في كل ساعة بل في كل دقيقة وثانية يأخذ الموت منا المئات بل الالاف وهذه مشيئة الله في خلقه فلا اعتراض على حكمه الا ان يوم الخميس الماضي كان بالنسبة لنا كجنوبين يوماً حزيناً يضاف الى الايام الحزينة التي نعيشها . يوم الخميس اخذ منا الموت المناضل البطل سعيد بن صالح الشحتور فحين تلقيت الخبر المحزن وقفت حائراً . أتساءل بيني وبين نفسي يا ترى لمن اتقدم بالتعازي في وفاة هذه الهامة الجنوبية ؟ هل اتقدم بالتعازي الى ال مسعود اهله وفخيذته ؟ او اتقدم بالتعازي لقبيلته باكازم؟ اواقدم التعازي لجبال الكور التي ترعرع الشحتور على هضباتها وظل شامخاً شموخ تلك الجبال. ولكنني تقدمت بالتعازي الى شعب الجنوب جميعاً دون استثناء هذا الشعب العظيم الذي خرج الشحتور من اجله حاملاً روحه على كفه متحدياً الاحتلال اليمني وجبروته. نعم انه سعيد الشحتور ذلك الثائر البطل الذي بدأ مبكراً مناديا بطرد الاحتلال اليمني من ارض الجنوب وخاض نضالاً لا هوادة فيه خلال السنوات الماضية رافضاً كل الاغراءات والوعود التي قدمتها سلطات الاحتلال له مؤمنا بانه سيأتي يوم سيخرج فيه شعب الجنوب منتفضاً على هذا الاحتلال الهمجي . وسرعان ما صدقت نبوأة الشحتور حيث خرج هذا الشعب عن بكرة ابيه رافضاً للاحتلال ومقدماً التضحيات من اجل الاستقلال والحرية والكرامة وظل الشحتور يتقدم الصفوف متحدياً صلف الاحتلال وعامل السن ومعانات المرض . رحم الله فقيدنا سعيد الشحتور ورحم الله شهدائنا وادخلهم فسيح جناته وعهداً لهم اننا على دربهم سائرون .