لاشك بأن هناك صحفيين مُخترقي الذات الصحفية الجنوبية حتى عظمها والجنوبيين ويُدركون أدراك تام كيف يتم توجه الرأي العام عبر الكلمات التي يسطرها أقلام هؤلاء الذين يمكنني أن أُطلق علبهم مرتزقة الأقلام ، أنا شخصياً أتابع ما يُكتب بالجنوب بشكل دقيق وبحكم تجربتي الإعلامية أُدرك حقيقة أهمية التوجه الإعلامي وأعرف كيف أوجه الرأي العام لما يخدم مصالحه وليس لمصالحي أو مصالح الطبقة الفاسدة التي تقتات على دماء البسطاء ، تابعت ما أُثير خلال اليومين الماضين خصوصاً بعد دعوة اللواء الزبيدي ولم أستغرب حقيقة ما تم أثارته خصوصاً وأنه جاء متزامنا مع ماطرحه الزبيدي من دعوة لتشكيل قيادة جنوبية وهو طرح نزل كالصاعقة على رؤوس بارونات الفساد الذين أكثر ما كانوا يخشونه هو توحد المكونات والتيارات والأحزاب الجنوبية وأتفاقهم على قيادة موحدة ، لذلك كان لابد من ضرب هذا المشروع بمهده عبر أثارة العديد من الموجات المرتدة لأشغال الشارع والتشكيك بقياداته ومن حولهم والطعن بذممهم . لذلك سبق وقلت في مقالي السابق بأن على الشعب الجنوبي الانتباه لمثل تلك الأعمال التي تهدف اشغال الرأي العام عن هدفه وهو التحرير والأستقلال ولا أعتقد بأن أي صحفي بريئ لهذه الدرجة التي لايعرف بأن طرح مثل تلك الأتهامات بهذا الوقت بالذات تخدم بارونات الفساد أكثر من أنها تخدم وحدة الصف الجنوبي . أي أثارة لاتخدم وحدة الصف الجنوبي بهذا الوقت ولاتقف مع تشكيل قيادة جنوبية سياسية ، يجب على كل الشعب الجنوبي مقاطعتها وعدم ترديدها أو الحديث عنها أو تحليلها أو دعمها أو حتى التفكير والنقاش بها ،فعلاج مثل هذه الحالات الشاذة هو التجاهل التام خصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة وعلى نشطاء فقط رصد مُثيريها وبعد نضوج التحرير والأستقلال وعودة دولة الجنوب تقديمهم للمحاكمات العادلة بتُهمة الخيانة العظمى والتخابر مع عدو خارجي.