لم يتعرض شعب من شعوب العالم لما تعرض له شعب الجنوب العربي من تشهير واذى وانكار لوجوده وتاريخه واقصاء عن دوره الذي خلقه الله له، وكلفه ومكنه للقيام به ، وهو نشر الخير والعدل في مشارق الارض ومغاربها منذ عهد تبع ذو القرنين . لقد تم تغيير هويته الوطنية واغتصاب حقه الشرعي في الاستفتاء عليها واتاحة الفرصة لكل القوى الوطنية الجنوبية في المناقشة وتبصير شعب الجنوب العربي بعيوب ومخاطر تغيير هويته ، ومزايا ومحاسن التغيير ، ثم طرح الموضوع لاستفتاء شعب الجنوب العربي وقد عنده الصورة واضحة من قبل قادته بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ، ليقول هذا الشعب العربي الجنوبي ، شعب التكليف والتمكين الالهي كلمته في مصيره بالرفض اوالقبول ، وذلك حقه الذي ليس لاحد ان ينازعه فيه او يسلبه منه . لقد ادركت القيادة السياسية الجنوبية خطأ تغيير الهوية عندما طلب الرئيس قحطان الشعبي رحمه الله عام 68م على الاشقاء في الجمهورية العربية اليمنية تبادل التمثيل الديبلوماسي بين البلدين الجارين ،لكنهم رفضوا مؤكدين مقولة عودة الفرع الى الاصل؛ وهو الامر الذي دفع بالقيادة الى اصدار القانون رقم 4 لعام 68م المتعلق بالجنسية والهوية الجنوبية وهو ما دفع البعض في عدن بمظاهرة رافضة له حتى حدث الانقلاب في 22يونيو69م ليتم الغاء هذا القانون واستبداله بقانون رقم 8 الصادر في 30يونيو 69م وفي ذلك كل الضياع لحقوق شعب الجنوب العربي في وطنه وهويته التي كان يمكن من خلال ذلك القانون معالجه خطر اليمننة ، الى جانب وضع حد للتشهير والانكار لوجودة كقطر عربي ضمن اقطار الامة العربية ، ولعلي لا ابالغ اذا ماقلت باحتمال مجيء يوم يجعل من ساهموا في تلك الجريمة بسبب القانون رقم 4لعام 68 يترحموا عليه . ويتكرر التشهير والانكار لحق شعب الجنوب العربي في سوقه الى اعلان الوحدة اليمنية في 22مايو 90م كاستحقاق لاتفاقيات وحدوية بدات بدون حق عام 72م .. ان شعب الجنوب العربي قد تعرض للتكفير والعدوان في حرب اليمن عليه صيف 94م بعد ان الغى اليمن كافة الاتفاقيات الوحدوية واستعاد نظامه، الجمهورية العربية اليمنية وفرض الاحتلال على شعب الجنوب ،وارتكاب المجازر البشرية ضد حراكه الوطني السلمي الجنوبي ، ونهب ثرواته وحقوقه ورمي كوادره الى رصيف البطالة ،والتهميش لمن بقي كموظف في دولة الاحتلال حتى عاد الاخوة الاعداء بشن عدوانهم الواسع في مطلع العام الجاري 2015 تحت عنوان الحوثي وعفاش ، والذي خاض شعب الجنوب العربي مقاومة وطنية جنوبية خالصة وشرسة واستبسال بالسلاح الشخصي لصد عدوان مدجج باحدث الاسلحة والجيوش والمليشيات المدربة بلغ تعدادها مئات الالاف جندي وضابط ومتطوع وتم ارتكاب افضح وابشع الجرائم والتدمير الشامل للمتلكاته العامة والخاصة وجور عبادته ،حتى تمكن شعب الجنوب العربي بتمكين الله له ثم بمساعدة الضربات الجوية لدول التحالف العربي، وتدخل فني من قبل الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة من تحرير وطنه الجنوب العربي وتطهيرها من براثن الغزاة المعتدين اليمنيين بما فيهم من تدعي تأييدها "للشرعية "، وليس هناك ماهو اكبر من تشهير وزراء حزب الاصلاح اليمني وبعض الابواق اليمنية في القنوات الفضائية العربية والعالمية من تمسكهم بوحدة يمنية سيما والبعض منهم يصلون الى عدن ومازالت الدماء طرية ومازالت روائح البارود في كل بيت وفي كل حي ، ومازالت الاسر تبحث عن مفقوديها تحت انقاض البيوت المدمرة في عدن ولحج والضالع وابين وشبوة وحضرموت، ليصرح ناطق حكومة الشرعية دون حياء كذبا ان شعب الجنوب مع الوحدة اليمنية وان الانفصاليين اقلية، وفي ذلك من التشهير بشعب الجنوبي العربي الكثير من الاسائة والكثير من الاذى ناهيك عن كونه كذبا بواحا لايخجل منه من يطلقه هكذا. ان ماتردد عن مساعي حميدة تقوم بها روسيا الاتحادية حول فك الارتباط بين البلدين الجارين وعودة الاوضاع السيادية والحدودية الى ماكانت عليه قبل اعلان الوحدة المشئومة عام 90م هو نوع من الانصاف للحق والعدل ويستجيب للواقع ويعالج جروحه الغائرة، ان شعب الجنوب العربي ومقاومته الوطنية الجنوبية لن يقبلوا اليوم باقل من قيام دولة الجنوب العربي الجديدة التي تتسع لكل ابناء الوطن دون استثناء قائمة على اساس التسامح والتصالح وجبر الضرر، وذلك ما يجب ان تحافظ وتتمسك به كل الاطراف السياسية في الجنوب العربي وتتفق على كلمة سوأ ، ومشاركة الجمبع في بناء الجنوب العربي الجديد ارض اللبان والصمغ والبخور والعدل والخير . والى هنا نقول لكل اطراف الاحتلال اليمني كفاية جرائم وكفاية حروب ضد شعب يفترض انكم اشقاء له.. ونقول لمن مازال مع تلك الاطراف اليمنية لسبب او لاخر من اخوتنا الجنوبيين كفاية تشهير بشعب عربي انتم منه وكفاية اذى وكفاية اقصاء وانتم تتفرجون على وطنكم وهو يدمر، وعلى شعبكم وهو يباد من قبل كل اطراف الصراع السلطوي في صنعاء . وكفاية ياصنعاء وتعز بما فعلتوه بالجنوب وشعبه ،كفاية ابعاد له عن دوره في حفظ امن واستقرار المنطقة، ومساهمته في حفظ الامن والسلم الدوليين على قاعدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين الدول والشعوب ولكم وللجنوب في ذلك خير . .