كشف امين عام الجامعة العربية السابق، عمرو موسى عن ملامح لم تكن معروفه من شخصيات الرؤساء العرب المخلوعين بفعل ثورات الربيع العربي من قبل شعوبهم والرؤساء الراحلين من بينهم صادم حسين وحافظ الاسد وياسر عرفات . وقال عمر موسى في حوار مع صحيفة الحياة اللندنية أن الطرافة كانت جانباً من شخصية ثلاثة رؤساء عرب هم ياسر عرفات ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح. وطبيعتهم كانت تجعلنا نُقبل على أي جلسة معهم ونحن متأكدون أن الجلسة ستكون ظريفة جداً، جلسة فيها جانب جدي وفيها جانب آخر لا يمكن أن يوصف بالجدية، خصوصاً مع القذافي الذي كان يتحدث في الخيالات والتصورات، أما علي عبدالله صالح فكان يلون الجلسات ببراعات ومزايدات و«قفشات»، طرافة ياسر عرفات كانت محبوكة بذكاء. وأضاف موسى إن العداوة الثابتة والراسخة كانت بين صدام حسين وحافظ الأسد رغم انتمائهما نظرياً إلى الحزب نفسه والمنافسه كانت بين حافظ الأسد وعرفات مشيرا الى ان حافظ لم يستطيع أن يسيطر على ياسر عرفات ولا يستطيع التخلص منه لأنه في تلك الآونة لم يكن يعرف ماذا يمكن أن يحدث بعد ياسر عرفات. طبعاً كانت السياسة السورية تطلق انطباعات فيها الكثير من الاستهزاء والاستخفاف بياسر عرفات وتسعى إلى إشاعة انطباع أنه كاذب. وفيما يتعلق بالعداوات قال موسى " في أوائل حكم زين العابدين بن علي في تونس لم يكن الوفاق تاماً بينه وبين حسني مبارك، بل التوافق بدأ يتصاعد حين تعرض الرئيسان للوضع نفسه تقريباً وهو المواجهة مع «الإخوان» وتوترات إسلاميين ومراحل عنف، فتقاربا. والشيء الغريب جداً هو على رغم أننا تحدثنا عن مصر وسورية، ومصر والخليج، الحقيقة أن المجتمعين العربيين المتقاربين من حيث الظروف والفعل وردود الفعل هما تونس ومصر. على رغم أن هذا لم يكن موجوداً في الطرح الفكري في مراحل مختلفة، مثل ما طرح من وحدة بين مصر وسورية، ومصر وسورية والعراق، ومصر وسورية والسعودية، إنما التقارب المجتمعي الحقيقي ظهر عندما حصلت الثورة في تونس واندلاع الثورة بعدها بأيام قليلة في مصر متأثرة بها، بين أمور أخرى. هذا التأثر والتقارب في التحديات وفي طريقة ردود الفعل وفي طريقة التصرف واضحة جداً بين مصر وتونس. وحول ما يدور عن الدور القطري في دعم ثورات الربيع العربي قال موسى " هو ليس بعيداً عن الناحية الدينية وهذه ضمن الثقافة القطرية فهذا طبيعي وواضح من الطرح الإعلامي وتوجه الأموال كما يُقال. لا أعرف عن برنامج، ولكن ما أعرفه هو أن هناك تقارباً مع هذه التيارات الإسلامية. وتلك التيارات الإسلامية لها برامج خاصة بها ستنفذها ولن تنفذ أي برنامج آخر أبداً، وهذه رسالة يجب أن يعيها الجميع بمن فيهم قطر".