لا شيء أصبح محضورا لاشيء بات ممنوعا لا شيء ظل أو أمسى منكرا فالمحصلة أنت في غابة غابت عنها كل القيم وساد منطق القوة أنت في اليمن البلد الخارق للعادة والخارج عن محيط كل التوقعات إذ لايمكن أن تتوقع ما سيحدث فيه أو أن تضع له رؤية مستقبلية لخطة خمسية ولو لخمس ساعات نحن في بلد سبق وإن قيل عنه أنه فاشل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا..لعبت به الأهواء والمصالح والسياسات الخارجية التي لاتحكمها إلا أخلاقيات مصالحها ومع ذلك فقد تجاوزت الأحداث كل التوقعات وعلوم السياسة وحتى علم الاقتصاد ومحصلة ذلك أننا فقدنا الربان والسفينة وضاع الطاقم وبقيت البلد تمور في بحر من الأحداث المتلاطمة التي تتقاذفها في كل اتجاه دون بوصلة.. ولهذا فكل شيء صار ممكنا وماكنا نعده صمام آمان يبدو أنه قد أقفل أو تعطل ما كنا نظنه مستحيلا صار ممكنا الدعوات المناطقية والمذهبية طغت على سطح الأحداث وعلا صوتها بعد أن تولى كبرها جماعة أباحت لنفسها كل شيء تحت دعاوى الحق الإلهي المزعوم في ظل انحسار وتراجع لبعض القوى وبروز أخرى على متن الأحداث.. صحيح أن التعليلات والأسباب كثر لكننا لا نستطيع تخطئتها أو تصويبها في ظل هذا الوضع الضبابي لسان حال الجميع "ابتسم أنت في اليمن" لا دولة لا سلطة لا عاصمة لا حكومة لا جيش لا أمن لا قبيلة فقط أنت في وجه السيد كما قالها أحد الزبانية وما أدراك ما وجه السيد إنه وجه شخصية مزدوجة أوقل شخصية انفصامية لم تغادر الكهوف يوما لتطل على الحياة المدنية شخصية تعودت واعتادت على إلقاء الأوامر التي لامناص لأحد من تنفيذها.. لانشك أبدا أن هناك تواطؤ إقليمي ودولي تتجلى ملامحه في موقف الخارجية الأمريكية الذي يبرئ ساحة السيد ولايعده خطرا على سياستها ويطمح إلى التعاون معها مستقبليا في المنطقة في ظل تراجع غير منطقي ولا طبيعي ولا مبرر للقوى التقليدية التي هي بدورها كانت جزءا من منظومة فاسدة بوعي أو بغير وعي.. لسنا اليوم بصدد محاكمة أحد أو مسآلته لأن الساعة ليست ساعة محاسبة أنها ساعة يجب على الجميع الوقوف عندها ومراجعة مواقفها والنظر إلى الأحداث بعيدا عن حظو الذات حتى لا نبقى أكثر من أضحكوة وحتى يمكننا القول بهامات مرفوعة قولا وفعلا السخرية واستهزاءا نقول بملء الأفواه "ابتسم أنت في اليمن".