دفعني للكتابة حول هذا الموضوع أني قرأت خلال الأمس واليوم منشورات ممتلئة بالكذب والتضليل حتى التخمة حول احتكار الإصلاح للإغاثة واستثماره السياسي لها وعبثه وبيعه لمواد الإغاثة وتم حشو تلك المنشوارت بتضليل بمنطق الحقد الأعمى الذي يعمي بصر صاحبه وبصيرته ،والهدف واضح وجلي من تلك المنشورات الموجهه هو التشويش على الموسسات المانحة ومحاولة تضليلها ، وبهدوء وروية وبعد القفز على منطق اتهام النيات والتشكيك فيها والاتهام الباطل الذي لايستند لحجة ولا منطق فأقول : 1. من يتحدث عن سيطرة الاصلاح على الإغاثة أو أنه يحتكرها فهو مخطيء تماماً فلا علاقة للإصلاح كحزب سياسي بالإغاثة وليس من مهمة الاحزاب السياسية ذلك ولايمكن لأي جهة داعمة أو مانحة أن تتعامل أو تعهد في تنفيذ أعمال الإغاثة إلى حزب سياسي بالمطلق .. 2. من يقوم بتنفيذ الإغاثة ومن تتعامل معهم المؤسسات المانحة هي جمعيات ومؤسسات خيرية وطوعية حاصلة على تصاريح ولها سجل أبيض في تنفيذ المشاريع الخيرية والتنموية من عشرات السنين وحاصلة على شهادات جودة ولها باع وريادة في هذا المجال . 3. بعض تلك الجمعيات والمؤسسات سبقت في تأسيسها الاصلاح وبعضها لحقته وهي مؤسسات مستقلة بمقتضى القانون ، ادارتها من شخصيات ذات خبرة في العمل الخيري منتخبة من الجمعيات العمومية بغض النضر عن توجهها وميولها الفكري أو السياسي .. 4. القانون أتاح لأي مجموعة من الناس تأسيس جمعية أو مؤسسة والحصول على ترخيص ومزاولة العمل الخيري واقتحام هذا الميدان وخدمة المجتمع والمنافسة والمسابقة في الخير .. 5. من بدهيات العمل الخيري أن المنفق لن يدفع فلساً واحداً إلا لمن يثق فيه وأن المانح لن يشارك إلا من يعرف مهنيته وجدارته وبالتألي فالوضوح والشفافية هي رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة أو جمعية ناجحة ومن جَانب الشفافية والوضوح وحاد عنهافمصيره الحتمي الضياع والفشل .. 6. في مجتمع غالبيته فقيرة وموارده محدودة ومهدرة ورقعة الفقر فيه تتسع فإن العمل الخيري والاغاثي فيه فريضة وليست نافلة وضرورة ذات أولوية وأنه لمن المؤسف المحزن أن يتصدر القاعد عن القيام بهذه الفريضة للنيل والكيد من القائم بها بلا حجة ولا برهان غير الحقد الأعمى والجور والبهتان .. 7.بحمد الله وتوفيقه ثم بالخيرية المتأصلة في هذا الشعب فقد استطاعت الجمعيات والمؤسسات الخيرية سد الكثير من احتياجات الفقراء بكفالة الايتام والاسر ورعايتهم وبمشاريع الإغاثة ومشاريع التنمية المختلفة في الصحة والتعليم والأسر المنتجة والمرأة والشباب والاحتياجات الموسمية واغاثة المنكوبين منذ أكثر من ربع قرن من الزمان من المتضررين من حرب الخليج وأضرار أمطار 92م في عدن و96م في شبوة و2008في حضرموت وتشابالا ونازحي الحروب والعالقين في منفذ الوديعة وكل مناسبة تقتضي أن يسهم المجتمع بدورة فالجمعيات والمؤسسات حاضرة ومبادرة .. 8. وبالمقابل لقد ابتلينا بشريحة عاجزة وقاعدة لاتمتلك رؤية ولا مشروع ولا روح ولامبادرة مهمتها الصياح والعويل والشتم والقذف ليس لها في ميدان الخير سهم بضاعتها الكلام وهدفها هدم البنيان دون أن يكون لها القدرة عن البناء تنتقد وتسرف وتجحف في النقد دون أن يكون لديها البديل ، عقول خاوية وألسنة كذوبة وهمم ساقطة مغاليق للخير مفاتيح للشر .. 9. إن كان حقاً مايدعون بإن الاصلاح يملك ويسيطر على تلك الجمعيات العاملة منذ عشرات السنين فهذا له وليس عليه وهذا علامة حيوية ومسؤلية وليست مذمة فإذا كان هذا هو الاصلاح فأين أنتم وإذا كان هذا تاريخه وحاضره فما هو تاريخكم وأعمالكم وان كانت تلك جمعياته فأين جمعياتكم ومؤسساتكم . 10. وانا أكتب هذه السطور ذكرت حادثة حدثت قبل عام في رضوم عند حلول اعصار تشابالا وتفقد اضراره وجدت شاب يعمل بجد في اصلاح الطريق التي خريتها السيول فاخذنا ندردش وهو يحدثني عن كيفية قيامهم باجلاء الأسر بشكل كامل وكيف كانت صعوبة المهمة ومشقتها لأكتشف فيما بعد أن هذا الشاب انهار منزله بينما كان يقوم باجلاء الأسر ولم يجعله هذا يتوقف عن القيام بالواجب ، قلت في نفسي بمثل هولاء نفخر وقلت لها ايضاً انه في تلك اللحظة التي يقوم هذا الشاب بواجبه تحت الرياح والامطار والسيول فهناك تحت الدفء من يشتمه ويتهمه في وسائل التواصل .. 11. الحديث عن الاستثمار السياسي للإغاثة فرية وكذبة كبرى ودعوى زور وبهتان ومع هذا أقول تفضلوا تقدموا بمؤسساتكم واخدموا المجتمع واستثمروا وجملوا وجوهكم وبيضوا صفحتكم كما تشأون .. 12. للساعين في تشويه الجمعيات والمؤسسات الخيرية أريد جواباً مقنعاً نابعاً من ضمائركم إن كانت هناك في الأصل ضمائر حية هل لو توقفت تلك الجمعيات والمؤسسات وتخلت عن دورها هل تملكون القدرة الفعلية على سد الفراغ الهائل الذي سيحدث هل حدثتم أنفسكم بصدق عن ذلك هل فكرتم يوماً عن ألوف مؤلفة من ذوي الحاجة يتم رعايتهم وكفالتهم بانتظام ماسيكون مصيرهم لو وجدت دعاويكم وأفككم أذان صاغية .. 13. من يبحث عن الحق سيجده ومن يسعى للباطل فهو قريب منه من قال كلمة أو نقل تهمة بلا برهان فليستعد للمقاضاة في المحكمة التي لاجور فيها ومن يريد أن يعرف الحقيقة فليتجه لأقرب جمعية في منطقته وسيجد كل مايطلبه متاح أمامه بشفافية تامة .. *من صفحة الكاتب على الفيسبوك