صورة تجمع بين عمر وعمر صديقان، أقرب لبعضهما من الأشقاء، لا أحد يعلم هل هي مصادفة أم دلالة أن يحمل كل منهما نفس الاسم، عمر.. هكذا كان ينادى كل منهما، إلا أنه ومن اليوم (الجمعة الماضية)، لن ينادى بهذا الاسم سوى واحد منهما، أما الثاني فقد وراه الثرى بعد أن قضى شهيداً ضمن ضحايا مجزرة رابعة التي وقعت فجر السبت. مجزرة رابعة أو كما يطلق عليها البعض مجزرة التفويض، جاءت بعد ساعات قليلة من المليونية التي دعا إليها الفريق عبدالفتاح السيسي، من أجل تفويضه لمحاربة الإرهاب، وهي المليونية التي شاءت الأقدار أن يشارك فيها عمر «الأول»، من أجل تفويض الجيش للقضاء على الإرهاب، الذي رآه البعض متمثلاً في اعتصام رافضي الانقلاب برابعة العدوية االذي كان مشاركاً به صديقه عمر، الذي وصف ب «شهيد التفويض».
وتناقل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قصة «العمرين»، حيث تداولوا آخر رسالة بعث بها عمر لصديقه دون أن يعلم أنه توفي حيث قال له في رسالته مداعباً «واحشني يا.. يحيا القائد السيسي»... إلا أن الرد هذه المرة لم يأته من صديق عمره بل من آخر قال له «صاحبك مات يا عمر». كان آخر نشاط ل"شهيد الانقلاب" على صفحته في الفيس بوك، بوست نشره، الخميس الماضي، قال فيه: "لا تحلموا بعالم سعيد.. فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد"، وقبلها قام بتغيير صورة غلاف صفحته بصورة ملونة تظهر فيها الورود وكتب عليها عبارة: "الجنة.. الحب الذي بخلت به الدنيا".
كما نشر في ذات اليوم مشاركة أخرى قول:"يا إخوتى الذين يعبرون فى الميدان.. مطرقين.. منحدرين فى نهاية المساء.. لا تخجلوا.. ولترفعوا عيونكم إلى.. لأنكم معلقون جانبى.. على مشانق القيصر.. فلترفعوا عيونكم إلى.. لربما إذا التقت عيونكم بالموت فى عينى... يبتسم الفناء داخلى.. لأنكم رفعتم رأسكم مرة.. لأنكم رفعتم رأسكم مرة"، وأرفق لها صورة تظهر دبابات عسكرية مصوبة فوهة مدافعها نحو شباب عزل. ونشر الشهيد عمر صورة أخرى لمحمد علي باشا وبجواره عبارة: "عشان شيلانا نفس الأرض، لازم نستحمل غباوة بعض".