عبارة قالها المناضل الجسور جيفارا وها نحن اليوم نعيشها بكل تفاصيلها في بقعة من العالم هي اليمن. كانت بالأمس البعيد سعيدة فبعدت السعادة عنها في الحاضر القريب أكثر فأكثر وتعيش التعاسة اليوم بكل تفاصيلها وخطوطها, وليس هناك وطنا يمتلك مقومات الحياة السعيدة ويعيش المآساة كيمننا الحبيب, الذي يحق لنا أن نذرف من أجله الدموع وهي بالطبع لا تكفي لكنها قد تكون سيولا جارفة من المآقي نغسل بها ما يكتنف القلوب من التباغض والحقد والكراهية التي يتم اليوم غرسها وتثبيت جذورها بكل الوسائل والطرق حتى جعلت البعض يقتل الأبرياء بدم بارد عل قتلهم يبرر لأصحاب الأهواء والمطامع أن ينفذوا مخططاتهم لعرقلة أي جهود تصب في صالح اليمنين جميعا شمالا وجنوبا, ولتغلق منافذ الأمل في الغد المشرق الذي سيظل هدفا منشودا ونشيدا في عالم الخيال حتى يتحقق. ما حدث بالأمس في شبوة أفجعنا كثيرا وهو ليس جديدا وليس مستغربا في بلد أفلس السياسيون فيها من القيم الإنسانية إلا من رحم الله, لكن المدهش أن الليلة أشبه بالبارحة فكلما احتدم الصراع السياسي في العاصمة صنعاء كلما نشطت آلة القتل لتحصد الأرواح البريئة بكل عنجهية والسؤال لماذا ؟ هل هو لصرف الأنظار عن المسائل الجوهرية التي تحتاج إلى الرأي العام لدعمها ومؤزرتها؟ أم أن هناك أجندة أخرى يراد تمريرها على قوارب الموت التي تسبح على نهر الدم اليمني؟ لسنا ندري ما الذي يحدث فقد أفقدونا طرق التفكير المنطقي ولم يبق لنا سوى الحزن بديلا عن الوطن نسكن فيه.