شهدت مدينة عدن، جنوب البلاد، منذ فجر اليوم الخميس، مواجهات عسكرية عنيفة، بين قوات الأمن الخاص و اللجان الشعبية. وبدأت المواجهات في محيط مطار عدن الدولي، و امتدت إلى معسكر الصولبان في العريش. بدأت المواجهات عقب احتكاك بين اللجان الشعبية و الأمن الخاص في محيط مطار عدن الدولي، ما تسبب في انفجار الوضع بين الطرفين. و تمكنت قوات الأمن الخاص من السيطرة على الجزء الشرقي من المطار الذي كانت تسيطر عليه اللجان الشعبية، و محاولة السيطرة على بقية أرجاء المطار، قبل أن تتدخل قوة من الجيش لحسم الموقف. و عند ظهيرة اليوم، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على الموقف في مطار عدن، و نشر عدد من الآليات في محيط المطار و بوابته الرئيسية بعد تراجع قوات الأمن الخاص باتجاه معسكر الصولبان، الذي تقع فيه مقر قيادة قوات الأمن الخاص، و الذي يتحصن فيه العميد عبد الحافظ السقاف، الذي رفض قرار رئاسي بإقالة. و بعد سيطرة قوات الجيش الموالي ل"هادي" على مطار عدن، توجهت قوة من الجيش معززة بأليات ثقيلة و عناصر من اللجان الشعبية و فرضت طوقا على معسكر الصولبان. و بالتزامن مع حصار معسكر الصولبان، تقدمت عناصر من اللجان الشعبية مسلحة بأسلحة متوسطة و خفيفة و قذائف ال"أر بي جي" باتجاه معسكر 20 الواقع في مدينة كريتر، وسط مدينة عدن، و فرضت عليه حصارا خانقا. و عند حوالي الثالثة من عصر اليوم، تمكنت قوات الجيش الموالي ل"هادي" و اللجان الشعبية من السيطرة على معسكر الصولبان بعدن، بعد قصفه بشكل عنيف بقذائف المدفعية والدبابات، قبل الزحف عليه من أكثر من جهة. و تقول المعلومات التي حصل عليها "يمنات" من جنود من الأمن الخاص، أن قوات الجيش المعززة باللجان الشعبية، زحفت على معسكر الصولبان من أكثر من جهة و تمكنت من الدخول إلى المعسكر بعد أن دمرت معظم نوب الحراسة بعد قصفها بعنف من سلاح الدبابات و المدفعية. و أكدوا أن عناصر من اللجان الشعبية دخلوا المعسكر من بوابة خلفية، قبل أن يدخلها جنود من اللواء 119 مشاة من البوابة الرئيسية، مؤكدين أنهم حوصروا في بعض العنابر، قبل أن يسمح لهم بالخروج بسلاحهم الشخصي. و أكدوا أن عمليات نهب قام بها مدنيون و جنود من الجيش لأسلحة المعسكر، و تم نقلها إلى خارجه بواسطة سيارات مدنية. و بالتزامن مع اقتحام معسكر الصولبان، كانت عناصر اللجان الشعبية قد تمكنت من السيطرة على معسكر 20 بعد فرار كثير من الجنود الذين كانوا يتمركزون فيه و استسلام بعضهم. و جاءت عملية اقتحام معسكر الصولبان و السيطرة على مطار عدن و معسكر 20، بعد أن احكمت اللجان الشعبية، اغلاق منافذ مدينة عدن، و منع وصول الامدادات من محافظة لحج المجاورة، حيث تمكنت عناصر من اللجان الشعبية من نصب كمين لتعزيزات عسكرية في بيت عياض بتبن لحج، و اعطاب مصفحة و قتل و إصابة عدد من الجنود. كما ساهم انتشار اللجان الشعبية في مختلف أرجاء محافظة عدن، و قطع الطرق المؤدية إلى مناطق المواجهات، و نشر العديد من العناصر المسلحة جوار معسكرات الجيش الموالية للحوثيين من تحييد هذه القوات و منع دخلوها في المعركة. و ردا على اقتحام معسكر الصولبان، نفذ الطيران الحربي غارات جوية، استهدفت القصر الرئاسي في المعاشيق. و اغارت طائرات من قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء، على قصر المعاشيق بعدن، عقب اقتحام معسكر الصولبان، و سقطت عدد من القذائف داخل القصر الرئاسي و في محيطه، قبل أن تعاود اغارتها مرة أخرى عند الرابعة من عصر اليوم. و قالت معلومات، حصل عليها "يمنات" من سكان محليين، أن غارتين نفذتا على القصر الرئاسي بمعاشيق، عند الرابعة من عصر اليوم، غير أن الطائرتان اللتان نفذتا الغارتين افرغت حمولتهما من القذائف في البحر و جبل مجاور للقصر، تحت ضغط كثافة نيران المضادات الأرضية المنتشرة حول القصر. و أكد مصدر محلي، أن طائرة حربية قصفت معسكر الصولبان عقب دخوله من قبل اللجان الشعبية و قوات الجيش ما تسبب في سقوط ضحايا كثيرين. و أكد المصدر، أن الغارة الجوية استهدفت مخزن الأسلحة في المعسكر، و أن الغارة وقعت أثناء ما كانت المخازن مكتظة بعناصر اللجان الشعبية. و بسيطرة الجيش الموالي ل"هادي" و اللجان الشعبية على معسكر الصولبان، تكون محافظة عدن قد سقطت بشكل شبه كلي في يد الرئيس هادي، الذي قيل أنه نقل من قصر معاشيق إلى مكان آمن. و فيما لا يزال مصير العميد عبد الحافظ السقاف مجهولا، تقول مصادر مطلعة، أنه سلم نفسه لمحافظ لحج أحمد المجيدي. و حسب المصادر المطلعة، فإن العميد ثابت جواس المعين من الرئيس هادي لقيادة الأمن الخاص بعدن، هو من قاد معركة اقتحام معسكر الصولبان. و أصيب العميد جواس في المواجهات التي وقعت قرب معسكر الصولبان في يده و رجله، و نقل إلى المستشفى العسكري بعدن، لتلقي العلاج. و نشر موقع "عدن الغد" صورة للعميد ثابت جواس، و هو في المستشفى، و رباط أبيض على يده اليمني ورجله اليمنى، ما يشير إلى أن الاصابة التي تعرض لها طفيفة. و فيما لم يعلن الرئيس هادي أو وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي عن حسم المعركة، حتى الآن، تقول المعلومات أن اللواء محمود الصبيحي هو من قاد المعركة من غرفة العمليات، بعد أن حاول خلال الأيام الماضية اقناع العميد السقاف بتسليم معسكر الصولبان، غير أنه كان يتراجع في كل مرة يتم التوصل فيها لاتفاق. و تقول معلومات حصل عليها "يمنات" من مصدر عسكري في عدن، أن الساعات القادمة قد تشهد مواجهات بين معسكر بدر و اللجان الشعبية المنتشرة في محيطه. و قال المصدر، أن توترا شديدا يشهده معسكر بدر بعدن، متوقعا انفجار مواجهات بين الطرفين في حال حصل احتكاك بين الطرفين، مشيرا إلى أن اللجان الشعبية انتشرت في محيط المعسكر منذ عصر اليوم، فيما توجد على مقربة من المعسكر قوة من اللواء 119 مشاة الموالي ل"هادي".