وجهت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" رسالة مطولة، إلى القمة العربية التي اختتمت أعمالها في العاصمة الكويتية الأربعاء، ردت فيها على إعلانها "تنظيماً إرهابياً" في كل من مصر والسعودية، مؤكدة أن دعم السعودية والإمارات ل"الانقلاب" في مصر، يفتح آفاق الفوضى في كافة الدول على مصراعيها. وذكرت جماعة "الإخوان المسلمين"، في رسالتها إلى الدورة ا25 للقمة العربية الأربعاء، ها، إنها تتعرض ل"مظالم واضطهادات مادية ومعنوية فاقت كل الحدود ولا تزال"، في الوقت الذي شددت فيه على "حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم." وقالت الجماعة في رسالتها إلى القمة: "لقد وجه إلينا اتهام بالإرهاب، استبيحت على أثره حياتنا ودماؤنا وأموالنا وأعراضنا وحرياتنا.. وتجري محاولات لتوسيع هذا الاتهام، إحداها تجري من خلال مؤتمركم هذا"، في إشارة إلى بند "مكافحة الإرهاب"، الذي كان مدرجاً على جدول أعمال القمة العربية. وأضافت جماعة الإخوان، التي يتعرض أنصارها لحملة ملاحقات واسعة في عدة دول عربية، في مقدمتها مصر: "نحن جماعة نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام الوسطي.. وترفض الإكراه والعنف.. فمن كانت هذه عقيدته، فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء." وتطرقت الرسالة إلى وضع الإخوان في عدد من الدول العربية بقولها إن "الإخوان المسلمين الذين خرجوا من مصر إلى بعض الدول العربية في الخمسينيات وما بعدها، كانوا نماذج للإخلاص والاجتهاد في الإعمار وبناء نهضة تلك الدول.. دون تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يزال عليه الإخوان إلى الآن، وسيبقون عليه." وعن إعلان الجماعة ك"تنظيم إرهابي" في مصر والسعودية، وملاحقة أنصارها في الإمارات وبعض الدول الأخرى، ذكر البيان: "المؤسف أن تتولى دول - حرضت على الانقلاب، ووافقت على كل جرائمه ولا تزال تدعمه وترعاه بالمال وتشتري له السلاح وتؤيده سياسياً- ترويج هذه الفرية، رغم أنهم يعلمون أن الإخوان أخلص الناس لدينهم ووطنهم وأمتهم." وأضافت رسالة الإخوان إلى القمة: "هذا الموقف من هذه الدول، إنما يعطي ذريعة لكل من يريد أن ينقلب على نظام شرعي مستقر، ووقتها لن يستطيع أحد النكير عليه، بما يفتح آفاق الفوضى في كافة الدول على مصراعيها، وكان يسعها أن تقف من الانقلاب العسكري موقف الاتحاد الأفريقي." نص البيان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ فلم نتصور أن يأتي اليوم الذي نضطر فيه إلى الحديث عن أنفسنا كإخوان مسلمين، دفاعا أمام مظالم واضطهادات مادية ومعنوية فاقت كل الحدودولا تزال، فقد وجه إلينا اتهام بالإرهاب استبيحت على أثره حياتنا ودماؤنا وأموالناوأعراضنا وحرياتنا، وتجري محاولات لتوسيع هذا الاتهام، إحداها تجري من خلال مؤتمركم هذا، لذلك كان لزاما علينا أن نوضح الحقيقة في هذا المجال: - بداية نحن جماعة نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام الوسطي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعتمد على التربية التي تحيي الضمائر، وتقوي مراقبة الله تعالى، وتزكي النفوس، وتدفعها للتعاون على البر والتقوى، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،وترفض الإكراه والعنف. - نحن نتربى على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم، فالله تعالى قضى ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِنَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَافَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، وقال سبحانه ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًامُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وقال الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ»، وقال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، ونعتقد أن الْمُؤْمِنَ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَعْبةِ. - ومن ثم فمن كانت هذه عقيدته فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء، وشعارنا مع من ظلمنا من إخواننا ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾،ولقد تعرض الإخوان في السجون سنة 1954 وسنة 1965 لتعذيب وحشي، ذهب بحياة عدد منهم،وبعد خروجهم من السجون كان معذبوهم يسيرون أمامهم في الشوارع والطرقات فلم يتعرضوا لهم بقول أو فعل يسوؤهم، والآن وقد قتل آلاف من المصريين، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون،في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحا