منذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية في 11 فبراير 2011 م ومحافظة شبوة تعيش حراكاً ثوريا مثير للاهتمام وقد كان البدء في اعتصام ابناء شبوة للمطالبة باسقاط نظام الفساد والاجرام العفاشي , نقطة فاصلة في المسيرة الثورية لهذه المحافظة التي اعطت هذا الوطن كل خيراتها بكل سخاء , منذ اندلاع ثورة اكتوبر المجيدة وحتى اندلاع ثورة الشباب السلمية وبين الثورتين تاهت حقوق ابناءها واكتفت الانظمة المستبدة بوضع وكلاء لها في كل مديرية ينهون ويامرون بنهي وامر من نصبهم , هذا الواقع المرير في هذه المحافظة جعلها تثور واياً كان الاتجاه الثوري فيها الا ان هذه الثورة جاءت بعد الشعور بالغبن المفرط من ممارسات النظام الفاسد واذنابه , لقد كانت اكبر المفاجأءات الصادمة للنظام البائد هي ثورة هذه المحافظة بما تحمله من وزن وثقل بالنسبة للوطن ككل , ولكن المفاجاة الاعظم والتي قصمت ظهور اذناب النظام هنا كانت سير الثورة في جو من الهدوء والسكينة العامة التي لم تشهد أي اشتباك بين الفرقاء السياسيين والثوريين وارغام السلطات الامنية في المحافظة على التزام الحياد , وبعد ان انقضت سنة ونصف من نصب اول خيمة في ساحة التغيير شبوة تم رفع الخيم من الساحة مع الابقاء على الفعل الثوري مستمراً . وعلى هذا المنوال ظلت مسيراتنا كما هي مستمرة كل اربعاء ومسيرات اخواننا في الحراك السلمي كل خميس وهذا ما تعارف عليه ابناء شبوة كلها وبكل اريحية تتم المظاهرات مع وجود نتواءات بسيطة فرضتها اخلاقيات منحطة لقلة قليلة ممن ينطوي تحت فصيل من فصائل الحرك حتى جاء موعد مسيرة مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية التي تمثل ثوار ثورة الشباب السلمية في المناطق الجنوبية , ومع نزول الاعلان بهذا الاسم الذي قرع ناقوس الخطر في قلوب المرجفين من جناح البيض , وفك الاتباط حتى ادركوا ان الكثير من ابناء شبوة حضروا مع شباب الثورة السلمية باعداد كبيرة لم يتوقعوها بعد ان اغتروا بتعاطف البعض معهم في ذكرى 14 اكتوبر , فضنوا ان المشهد تغير لصالحهم وهذا ماكذبه الواقع في مسيرة حاشدة يوم الاربعاء 17/ 10/ 2012م ليصدم ضعفاء النفوس ويدخلون في مرحلة مظلمة من الهستيريا جعلهم يدفعون ببعض الشباب الى سلوك مسلك العنف في مجابهة هذه الجماهير , متناسين ان ابناء شبوة وان تركوا السلاح لايمانهم بان السلم انجع وافضل , الا انهم عند سماع ازات الرصاص يرقصون طربا على الحانها , ولكن منهج السلمية تجذر في نفوسنا ولن ننساق وراء سخافات وحماقات البعض . وعليه فان مسيرات شباب الثورة مستمرة و لعل مسيرة اليوم لشباب الثورة اثبتت انه لانيه لشباب الثورة في اثارة الفوضى والاحتكاك مع أي طرف كان ذلك الطرف فاعل او كما هو حاصل اليوم مزوبع لايملك الا مسار الارتزاق بافتعال مواقف مخزية والترويج للاكاذيب المفضوحة . الموجة البيضاء السلمية التي ماجت بها شوارع مدينة عتق اليوم 14/11/2012م دليل صارخ على ان الشعب يقف الى جنب مسار شباب الثورة المنادي بالعدالة وانصاف الجنوب ارضاً وانساناً مما لحق به في حقبة حكم الطاغية عفاش واذنابه.