ثوار الربيز والدور الخفي للسلطان العولقي: للأمانة وللتاريخ يجب أن نسجل هنا الدور الهام والخفي الذي قام به السلطان عوض بن صالح بن عبدالله العولقي – سلطان العوالق العليا – في الثورة التي قام بها "آل شمس – الربيز" عام 1952م فقد كان السلطان على خلاف مستمر مع السلطات البريطانية ولم يسمح لهم بدخول بلا د العوالق العليا وخاصة " منطقة المحاجر " منذ تولية الحكم عام 1934م . وبعد أن عقد الإنجليز معاهدة الاستشارة مع مشيخة العوالق العليا وخليفة عام 1952م ،أرادوا اختصار الطريق لوصول قواتهم براً إلى بيحان وسلطنة العوالق العليا مروراً بحطيب ولما عرف السلطان عوض نواياهم أوعز إلى قبائل الربيز باعتراض قافلة عسكرية بريطانيه فيها عشرات الضباط والجنود العرب والإنجليز ،وهاجموا تلك القافلة عام 1952م ، وعادت على أعقابها ولم تتمكن من بناء مركز عسكري لها في حطيب ،وبعد فشل الإنجليز في إخضاع قبيلة الربيزي توجهوا إلى نصاب ،وأقاموا لهم مركزاً فيها . وكان السلطان العولقي قد أتهم الانجليز بأنهم حرضوا قبائل " دثينة " بواسطة الضابط "سيجر" للخروج عن طاعته وأن يكونوا إمارة مستقلة عن العوالق وأتهم الإنجليز بسرقة حدوده ،كما عارض مد النفوذ البريطاني إلى سلطنة العوالق العليا. *ثورة آل ديان : قام مجموعة من قبائل آل ديان بالثورة على الإنجليز عندما تمركزت قوات من حرس الحكومة في " وادي خورة في 7 إبريل عام 1956م وقد هاجم " آل ديان " المركز ليلتين متتاليتين بوابل من الرصاص، وقتل أحد الجنود، مما استدعاهم إلى الاستنجاد بسلاح الطيران الملكي البريطاني وقتل اثنان من رجال القبائل وجرح أربعة آخرين. كما هدمت بعض بيوت آل عبدالله – وآل صالح ( آل ديان ) الذين رفضوا دفع (أربعة آلاف ريال فرنصه ) لحكومة عدن ....وذلك تأديبا لهم . كما قام سلاح الطيران البريطاني بقصف مدفعي وصاروخي لحصن خورة . * الربيز في الكور : تمكن ثوار الربيز من القضاء الكامل على قوة عسكرية كاملة كانت في طريقها إلى " امرباط " عام 1956م مما اضطر الإنجليز للاستعانة بقوات جوية لإجلاء الحرس الحكومي من " امرباط " وبعد تلك المعركة " المهينة " للقوات البريطانية كثفت من غاراتها الجوية على جبال الربيز في كور العوالق وعبر عن ذلك الشاعر امشعوي: كلما جن من المجراد خمسه بلوكي =روحن وانت يا البدوي مكانك بمحجاك وأنت يا صاحب الطيار كم لك تزوكي = لنت ما خذ حطيب المعتلي كان يمداك وقال الشاعر: يا الطائره علَّى بجنحاتش = من ضوع* معور لا يصيبونش لا ينذقونش في خلا خالي = حيث التخاتر مايداوونش *(ضوع أبناء) * ثورة العوالق عام 1954م : وفي مشيخة العوالق العليا وخليفة حدثت خلافات بين آل فريد حول المناصب الإدارية في فأنشق قسم منهم وأعلن الثورة وهم : - الشيخ مذيب بن صالح بن فريد - الشيخ محمد أبو بكر بن فريد - الشيخ فريد بن محمد الصريمة وأنضم إليهم مجموعة من رجال " معن " ويقول الشيخ فريد بن محمد الصريمة: عامد حزاز الكور لعلى = حليت به ماجيت طوفه اما محله تحت جونسن = يحرم علي حكمه وشوفه ويقول الشيخ الصريمه: تسليم يا ساكن يهدد = دي فيك كمن قرن عاصي حما تلجينا شعابه ما = عاد جاء العين النعاسي وقال الصريمة أيضا: قل له يقول الكور وادقام الجبل = والسوط والسيطان لما قبر هود وأحنا حلفنا في المطارح والسلب = بدنا غلب لو بالقع في ذرب عود ولاَّ حنق مربون وأشعاب الصبر= وحصون باتحنق وزينات الجعود وأرسل الشيخ محسن بن الحتير قصيدة للشيخ مذيب بن صالح والشيخ فريد بن محمد الصريمه جاء فيها: سلم على أهل الكور ما الكم انسكب = لكين* في لكين زيد اربعميه يا مذيب بن صالح شعوا هذا حنب = ماشي يكلف يامطاييب النيه قل للصريمة يا عتوبي بالعتب = ماحد يخلي في المحاكم كرسيه *( لك في لغة الأوردو تعني مائة ألف) كما ارسل الشيخ أبو بكر بن عبدالله السليماني قصيدة لأهل الكور جاء فيها : مرواحك الا الكور ساكن هل علي = لا تآوي إلا والقبائل حاضره بلغ سلامي للقبائل كلهم = خص الصريمه بن محمد واحذره *- بقلم : د علوي عمر بن فريد