في وجه قاتليهم، واعتقل آلاف من قادتهم واعتدي عليهم بكل أنواع العدوان، فلم يدافع أحد منهم عن نفسه. - وعندما ذهب بعض شباب الإخوان داخل السجون سنة 1965 إلى تكفير الذين يعذبونهم رفض قادة الإخوان داخل السجون فكرة التكفير، وخيروا الشباب المخالف بين أن يرجعوا عن فكرة التكفير، أو يفصلوامن الجماعة، وهو ما حدث بالفعل. - إن الإخوان المسلمين الذين خرجوا من مصر إلى بعض الدول العربية في الخمسينيات وما بعدها كانوا نماذج للإخلاص والاجتهاد في الإعمار وبناء نهضة تلك الدول في مختلف المجالات، دون تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يزال عليه الإخوان إلى الآن، وسيبقون عليه. - إن الإخوان تعرضوا لحملات اعتقال كبيرة في عهد حسني مبارك طالت حوالي خمسين ألفا منهم، وحوكم بعضهم محاكمات عسكرية، وتعرض بعضهم لتعذيب وقتل ومصادرة أموال، ولم ينجروا إلى عنف، ولم يحرزوا قطعة سلاح واحدة، وإنما ظلوا على سلميتهم. - عندما وقعت عمليةتدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك أدان الإخوان العدوان في نفس اليوم، وكذلك أدانوا الأعمال الإرهابية التي وقعت في السعودية. - خرج حسني مبارك سنة 1992 ليتحدث عنهم لصحيفة فرنسية بأنهم جماعة لا ينتهجون العنف ولا الإرهاب، وإنمايخوضون الانتخابات المختلفة. - عندما انتشرت أعمال عنف في مصر في التسعينيات فإن الإخوان أدانوا ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح. - خاض الإخوان مختلف الانتخابات، ابتداء من انتخابات اتحادات الطلاب وحتى الانتخابات البرلمانية والرئاسية،وحققوا بفضل الله نجاحا كبيرا، ومن البدهي أن ممارسة الديمقراطية والإيمان بها ليس دأب الجماعات الإرهابية، كما أنه من المستحيل أن ينتخب المهندسون والأطباء والمحامون والصيادلة والمعلمون والعلميون والزراعيون وأساتذة الجامعات إرهابيين لتمثيلهم وإدارةنقاباتهم ونواديهم، كما أنه من المستحيل على الشعب المصري أن ينتخب جماعة إرهابية بنسبة47% في مجلس الشعب، و60% في مجلس الشورى. - دعت الجماعة القوى السياسية لمؤتمرات متتالية تحت اسم (من أجل مصر) خمس مرات لبحث مشاكل مصر، حضرها الغالبيةالعظمى من تلك القوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار السياسي، ولا يتصور أن يصدر ذلك من جماعة إرهابية، ولا أن يستجيب السياسيون لجماعة إرهابية. - تمت الانتخابات الرئاسية، وفاز فيها الدكتور محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت أول زيارة خارجية له إلى المملكة العربية السعودية، وعندما زار إيران في مؤتمر القمة الإسلامية صدع بما لم يستطع أحد أن يصدع به، وحاول أن يتحرر بمصر وينهض بها في سبيله للنهوض بالعالم العربي والإسلامي في المجال العالمي. - أنجزت الجمعيةالتأسيسية مشروع الدستور ووافق عليه الشعب بنسبة 64% في استفتاء نزيه. - بدأ الاستعدادلإجراء انتخابات مجلس النواب لاستكمال المسار الديمقراطي الذي يؤكد سيادة الشعب وحقه في بناء مؤسساته الدستورية لحكم نفسه. - تضافرت المؤمرات الداخلية والإقليمية والدولية لإجهاض ثورة يناير 2011، وإفشال الرئيس وتقزيم مصر وإدخالها بيت التبعية والطاعة من جديد، ثم قام وزير الدفاع بانقلاب عسكري أطاح فيه بالمسار الديمقراطي واختطف الرئيس الشرعي. - عندما رفضت غالبيةالشعب الانقلاب العسكري وتمسكت بالشرعية، وتظاهرت سلميا لاحترام إرادتها واجهها الانقلابيون بمجازر بشعة راح ضحيتها آلاف المصريين قتلى وجرحى، كان كثير منهم من الإخوان المسلمين،ومع ذلك ظلوا متمسكين بسلمية ثورتهم. - خرج الانقلابيون العسكريون وأتباعهم من المدنيين الذين قبلوا المناصب ليكونوا ستارا لجرائمهم ليعلنواأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، في أكبر عملية خداع وتضليل، ليستمروا في عمليات القتل والاعتقال والتعذيب، وممارسة الإرهاب في أبشع صوره، ويتهمون القتلى والمعتقلين والمعذبين بالإرهاب! وكل جريمتهم أنهم يتظاهرون سلميا، ولا يدافعون حتى عن أنفسهم. - والمؤسف أن تتولى دول - حرضت على الانقلاب ووافقت على كل جرائمه ولا تزال تدعمه وترعاه بالمال وتشتري له السلاح وتؤيده سياسيا- ترويج هذه الفرية، رغم أنهم يعلمون أن الإخوان أخلص الناس لدينهم ووطنهم وأمتهم، بل وللإنسانية جميعا، وهذا الموقف من هذه الدول إنما يعطي ذريعة لكل من يريد أن ينقلب على نظام شرعي مستقر، ووقتها لن يستطيع أحد النكير عليه، بما يفتح آفاق الفوضى في كافة الدول على مصراعيها، وكان يسعها أن تقف من الانقلاب العسكري موقف الاتحاد الإفريقي.