منذ الوهلة الأولى لانطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني ونحن ندرك أن فريقنا "فريق بناء الدولة" هو المخرج لكل الأعمال التي ستقوم بها الفرق الثمان الأخرى، وسيعود كل ما يتعلق بشكل الدولة إلى عدد 55 عضواً لاتخاذ القرار الأول فيها. ومع ذلك فقد عانى هذا الفريق من التمادي في الفصل في القضايا الجوهرية كالتشريع والشكل ونظام الحكم. إننا على يقين أن الحوار لا بد له من نجاح يفوق التوقعات، لا سيما ونحن نواجه مشاكل تفوق التوقعات، وأن السعيد من اتعظ بغيره، فالمنطقة كلها تلتهب وتموج بأنواع الاضطرابات والقلاقل، واليمن مرشحة لذلك إذا فشل الحوار، فلا بد من استشعار مسئولية القادم، كفانا مناكفات وتمترس خلف رؤى الأحزاب التي لو صدقت حقاً لما احتجنا إلى ستة أشهر للحوار، هذا إن لم يتم التمديد له. الحوار لغة حضارية لا تقبل الأنانية ولا حب الذات ولا التعصب، بل تجمع الفرقاء على طاولة واحدة للوصول إلى حل وسط، ومن يدعي الكمال فهو أعمى البصر والبصيرة، ومن يسعى للاستفراد بالرأي فعليه البحث عن مدرسة يتعلم فيها لغة الحوار، ومن يسعى للانفراد بالسلطة فعليه أن يبحث عن طبيب يعالج عينيه حتى يرى الأطراف السياسية الأخرى من حوله، وما ذكرت الشراكة في شيء إلا كانت محل ذم ولوم، إلا في بناء الأوطان، فإن الشراكة واجبة ومستحبة، وتركها حرام ومكروه. فعلى عقلاء اليمن أن يتداركوا السفينة حتى لا تغرق وتسقط في بحر الأقطار الأخرى، هذا ما نرجوه وأن نجعل مخافة الله ومصلحة هذا الشعب أمام أعين الجميع.