كشفت مواقع إخبارية فلسطينية وإسرائيلية عن ما وصفته ب "سر الدعم الإماراتي للعدوان الإسرائيلي على غزة "، موضحة أن ذلك ربما يعود لمحاولة ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني بتصعيد محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي لسد الحكم في السلطة الفلسطينية، خلفا لمحمود عباس ، وهى محاولات مستمرة من الامارات منذ شهور.وقال موقع " والا" العبري إن دحلان بما يملكه من علاقات قوية مع المسؤولين في تل أبيب، كان له الفضل في ترتيب الاجتماع الذي عقد في باريس مؤخرا عشية الهجوم على غزة بين وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان . وكانت القناة الثانية الإسرائيلية قد كشفت الجمعة عن اللقاء الذي جمع ليبرمان وعبدالله بن زايد، لبحث ما أسمته ب " خطط خاصة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، بتمويل إماراتي ". وزعمت القناة الإسرائيلية أن دولة الإمارات العربية، كانت على علم مسبق بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ 12 يوما، وأبدت استعدادها لتمويله، شريطة القضاء على حركة حماس نهائيا، بحجة ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، موضحة أن لقاء أخر عقده أحد الوزراء الاسرائيليين مع دحلان في دبي لبحث تطورات العملية العسكرية في غزة بعد رفض حماس للمبادرة المصرية . وتحدثت عدة مواقع فلسطينية عن أسباب الدور الاماراتي الذي قالت انه بدا مكشوفا وعلنيا في دعم اسرائيل، وقالت إن الموضوع برمته يتمحور حول كيفية الدفع برجلها محمد دحلان لسدة الحكم في السلطة الفلسطينية ، وتهيئة الساحة له للوصول الى اتفاق سلام مع اسرائيل، يضمن القضاء تماما على حركة حماس وتيار الاسلام السياسي السني سواء في غزة أو الضفة الغربية . وكان مصدر فلسطيني صرح لموقع «عرب 48» الفلسطيني الإخباري بأن مصر تعرضت لضغط من الإمارات العربية المتحدة للدفع ب" دحلان" إلى مواقع تأثير في القيادة الفلسطينية، فقامت مصر بدورها بالضغط على "عباس" من أجل إجراء مصالحة معه وعقد لقاء بين الجانبين في القاهرة . وعن المغزى من الدعم الاماراتي الكبير لاسرائيل في عدوانها على غزة ، قال الموقع الفلسطيني إن الامارات أخذت على عاتقها انهاء الاسلام السياسي بالمنطقة، وان هذا الهدف يتسق تماما مع اسرائيل التي ترى أن ذلك التيار هو الخطر الحقيقي عليها، لذلك كان عرض أبوظبي تمويل العملية الاسرائيلية بشرط ضمان إقصاء حركة حماس تماما . وأشار إلى أن أبوظبي أزعجها كثيرا اتفاق المصالحة الأخير الذي تم بين السلطة في رام الله وحركة حماس في غزة، وبما يفضي لحكومة وحدة وطنية ويثبت حكم عباس، وهو ما يهدد طموحات أبوظبي وتل أبيب وأنظمة عربية أخرى، لذلك كان التحرك الاسرائيلي لاجهاض تلك الخطوة لضرب عصفورين بحجر واحد، وهما زعزعة حكم عباس والقضاء على حركة حماس وبما يمهد الأرضية لدحلان الذي سيكون أكثر ليونة وتساهلا في توقيع أي اتفاق سلام مع اسرائيل. لكن – وحسب الموقع ذاته- فقد أحبط صمود حماس كل تلك الخطط . وكانت معركة كلامية حامية قد حدثت بين دحلان وعباس مؤخرا عبر وسائل الإعلام، سخر فيها دحلان كل وسائل الإعلام الممولة من أبوظبي لمهاجمة عباس واتهمه بالفساد، ورد عباس بهجوم شديد اتهم فيه دحلان بمحاولة السطو على السلطة الفلسطينية لتحقيق أغراض مشبوهة، وقال انه – أي دحلان- مطلوب لتنفيذ أحكام في قضايا فساد برام الله وأنه لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني، بل يمثل الجهة التي يعمل لصالحها في إشارة إلى عمله مستشارا أمنيا لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد . من جهة ثانية أصدرت حركة "أحرار الامارات" المعارضة بيانا عبر حسابها على "تويتر" استنكرت فيه ما أسمته ب"موقف أبوظبي التآمري الداعم للعدوان الإسرئيلي على غزة"، وقالت إن ذلك الموقف لا يمثل شعب الإمارات . وأضافت الحركة:"ان اجتماع عبدالله بن زايد مع عدو الأمتين العربية والإسلامية لا يمثل الاماراتيين ومبادئهم التي رباهم عليها والدنا المغفور له الشيخ زايد ". وأعلنت الحركة دعم الشعب الاماراتي لقطاع غزة حكومة وشعبا، ودعت ألا يربط العالم الإسلامي تصرف حكومة أبوظبي بأبناء الامارات "الذين يدعمونكم ويدعون لكم" حسب تعبير البيان .