أظهرت الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن مؤخراً، من أعمال عنف واعتداءات طالت رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة حجم التلاحم الوطني الجنوبي والالتفاف الشعب حول قيادته، كما أظهرت مدى الوعي الوطني لدى أبناء الجنوب العربي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا العظيم التواق إلى الحرية. لاشك بأن الاختطاف جريمة وظاهرة دخيلة على مجتمعنا الجنوبي، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي وتقطيع أوصاله، ليتسنى للأعداء التاريخيين للجنوب العربي لاحقاً الانقضاض على ما تبقى من وطن.
أعمال العنف والفوضى التي اندلعت في عدن، والتي تصدى لها رجال الأمن ببسالة، كان الهدف من وراءها زعزعة الأمن والاستقرار بدرجة رئيسة.
لم يسبق أن حظيت قضية حقوقية بذلك القدر من الاهتمام الإعلامي الذي حظيت ولازالت تحظى به قضية اختطاف المقدم عشال الجعدني من قبل وسائل الإعلام اليمنية.
كما لم يسبق ان توحد الخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام اليمنية (المتقاطعة) والتي وحدت خطابها بشكل لافت، في محاولاتها إبراز (مشروعية) التظاهرات السلمية وتبرير مطالبها!
إعلام الإخوان، استنفر كافة منابره الإعلامية، وفي مقدمتها قنواتهم التلفزيونية، التي أفردت مساحات واسعة من فترات بثها لأجل المليونية (السلمية)!
كذلك فعل إعلام الحوثي، وأخذ يحشد إعلاميا للمليونية المرتقبة في عدن خلال الفترة التي سبقت الحدث.
الناشطون اليمنيون بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية بدأوا أكثر حرصاً على الجنوب العربي من أبنائه، كذلك أكثر حرصاً على بث سموم المناطقية والتحريض على العنف في عدن.
كل ذلك لم يكن مصادفة! فلا الزمان ولا المكان يبرران ماحدث، وقد كان للتوقيت دلالته.
وختاماً.. أموال أعدائنا وآمالهم تبخرت على أسوار عاصمة الجنوب العربي الأبدية عدن، وسقطت رهانات أعداء الجنوب العربي التاريخيين، ليبقى التلاحم الجنوبي والإرادة الشعبية الجنوبية الرهان الذي يحفظ للجنوبين كرامتهم ويصون حقوقهم.