تصفيات دوري أبطال أوروبا: رينجرز يحقق انتصارا مريحا على باناثينايكوس    السيتي يجهّز عرضًا بقيمة 80 مليون يورو لضم نجم برشلونة    تدشين العمل بشاحنة صهريج نقل الحليب في الحديدة    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    العثور على جثة شاب في منطقة وعرة غرب محافظة الضالع وسط غموض يحيط بوفاته    العثور على جثة شاب في منطقة وعرة غرب محافظة الضالع وسط غموض يحيط بوفاته    ترتيبات مع الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلات إلى عدن    من الجامعة العربية.. اليمن تدعو لكسر حصار غزة ووقف الإبادة الجماعية    المحويت .. اندلاع حريق في احراش حراجية بمديرية ملحان    إب.. مليشيا الحوثي تقتحم منزلا وتنهب محتوياته    واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تهريب نفط تموّل الحوثيين    10 شهداء بينهم 6 أطفال بمجزرة صهيونية شمال غزة    حضرموت تلفظ برلمان البركاني.. رسالة رفض قوية لوصاية اليمنيين    أمن البيضاء يحقق 21 الف مهمة امنية بالمحافظة    التكتل الوطني للأحزاب: ما يجري في غزة وصمة عار في جبين العالم    وزير الشباب يلتقي منتخب الشباب الذي يقيم معسكره في صنعاء    وزارة المالية تسلم 20 آلية نظافة لعدد من المحافظات    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي وإشراف رئيس الوزراء.. منح مصافي عدن ترخيص مزاولة النشاط الاستثماري في المنطقة الحرة    مملكة حضرموت رافعة الجنوب العربي وصانعة التاريخ    فلكي يمني يكشف موعد حدث عظيم ستشهده اليمن قريبا يستمر 40 يوما    الوكيل ا.د سالم الشبحي حراك صحي خلاق ونصائح لابد منها    الكثيري يستقبل السفير بلفقيه ويشيد بثقة القيادة السياسية في تعيينه بإندونيسيا    تعز: إعادة تشكيل لجنة مؤقتة لاتحاد كرة السلة    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    أطباء بلا حدود: تفاقم الوضع الصحي بذمار اليمنية نتيجة تفشي الحصبة    وفاة طفلين فلسطينيين بسبب المجاعة في قطاع غزة    تنفيذية انتقالي الشعيب تناقش عددًا من القضايا المجتمعية والتنظيمية    جامعة حضرموت تنظّم حلقة نقاش حول واقع التعليم العام بالمحافظة    التضامن بطلاً لسباق الدراجات الهوائية ضمن مهرجان البلدة الرياضي بالمكلا    سيتم وضعها في اغسطس .... عشب صناعي لملاعب نادي الصقر    الجمارك تؤكد استئناف تطبيق قرار دعم المنتج المحلي    قوات دفاع شبوة تضبط قتلة الشاب ياسين الخليفي وناهبي سيارته في وقت قياسي    ضمن حملتها على حملة القرآن.. مليشيا الحوثي تختطف حافظا للقرآن بالقراءات العشر    الرئيس الزُبيدي يُعزّي بوفاة المناضل علي قائد أحمد الحوشبي    5 أعراض للنوبة القلبية... انتبه لها    عاجل: التعرف على شركاء جدد في مقتل "ياسين بلعيد الخليفي"    مانشستر يونايتد يعلن التعاقد مع الكاميروني برايان مبويمو    "حكاية ريشة" ..معرض فني من صنعاء إلى غزة    دراسة: تناول الأفوكادو مساء يقلل الدهون الثلاثية ويحسن صحة القلب    سرب من الدبابير يهاجم طفلا في تايلاند ويودى بحياته    الأهلي يرفض السوبر.. الشباب يوافق    مجلس القيادة الى إين بعد ثلاثة أعوام مكللة بالفشل.؟!    السعودية تبحث عن ثروة كبيرة في صحراء مصر    صاروخ يمني يدخل ملايين الإسرائيليين الملاجئ    صنعاء .. البنك المركزي يصدر قرارًا بشأن الطبعة الجديدة من العملة الورقية    أطباء بلا حدود: تفشي الحصبة في ذمار يهدد حياة آلاف الأطفال    إصلاح عمران يعزي بوفاة حرم الشهيد الثائر حميد بن حسين الأحمر    العملة بين مطرقة السياسة وسندان الجوع.. هل من حقّنا أن نطبع؟    المناضل عثمان كمراني .. حضور وشموخ    توكل كرمان.. والراقصة المصرية التي تقيم افطار صائم من مال حرام    دراسة تكشف حقائق "صادمة" عن طب "العصور المظلمة"    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (5)    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقبل بالجوع مع استقلال الجنوب.. لكن لا للجوع مع ذل الاحتلال اليمني
نشر في شبوه برس يوم 04 - 06 - 2025

