اهتمت صحف عربية الصادرة الثلاثاء بالمحادثات بين الأطراف اليمنية المتنازعة في جنيف. و قد انقسم الكتاب ما بين متفائل و متشائم بشأن نتائج المحادثات. ففى الوقت الذى تحدثت فيه بعض الصحف الخليجية عن "الأمل الذى تبعثه المحادثات في نفوس أبناء اليمن"، قالت صحيفة الثورة اليمنية " هذه المفاوضات قد لا يعول عليها كثيرا في النجاح". "كثير من التفاؤل" وقال أيمن حماد، في صحيفة الرياض السعودية، إن المواطنين اليمنيين يترقبون محادثات جنيف "بكثير من التفاؤل لإنجاز اتفاق يعيد الدولة اليمنية إلى طبيعتها، ويؤسس إلى دولة عربية مستقلة يطمح لها كل اليمنيين، الذين سيجدون الدعم من إخوانهم في دول مجلس التعاون من أجل نهضة اليمن وبنائه على أسس السلام والاستقرار، لا على أساس التناحر والاستقطاب الذي عانى منه اليمنيون طويلاً". و أضاف الكاتب أن "فرصة السلام تلوح اليوم في الأفق أكثر من أي وقت مضى، وأن استغلال ذلك أمرٌ يجب أن تدعمه كل الأطراف اليمنية التي يتسع اليمن لها جميعاً من أجل ممارسة عملية سياسية سليمة مبنية على التوافق والديموقراطية تدفع اليمن تجاه مستقبل أفضل بعيداً عن واقعه المعاش". وفى السياق ذاته، تحدثت صحيفة البيان الإماراتية عن "الأمل الذي تبعثه المحادثات في نفوس أبناء اليمن". فقد قالت الصحيفة إن "اليمنيين يتطلعون إلى حل يحقن دماءهم ويعيد إليهم دولتهم المختطفة من المليشيات. وفيما تمد الحكومة الشرعية يدها للسلام فالمطلوب من الانقلابيين النأي عن المناورات ومحاولة كسب الوقت". وأضافت الجريدة أن "الحكومة الشرعية لا توفر جهداً من أجل الوصول إلى حلٍّ وسلام حقيقي وشامل، ينهي معاناة اليمنيين، وهي ترحب بأي مشاورات جادة مع مليشيات الحوثي وصالح، قائمة على الاستحقاقات الوطنية ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 دون قيد أو شرط". و اختتمت الصحيفة قائلة: "لقد آن الأوان لتستوعب كل الأطراف اليمنية أن أمامها مهاماً تتطلب تسريع بلوغ اتفاق سلام، وتتمثل في إعادة النازحين إلى ديارهم، ووضع البلاد على طريق الحياة الطبيعية". "الهجوم الغادر" أما علي العمودي فقد انتقد في صحيفة الاتحاد الاماراتية "الهجوم الغادر" الذى قام به المقاتلون الحوثيون ضد قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال الكاتب إنه "بينما كانت قوات الشرعية والتحالف العربي في اليمن الشقيق تستعد لتطبيق الهدنة التي أُعلن عنها، لإتاحة فرصة للجولة الثانية من مفاوضات جنيف، إذ بأذناب الغدر تنتهكها قبل بدئها، ويهاجمون قوات الشرعية والتحالف، ليستشهد عدد من أبطال التحالف". ويرى الكاتب أن المحادثات تمثل "الفرصة الأخيرة لهؤلاء المتمردين لإنهاء الانقلاب وتمكين الشرعية، وصون أرواح المدنيين الذين تحاصرهم تلك المليشيات الحوثية وفلول الانقلابيين، وتتخذ منهم دروعاً بشرية، من دون أن يسقط التفاوض المطالبات بتقديم مجرمي الحرب للعدالة". "لا يعول عليها كثيرا في النجاح" ومن ناحية أخرى، قال صلاح القرشي في صحيفة الثورة اليمنية إن "هذه المفاوضات في جنيف قد لا يعوّل عليها كثيرا في النجاح بسبب تعدد الأطراف والقوى المتداخلة والمهيمنة، وصعوبة التوفيق بين كل المطالب والشروط والمكاسب التي تبتغيها كل الأطراف الفاعلة في هذه الحرب". ويرى الكاتب أن " التحالف السعودي وافق وهو مجبر على ذلك لأن الواقع الميداني على الأرض يجري بغير صالحه ، سواء بفشله وتراجعه في جبهة نجران وجيزان وعسير ، أو في فشله بتحقيق أي نتائج ملموسة في جبهة تعز أو جبهة مأرب، بالإضافة إلى ابتداء العد التنازلي لتبخر شرعية هادي وحكومته، واكتشاف العالم متأخراً أن هذا القصف والحرب لم يؤديا إلا لتوسع داعش والقاعدة وأخواتها في كل الجنوب".