النزوح الكاذب ظاهرة خطيرة تهدد نزاهة العمل الإنساني وتستنزف الموارد التي يجب أن توجه إلى المحتاجين الحقيقيين. لذلك، لا بد من اتخاذ تدابير صارمة لضمان وصول الدعم إلى من يستحقه، مع تعزيز الرقابة ومكافحة التلاعب بالأزمات الإنسانية. يُعد النزوح من أخطر الظواهر الإنسانية التي تنتج عن النزاعات المسلحة، الكوارث الطبيعية، أو الاضطهاد السياسي. لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى وسيلة لتحقيق مكاسب مالية، حيث يدّعي بعض الأفراد أنهم نازحون رغم أن بلادهم آمنة، بهدف الحصول على المساعدات المالية والامتيازات التي توفرها المنظمات الإنسانية والدول المضيفة.
القضية الجنوبية والنزوح السياسي يُعد النزوح السياسي من أخطر الأدوات التي تستخدمها القوى الشمالية المتصارعة لإعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية بما يخدم مصالحها. وبما أن هذه الظاهرة تهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي، فمن الضروري اتخاذ خطوات جادة لمواجهتها، بدءًا من تعزيز القوانين الدولية، وصولًا إلى دعم المتضررين وتمكينهم من العودة إلى أراضيهم التي أصبحت آمنة بعد توقف الجبهات.
يُعتبر النزوح السياسي من أخطر الأدوات المستخدمة لتغيير البنية الديموغرافية للجغرافيا الجنوبية، حيث يتم تهجير مجموعات سكانية قسرًا أو استقطاب أخرى لأهداف سياسية بحتة. وغالبًا ما لجأت الأنظمة السياسية الشمالية منذ عام 90 و القوى الفاعلة بالمشهد السياسي الحالي المتورطة في النزاعات إلى هذه الاستراتيجية لإحداث تغييرات ديموغرافية تخدم مصالحها على المدى البعيد، سواء كان ذلك لتأمين سيطرتها على مناطق الجنوبية أو لإضعاف نفوذ القوى الجنوبية