قال كاتب سياسي ان الحالة التي وصل إليها شعب الجنوب أوصلته إلى قناعة "قد نقبل الجوع مع استقلال دولة الجنوب. وقد نقبل بالفقر مع استقلال دولة الجنوب. وقد نقبل بالعذاب والحرمان مع استقلال دولة الجنوب. هذا أمر منطقي بالنسبة لكل أبناء الشعب الجنوبي. لكن اللا منطقي أن هناك من يريد من الشعب الجنوبي أن يقبل بالجوع في ظل دولة الوحدة مع اليمنيين".

موضوع "الوحدة والهوية: مقارنة بين أهداف الوحدة وآثارها على الجنوب للكاتب "حافظ الشجيفي" أطلع عليه محرر "شبوة برس" في صحيفة الأيام وننشر نصه:
في أعماق المشهد الجنوبي المثقل بالأسئلة والآلام، سمعتُ كلمات مواطن جنوبي تختزل، في بساطتها الصادقة، عمق المأساة ولب الحقيقة التي وصلنا إليها وهو يقول حرفيا:"قد نقبل الجوع مع استقلال دولة الجنوب. وقد نقبل بالفقر مع استقلال دولة الجنوب. وقد نقبل بالعذاب والحرمان مع استقلال دولة الجنوب. هذا أمر منطقي بالنسبة لكل أبناء الشعب الجنوبي. لكن اللا منطقي أن هناك من يريد من الشعب الجنوبي أن يقبل بالجوع في ظل دولة الوحدة مع اليمن، وأن يقبل بالفقر في ظل دولة الوحدة مع اليمنيين، ويقبل بالعذاب والحرمان في ظل دولة الوحدة مع اليمن."

هذه الكلمات ليست مجرد كلام عابر، بل هي صرخةٌ منطقية تُفضي إلى جوهر المعضلة الراهنة. فالتضحية من أجل استعادة دولة الجنوب، حتى لو استلزم الأمر سنواتٍ من شظف العيش وقساوة الظروف، هو خيارٌ مفهوم، بل ونبيل. فالنضال لأجل الكرامة والسيادة يحفزه أملٌ بمستقبلٍ أفضل، تملك فيه زمام أمرك، وتصنع فيه مصيرك ومستقبلك وتورث أبناءك وطناً ينتمون إليه بحق. هذا الألم، في سياقه الثوري، يكتسب معنىً، ويتحول إلى وقودٍ للصمود، وشهادةٍ على إرادة شعبٍ لا تلين.

لكن ما الذي يبرر أن يرزح شعبٌ تحت وطأة الجوع، ويغرق في الفقر، ويتجرع مرارة العذاب والحرمان، في ظل ما يسمى بدولة الوحدة"؟ هنا تكمن المفارقة اللا منطقية والعبثية. هل توحدنا نحن الجنوبيين مع الشمال لكي نزداد جوعًا وفقراً وحرماناً؟ هل سعينا للوحدة، وضحينا في سبيل تحقيقها، لكي يكون مصيرنا التشرذم والضعف بدلًا من الرخاء والرفاهية والقوة والاستقرار والأمان الذي كنا نعيش فيه، بكل نواقصه، قبل تجربة الوحدة؟

