من المعروف ان الشعوب عندما تتوحد وتخفق هذه الوحده تعود هذه الدول إلى حل حق تقرير المصير عبر استفتاء حر نزيه لشعب الذي يريد ان يخرج عن هذه الوحده وهذا ما جرى مع جنوب السودان والسودان (مع أن السودان لم يكن مقسما) ومع اسكتلندا وبريطانيا ومع بريطانيا والاتحاد الأوروبي ومن المعروف ان هذا هو الحل العادل للقضيه الجنوبيه مع الجمهورية العربية اليمنيه أيضا . كما هو معروف أن قضية حل الصراعات في الجمهوريه العربيه اليمنيه على السلطه يكمن في انتخابات ديمقراطية حره ونزيهة يتم عبرها تداول سلمي لسلطة ويتم عبرها تثبيت سلطة دولة النظام والقانون ، وهذا هو الحل الطبيعي لصراع على السلطه في أي بلد من بلدان العالم .
لكن مع معرفة الجميع بأن هذه الحلول هي الحلول الواقعيه والعمليه التي أثبتت نجاحها لحل قضايا مشابهة في دول أخرى من العالم ، نرى الجانب الدولي والإقليمي والمحلي ( كالشرعيه والحوثيين ) لا يريدون هذه الحلول لانهم يرونها لا تحقق اهدافهم الاستراتيجيه، الوحيدون الذين يؤيدون هذه الحلول هم الجنوبيون المؤيدون لاستقلال الجنوب عن الجمهوريه العربيه اليمنيه ومن أبرز ممثلي هذا التيار المجلس الانتقالي الجنوبي، كما يؤيد حل الانتخابات أغلبية سكان الجمهوريه العربيه اليمنيه ولكن في إطار الجمهوريه اليمنيه وليس في إطار الجمهوريه العربيه اليمنيه .
ويلاحظ من خلال الحيثيات والمعطيات المذكوره آنفا أن الحلول لن تأتي إلا عبر فرض أمر واقع يجبر الجانب المحلي والإقليمي والدولي على الإذعان لها كحلول علميه وواقعيه للقضيه لابد من اتخاذها لكي تضمن الممكن من المصالح الاستراتيجيه محليا وإقليميا ودوليا.
إن عدم وضع هذه الحلول لحل القضيه اليمنية يعني استمرار الحروب في اليمن وجلب مزيدا من الخسائر والحزن والبؤس والأسى والفشل لمواطني الجمهورية العربية اليمنية ولمواطني الجنوب العربي أو في أحسن الأحوال تقسيم الجمهوريه العربيه اليمنيهوالجنوب إلى دويلات متعدده لا يكون لها من دور إلا خدمة المصالح الاستراتيجيه الاقليميه والدوليه ولو على حساب حتى اقتطاع أجزاء منها لدول أخرى .