العتب لا تتحمله وحدك يا بن مبارك ولكن العتب الأكبر على من عينك في منصب وزيرا للخارجية اليمنية وأنت رجل شبه أمي لا تحسن إلا النميمة والدس والوقيعة اما السياسة فلها رجالها وفي اليمن هامات وقامات كثيرة من الشرفاء ولكنهم في الظل وسيبقون ولكن الى حين وهم يعانون ويتألمون لأوجاع أوطانهم !! ومثلك متبلد الفكر لا يقرأ التاريخ وإن قرأ لا يفهم ولا يحفظ قصار السور إلا بسوط معلم الكتاب !! وها أنتم اليوم تتاجرون بكرامة الوطن وتقتاتون على أوجاع المواطن اليمني الذي ما ترك بقعة على وجه الأرض إلا وجد الأبواب مقفلة في وجهه وفي هذه الظروف المؤلمة ومن باب الشهامة والأصالة العربية فتحت مصر العروبة أبوابها ليس لليمنيين وحدهم بل لسائر العرب المضطربة أوطانهم وعاشوا ولا زالوا وهم بالملايين وبدلا من أن تشكروهم على مواقفهم النبيلة تقابلونهم بالجحود ونكران الجميل وتشجعون الأحباش لتخفيض منسوب المياه في نهر النيل الذي وهبه الله لمصر قبل الفراعنة بآلاف السنين!! أنسيت أيها الأحمق أن دماء أ كثر من عشرة ألف شهيد من أشقائنا المصريين لا زالت تخضب جبال اليمن وسهولها عندما جاؤوا لنصرة الشعب اليمني !! هل نسيت أيها الأحمق أن أبناء صعيد مصر هم ينحدرون من أبناء الفاتحين اليمنيين في عهد عمرو بن العاص ؟!! وها أنت اليوم تتطاول على أبناء الفاتحين الأشاوس ومصر تاج العرب والعروبة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى: "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)" سورة يوسف . ومصر منذ الأزل لا زالت حاضرة وحاضنة العروبة وسيفها المجرود على أعداء العرب والمسلمين الى قيام الساعة ، والواقع يقول إنه لا حق إلا حق الشعوب في الحياة الكريمة ولا باطل إلا باطل ولعبة السياسة التي يمارسها اليوم بعض الجهلة في اليمن كأمثال بن مبارك وزير خارجية اليمن وهو وأمثاله ممن تطفلوا على السياسة وهم لا يدركون مخاطرها ودهاليزها السرية التي تستعصي على الأذكياء والعباقرة من رجال السياسة وجهابذة القانون والفكر السياسي . ولكنني أجزم أنك يا بن مبارك مجرد ساعي بريد طلب منه الإصلاح تمرير هذه الرسالة الملغومة ضد مصر العروبة التي آوت أكثر من مليون يمني وخمسة ملايين أخرى من الدول العربية الأخرى على أراضيها يعيشون ويستثمرون أموالهم دون أن تطبق عليهم قانون من أين لك هذا ؟؟!! أن شعبنا اليمني سيتحمّل أقسى أنواع المعاناة والفروق الجائرة في الثروة والجاه والسلطة بيد أقليّة تهيمن وأكثرية تعاني وتكافح، ولكن شعبنا يدرك ويأمل بأنه ولو بعد مئة سنة أو ألف عام لن يستطيع الصبر والانتظار وتأجيل أحلامه الكبرى لأنه يعلم بأن ممارسات الاستبداد والظلم الذي يمارس ضده من أمثالك يا بن مبارك دون وعي ولا فهم زائل لا محالة وغدا لنا ظره قريب . د . علوي عمر بن فريد