لنتأمل مشهد الجنوب قبل عام 1990: دولةٌ حديثة ناشئة، بكل ما فيها من تحديات وصعوبات أيديولوجية، لكنها كانت تتمتع بقدرٍ من الاستقرار الخدمي والأمني، وتملك مؤسساتٍ فاعلة، ونظاماً تعليمياً وصحيًّا مجانيًّا يُحفظ كرامة المواطن. كانت هناك شوارعٌ مضاءة، ومياهٌ تصل البيوت، ومدارسُ تُخرج الأجيال، وكهرباء لا تنقطع و وظائفُ متاحة، وأمانٌ محسوس في الشوارع حيث كانت الحياة، رغم بساطتها، تحمل قدرًا من الكرامة والعزة والاستقرار.

أما اليوم، فالمشهد مختلفٌ تمامًا. أنوارٌ خافتة بالكاد تُضيء الشوارع في ليالٍ يلفها الظلام الدامس. صرخاتٌ تتصاعد من المستشفيات التي تفتقر لأبسط الإمكانيات وبتكاليف باهظة. طوابيرٌ طويلة من العاطلين عن العمل، وجيوبٌ خاوية، وبطونٌ فارغة. في حين أصبحت قصة البحث عن مياه نظيفة أو كهرباء مستقرة كفاحاً يوميًا. بينما تلاشت المكتسبات التي كنا نملكها قبل الوحدة كأن لم تكن، وحل محلها دمارٌ شامل، وفوضى أمنية لم نكن نعرفها. حيث استشرى الفساد، وتفشت اللصوصية، وأصبح المواطن الجنوبي يعيش في حالةٍ من القلق الدائم على رزقه، وأمنه، ومستقبل أبنائه.

لماذا تتوحد الشعوب والبلدان أصلًا؟ هل تتوحد لتزداد فقرًا وضعفًا وتشرذمًا؟ أم أن الهدف من الوحدة، أيًا كانت طبيعتها، هو تحقيق الرخاء المشترك، وتعزيز القوة الاقتصادية والسياسية، وضمان الأمن والاستقرار لجميع أبنائها؟ إن المفهوم الأساسي للوحدة، في الفكر السياسي المعاصر وفي تاريخ الأمم، هو التضافر لتحقيق غاياتٍ عليا لا يمكن تحقيقها بشكل منفرد. فهي جسرٌ نحو الازدهار، وحصنٌ أمام التحديات، وعاملٌ لزيادة النفوذ و القدرة على المنافسة.

لكن الوحدة التي فرضت على الجنوب لم تجلب لنا سوى الويلات والمآسي. حيث ضاعفت آلامنا ومتاعبنا، وتسببت في تدمير ممنهج للبنى التحتية، ونهبٍ لثرواتنا، وتهميشٍ لكوادرنا. وقادتنا إلى ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية لم نكن نعرفها، و لم نكن نتخيل أننا سوف نصل إليها في يوم من الأيام. كيف يمكن لشعبٍ أن يتمسك بوحدة لم تزدْه إلا بؤسًا وفقرًا وتشرذمًا وضعفاً؟

إن الشفافية تقتضي القول، والمنطق يفرض الاعتراف، بأن هذه الوحدة، وبغض النظر عن النوايا التي قامت عليها، قد تحولت إلى عبءٍ ثقيل، ومشروعٍ فاشل، بل كارثةٍ وطنية على الجنوب. إن البحث عن حلٍ عادل ومنطقي لقضية الجنوب، ينطلق بالضرورة من هذه الحقيقة القاسية: فالشعب الذي رضي بالوحدة، ودفع ثمنها غاليًا، لم يجنِ منها سوى المآسي. وعليه، فإن حق هذا الشعب في تقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة التي تحقق له الكرامة والأمن والرخاء، لم يعد مجرد مطلب سياسي، بل أصبح ضرورة وجودية، و منطقاً لا يمكن دحضه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.