكان الرئيس هادي ذكر أمس أنه تعرض خلال أيام لأربع محاولات اغتيال في سبيل تحقيق العديد من الأهداف، على رأسها الأمن والاستقرار والعدالة والتنمية . وقال هادي خلال لقائه بأعضاء حزب الرشاد السلفي، إنه "على استعداد لتقديم المزيد من التضحية من أجل تحقيقها" .