بسم الله الرحمن الرحيم بيان نعي اُستشهد اليوم قائد اللواء العاشر صاعقة، البطل يسري الحوشبي، متأثرا بإصابة تعرّض لها في ميادين الشرف والبطولة بجبهة شقرة، مقبلاً غير مدبر، رافضاً إلا أن يختارَ مصير الأبطال ونهاية القادة العسكريين الميامين، مصير العظماء الذين آثروا الشهادةَ على القيادة؛ فاسترخصوا حياتهم على تراب الوطن وحريته وسيادته.. غادرنا القائد الحوشبي مخلّفاً وراءه دورساً في التضحية والفداء ستهتدي بها قواتنا ومقاتلونا لمواصلة معركتنا المصيرية ضد المليشيات الإرهابية في أبين وضد كل الجحافل الغازية والمعتدية على أرض الجنوب. إن ألوية الدعم والإسناد، وهي تنعي القائد الحوشبي، تؤكّد أن القوات المسلحة الجنوبية خسرت قائدا فذا وثائرا صلبا لم تنل منه عنجهية الاحتلال، لكننا في المقابل كسبْنا وأكسبنا جنودنا في الميدان عقيدةً عسكرية تعلي شأن الوطن على ما سواه من المناصب والمكاسب.. عقيدة لن تكون إلا منتصرة مهما كَثُرَ الأعداء ومهما تكالبت مليشيات الإرهاب وتحالفت ضدنا.. عقيدة تؤمن بأن كل قطرة دم تُقدّم في جبهات العز ماهي إلا قربان نحو الحرية والكرامة والاستقلال. يا ميامين قواتنا المسلحة في أبين وشبوة وحضرموت والمهرة والضالع ثقوا أن بيارق النصر بدأت تلوح في الأفق، وأن استعادة دولة الجنوب آتية لا محالة، فلا ثمن لهذه الدماء إلا استقلال الجنوب، ولا مشاريعَ تقر أعين شهدائنا الأبرار إلا طرد المحتل وكسر شوكته وإذلاله نظير ما اقترفه في أرضنا من استبداد واستكبار وتشريد وتجويع لأهلنا على تراب الجنوب كافة.. يا مغاوير قواتنا الباسلة كونوا على يقين أن العدو بات ينازع لحظاته الأخيرة، ولم يبقَ لنا إلا قيل من الصبر والصمود، حتى تكلل تضحيات شهدائنا بالهدف الذي رسمته لنا دماؤهم.. ثقوا أن العدو يموت ألف مرة مع استشهاد قائد منا خوفا وغيرةً، فرجالنا يفضلون الشهادة ومرتزقتهم ممن يوصفون بالقادة يستسلمون ويخرون راكعين تحت رحمة قواتنا؛ لأن لا قضية لهم ولا مشروع يقاتلون من أجله، فشتان بين قائدنا الراحل يسري الحوشبي وبين كثيرٍ من قياداتهم الذين ولوا الأدبار وفضلوا الحياة ليقعوا في الأسر. ختاما.. لا يسعنا إلا أن نترحم على روح شهيدنا المغوار سائلين الله أن يتقبله ويكرمه بمنزله الشهداء والصديقين، ويلهم أهله وذويه والجنوب عامة الصبر والسلوان.. إن لله وإنا إليه راجعون.
أركان حرب ألوية الدعم والإسناد، قائد اللواء الثالث
