وافق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا على المشاركة في مؤتمر السلام "جنيف2"، وذلك بعد اعتماد خيار التصويت بنسبة 50% 1 للمصادقة على قرار المشاركة، وجاء ذلك في وقت يجتمع في أنقرة ممثلون لفصائل مسلحة مع سفراء لدول صديقة لسوريا للتوافق بِشأن المؤتمر. وصوتت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري في إسطنبول لصالح المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي تنطلق أعماله الأربعاء المقبل، وذلك بعد أن اتفقت الهيئة في اجتماعات اليوم على أن تكون آلية التصويت بموافقة نصف الأعضاء زائد واحد، بعد أن كانت القرارات تتطلب أغلبية الثلثين.
وبلغ عدد المصوتين 75، وافق 58 منهم على المشاركة في مقابل معارضة 14 وامتناع عضوين وتصويت آخرين بورقة بيضاء. يذكر أن 44 عضوا قاطعوا التصويت وقرروا الانسحاب خلال الاجتماع السابق للائتلاف في السادس من الشهر الجاري.
وقال مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي إن الائتلاف سيتجه بعد الموافقة على المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى اختيار الوفد المشارك والذي سيتشكل من تسعة أعضاء.
وفي أنقرة اجتمع ممثلون لأربعة فصائل من المعارضة المسلحة السورية -بينهم الجبهة الإسلامية- مع عدد من سفراء الدول الصديقة لسوريا، وقال مراسل الجزيرة إن قرار الائتلاف بالتوجه إلى جنيف2 قد يكون بعد أن عبر ممثلو الفصائل عن عدم معارضتهم للمؤتمر.
ونقل عن مصادر قولها إن الفصائل طالبت أن يضم الوفد المشارك خمسة من ممثليهم، وأن يكون لهم قدرة الاعتراض على أي عضو من الأعضاء الأربعة الآخرين.
وفي وقت سابق قال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والداعمين الغربيين الآخرين أبلغوا الائتلاف أن التصويت بالرفض ستكون له عواقب غير مرغوب فيها. وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال إلى جنيف لإيجاد حل سياسي يمكن أن يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ مارس/آذار 2011 والذي أسفر عن أكثر من 130 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين
موقع الأسد من جانب آخر صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن العالم لن يسمح لنظام الرئيس بشار الأسد "بخداعه" خلال المؤتمر. وقال كيري في واشنطن إن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع أسس الانتقال السياسي و"إذا ظن الأسد أنه سيكون جزءا من هذا المستقبل فهذا لن يحدث". من جهة أخرى دعت روسيا جميع الدول المؤثرة في أوساط مسلحي المعارضة بسوريا إلى إقناعهم بفتح معابر إنسانية والسماح بدخول المساعدات للمحتاجين.
ونقلت وسائل إعلام روسية -اليوم السبت، عن بيان للخارجية- أن روسيا تؤيد النشاط الهادف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين وتدعو جميع الدول ذات النفوذ في أوساط المسلحين السوريين إلى التأثير فيهم لتوفير الظروف لفتح معابر إنسانية، الأمر الذي سيشكل أجواء مناسبة لمؤتمر جنيف2. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية تم توصيلها يوم 16 يناير/كانون الثاني إلى الغوطة الشرقية، وأنه من المتوقع أن تصل الدفعة الثانية إلى جديدة الشيباني غرب دمشق اليوم السبت.