صعدت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن اليوم من نقدها الموجه لنظام الملك عبد الله الثاني والحكومة الأردنية، وقالت إن الأردن 'ليس استثناء' وإن على 'الأنظمة أن تصلح أو ترحل'. واتهمت الجماعة -في مسيرة نظمتها بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني وسط عمان في عودة للمسيرات الكبرى بعد غياب زاد عن الشهر- النظام الأردني بإدارة ظهره للإصلاح الذي يطالب به الشعب. وقال القيادي البارز في الجماعة كاظم عايش في كلمة بالمسيرة إن النظام أدار ظهره للإصلاح نتيجة رهانات خاسرة، 'فهو راهن على عامل الوقت أن يكون لصالحه وعلى توقف المسيرات المطالبة بالإصلاح'. وتابع 'لا الوقت يعمل لصالح النظام، ولن يتوقف المطالبون بالإصلاح (..)، لكن ثمن الإصلاح وكلفته سترتفع مع الوقت، وعجلة الإصلاح لن تتوقف'. وزاد موجها كلامه للنظام الأردني 'لستم استثناء، ولا بد أن تستجيب الأنظمة أو ترحل'. وترافقت هذه اللهجة التي عدها مراقبون تصعيدا من الحركة الإسلامية مع شعارات هتف بها المتظاهرون، منها 'يا عبد الله يا ابن حسين.. فتح عينيك الثنتين، يا بتصلح الحين.. يا بتلحق زين العابدين'. كما هتف المتظاهرون 'اسمع يا ساكن رغدان.. الفساد في الديوان'، و'عيب ع المخابرات.. بكفيكوا تهديدات'. وكان لافتا ربط الهتافات بين نظام بشار الأسد والنظام الأردني، حيث سمعت في المسيرة هتاف 'يلا ارحل يا بشار.. ويلا اصحى يا مختار'، حيث دأب متظاهرون على إطلاق لفظ (المختار) على العاهل الأردني.
رفع البطاقات وفي المسيرة رفع المشاركون بطاقاتهم الشخصية ورددوا قسما بألا يشاركوا بالانتخابات المقبلة إلا بعد تعديل الدستور الأردني ثم قانون الانتخاب، فيما تؤكد الحكومة أنها ماضية بإجراء انتخابات برلمانية نهاية العام الجديد، رغم انخفاض عدد المسجلين لها الذي بلغ نصف مليون مواطن من أصل نحو 3.4 ملايين يحق لهم الانتخاب. واعتبر نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد أن عودة الحركة الإسلامية للمسيرات في الشارع 'للتأكيد على أن الحركة الوطنية الأردنية مستمرة في مطالبها الإصلاحية'. وقال للجزيرة نت 'مسيرة اليوم تأتي للتأكيد على أن الإصلاحات الحكومية ليست كافية ولا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الأردني بالإصلاح، وعلى أننا مستمرون بالمدافعة لنيل حقوق الشعب الأردني التي اختطفتها السلطة الرسمية عبر التجارة والسمسرة وأوصلت البلاد إلى مرحلة من الفساد والاستبداد'. وبرأي بني ارشيد فإن الدولة الأردنية 'لن تستطيع إجراء الانتخابات لأنها بموجب مقاسات الحكومة نتاجها معروفة سلفا وهي إنتاج مثيل للبرلمان الحالي'. لكن الحكومة رفضت التعليق على ما فهم أنه تصعيد في لغة جماعة الإخوان المسلمين. ورد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة على سؤال الجزيرة نت بالمطالبة بتوجيه السؤال للإخوان 'إن كانوا قرروا تغيير نهجهم أو أن ما صدر كان خطابات انفعالية أم قرارا منهم'. واعتبر المعايطة أن مسيرة الإخوان اليوم 'استمرار لمسيراتهم للتعبير عن رأيهم السياسي الذي تحترمه الحكومة ما دام ملتزما بالقانون والدستور'. ولفت إلى أن الإخوان لم يخرجوا من الشارع 'بل كانوا موجودين تحت لافتات كثيرة مختلفة لأنهم باتوا يتحركون تحت أكثر من لافتة مؤخرا'.
المقاطعة والتعديل لكن الوزير الأردني قال للجزيرة نت إن من الوهم اعتبار أن مقاطعة الإخوان المسلمين للانتخابات البرلمانية تنتهي بتعديل قانون الانتخاب. ومضى قائلا 'الإخوان يطالبون بتعديلات دستورية تطول صلاحيات الملك وتعيد هيكلة النظام السياسي الأردني والموقف من الانتخابات يأتي تحت هذه المطالبة ولا علاقة لقانون الانتخاب بالأمر'. وشهدت مدن الطفيلة وإربد والكرك مسيرات اليوم طالبت جميعها بالإصلاح ومحاربة الفساد في عودة لزخم الشارع الذي تراجع في شهر رمضان، لكن سياسيين تحدثوا للجزيرة نت عن أن الشارع سيشهد زخما كبيرا في الفعاليات الرافضة للسياسات الرسمية في الأسابيع المقبلة.