التخاطب وسيلة اتصال عالمية قام عليها إصلاح الكون وإصلاح الإنسان وهو قبل أن يكون كلاما فهو ثقافة عالمية تصل بمدلولها إلى المستقبل أي كان مستواه العلمي أو الثقافي ولذا امتدح ربنا سبحانه الكلمة الطيبة فقال :"وكلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء "قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا " وذم سبحانه نقيضتها فقال :" وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ " ولذا فنحن اليوم مدعوون إلى حل لكل القضايا العالقة متجاوزين عهود الحقد والكراهية والانتقامات التي لا تفضي إلا إلى المزيد من التأزم ونكئ الجراحات التي باتت من الماضي ولا مجال للتعالي على بعضنا بل علينا أن نسلم ونحترم وجهة النظر الأخرى طالما أن صاحبها يقف على أرضية النقاش والتحاور ودحض الحجة بالحجة لأن لغة الكلام إن تعطلت فلن نتخاطب إلا بلغة الرصاص الذي يفضي دائما إلى نتائج لا تحمد عقباها وأنا أثق كغيري من أبناء اليمن ومحبيه في الداخل والخارج أن أفضل من يتبنى الكلمة الطيبة هم أبناء يمن الإيمان والحكمة الذين كانوا الأقدر على مستوى الوطن العربي في تجاوز أخطر المراحل التاريخية وهم اليوم نموذجا قل نظيره في عالم اليوم . ومن هذا المنطلق فعندنا من التفاؤل مالا حدود له من أننا سنتجاوز هذه المحنة بالحوار الذي لا بد له أن يكون في مستوى المشاكل والصعوبات التي تهدد الكيان اليمني شماله وجنوبه دون إقصاء أو تهميش أو تسفيه أو تكفير لصاحب فكرة أو رأي حتى وإن اختلفنا معه لكننا لابد أن نبحث في إمكانية صوابه قبل خطئه هكذا نستوعب بعضنا ونرتقي جميعا باليمن حتى يكون سعيدا آمنا مستقرا نعم جميعا بخيراته دون تمييز عنصري أو طائفي أو مذهبي فاليمن يمن الجميع وما فيه من خيرات ملك للجميع وليس لأسرة أو قبيلة مهما كان نفوذها أو مكانتها بدون هذا فلن تكون حاضرة إلا الفتنة التي تتربص بالجميع ولا قدر الله.