لا أحد يختلف على سمو الهدف ونبالته ، ولا عن تاريخية حدثه ، ولا على أنه من الناحيه النظريه والعمليه سيمثل قوة وعزه لليمنيين ، ولكن الخلاف أن الطرف الآخر ما كان ينظر إلى أن ماجرى وحده ، بل كان ينظر إلى هذا الحدث أنه استرداد لجزء من اقطاعيته وقد ضمه إليها ، وهذا ما حصل بالضبط لم تحصل وحده بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربيه اليمنيه وإنما ألحقت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالجمهورية العربيه اليمنيه . عندما تبين للجنوبيين أنها لم تكن وحده وإنما ضم وإلحاق ، قاوموا الجنوبيون مشروع الضم والالحاق ، وأتت انتخابات 93 لتظهر بصورة واضحة أن ليس هناك وحده ، لأن الجنوبيون في هذه الانتخابات اختاروا الحزب الاشتراكي الذي هو حزب الجنوب ، والشماليون اختاروا أحزاب الشمال المؤتمر والاصلاح .
كما رأينا المناطق الشماليه التي كانت تعتبر معقل الاشتراكي إب وتعز قد وقفت مع أحزاب الشمال ، كما وقف الشمال بأكمله ضد الجنوب بأكمله في حرب صيف 94 ، والتي توجت بانتصار الشمال على الجنوب ، لتتحول الوحده إلى احتلال مباشر للجنوب من قبل الشمال .
ثم الحروب التي تبعت حرب صيف 94 كانت كلها حروب شماليه جنوبيه ، وإلى اليوم وهي حروب شماليه جنوبيه ، مهما حاولوا الشماليون وأنصار الوحده الجنوبيون والجنوبيين الفاسدين المرتبطه مصالحهم بالشماليين ، ان يبرهنوا أنها معركه مع الحوثيين فحسب فإن معارك الضالع أثبتت أن ألوية الشرعيه تشارك إلى جانب الحوثيين في الهجوم على الضالع .
إن المكابرة بعدم الاعتراف بالخطاء والفشل هو الخطيئة الكبرى ، لأنا الجنوبيون عندما ذهبنا للوحدة مع الشماليون كمن ذهب ليبني منزلا جميلا وهو يعلم أن أعداءه سيهدوه غدا .
فليس من الحكمة بعد كل هذه الدماء والاشلاء والجماجم والدمار الذي لحق بالجنوب ، أن نتحدث عن الوحدة مع الشمال إلا ككابوس يجلب المزيد من الأسى والبؤس والحزن والألم للجنوبيين والشماليين أيضا ، وان من الواجب علينا أولا اعادة الدولتين على حدود ما قبل 22 مايو 90 ، ومن ثم نفكر في وحده مع دول شبه الجزيرة العربية ، وحده لا تلغي الهويه الوطنيه لكل دوله ، ولا تهضم حق كل دوله في الخروج من هذه الوحده متى أرادت ، مستفيدين من كابوس الماضي لوحدتنا مع الشمال .
