(1) في العام 1997 ، قاطع "الاخوان المسلمون" الانتخابات النيابية ، وأصروا على موقفهم رغم دعوة الجميع لهم حكومة وسياسيين وكتاب ، بضرورة الرجوع عن ذلك القرار. فالاصل يكمن في المشاركة بل والسعي نحوها ، حتى لو لم تكن متاحة.سار الاخوان قدما بقرارهم ، وكذلك الانتخابات التي تمت في موعدها ، وبمشاركة شعبية اعتيادية ، ولم يؤثر قرار المقاطعة عليها في شيء.. لا لأن الاخوان لا شعبية لهم ، ولكن لأن الشعب الاردني بطبيعته ايجابي ومشارك. وان دعوات المقاطعة بالتالي لا تؤثر فيه ، بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها.كانت النتيجة ان خسر الاخوان كثيرا ، لأنهم خسروا حضورهم في أهم منبر سياسي في الدولة ، كما خسر مجلس النواب وخسرت الحكومة لغياب المعارضة. فوجود المعارضة في مجلس النواب ضرورة وطنية ، فالحكومة "مطلق" حكومة تعمل بجدية اعلى وبأداء افضل حين تكون المعارضة في البرلمان. اذن ، لم يربح أحد جراء المقاطعة ، فالخسارة اصابت الجميع ، مع التنويه هنا ان "الاخوان" اكتشفوا لاحقا خطأهم فذهبوا الى الانتخابات التالية عام (2003) مع ان الظروف التي دفعتهم في السابق للمقاطعة لم تتغير..، (2) اليوم ، تتجدد الدعوات من قبل "الاخوان المسلمون" وبعض الاحزاب والتيارات والقوى المطلبية النشطة بمقاطعة الانتخابات ، وتقديري ومهما كانت الاسباب ، فان السلبية لن تؤدي بالتأكيد الى زوال تلك الاسباب. وان الاسلوب الاجدى يتمثل بالمشاركة بل وبالدعوة الى المشاركة الفاعلة والكثيفة ، ذلك لأن من له رؤية سياسية او قضايا مطلبية ، فان عليه ان يسعى للوصول الى البرلمان ، الى موقع صنع القرار التشريعي والرقابي ، لأنه بذلك يخدم رؤيته السياسية او قضيته المطلبية ويجعلها أقرب للتحقق.وهنا اسأل الاخوة المعلمين على سبيل المثال لا الحصر ، "أليس من الافضل لكم ان تدفعوا بمن يمثلكم الى البرلمان لتحقيق مطالبكم؟ أليس اقوى الف مرة ان تكونوا أنتم وراء قضاياكم تحت القبة ، من ان تطالبوا من هم هناك ، لمساعدتكم بتلبية مطالبكم؟،ان ما ينطبق على المعلمين ، ينطبق تماما على بقية القطاعات والشرائح الاجتماعية ، فخيار المشاركة اذن.. هو الاجدى. (3) وحتى لا نبقى في خنادق متقابلة ، فاني أتمنى على الحكومة ان تبادر الى فتح حوار جدي ، في محاولة لفهم احتياجات ومطالب من هم في الخنادق المقابلة ، حيث يمكن ان نصل الى منطقة تلاق تؤدي الى اجراء انتخابات نموذجية ، كما نأمل جميعا وبمشاركة كل الاطراف.واني اغرق في التمني على دولة الرئيس ان يبادر الى تكليف اشخاص اصحاب مصداقية ومعرفة بالشأن العام وكيفية التعامل معه ، خالد الكركي ، رجائي المعشر وسميح المعايطة على سبيل المثال ، لأن يبادروا الى فتح مثل هذا الحوار.خصوصا وان الحوار لم يغب عن دولتنا الاردنية حتى في اصعب الحقب ، فكيف اذا كنا أمام استحقاق دستوري.. نريد له جميعا النجاح..؟،وبعد .. فان المشاركة هي الاساس ، وان السعي للوصول الى البرلمان لهو واجب وطني ، وعلى الحكومة باعتبارها الأخ الاكبر ان تبادر لتذليل كل الصعاب التي تحول دون ذلك.. الدستور