شهدت مدن أردنية ظهر اليوم الجمعة مسيرات رفعت شعارات سياسية تطالب بالإصلاح، إلا أن قرارات الحكومة برفع الأسعار وآخرها البنزين (أوكتان 90) الأكثر استخداما في المملكة هيمنت على المسيرة ونافست الشعارات السياسية. وانطلقت المسيرات، التي نظمت رغم ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من أربعين درجة مئوية، من المساجد الرئيسية في العاصمة عمان ومدن إربد وجرش وعجلون (شماليالأردن) والطفيلة والكرك (جنوب). ورفعت خلالها شعارات تطالب ب"الدستور أولا" داعية لإقرار تعديلات دستورية جديدة تطال صلاحيات الملك فيما يتعلق بحل البرلمان وتشكيل الحكومات. وخرج آلاف من المسجد الحسيني (وسط العاصمة) بدعوة من الحركة الإسلامية وائتلافات وحراكات شعبية منها حملة الخبز والديمقراطية، رافعين لافتات "الدستور أولا" و"الشعب قرر قرار.. لا لرفع الأسعار"، لكن عددا من قيادات ما يعرف ب"تيار ال36″ رفعوا لأول مرة شعار "يسقط نظام الظالم المستبد" وهو الشعار الذي سارعت قيادات في الحركة الإسلامية وائتلافات شبابية للتنصل منه، واعتبرته لا يمثل القوى المشاركة بالمسيرة، المتمسكة بالإصلاح داخل النظام الملكي. نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد قال ردا على سؤال عن العودة لرفع شعار "الدستور أولا" إن "التعبير الدقيق عن الحالة الأردنية أن هناك أزمة حكم وأصحاب القرار لم يدركوا حجمها بعد". بني ارشيد طالب الملك بتبني مطالب الأردنيين (الجزيرة نت) شراكة شعبية وأضاف للجزيرة نت أن "المطلوب تعديلات دستورية تجعل الشعب الأردني شريكا في صناعة القرار، لكن كل مؤسسات القرار اليوم تدير ظهرها للمطالبات الإصلاحية وهم يراهنون على ما يجري في الإقليم، علما أن ربط الإقليم بالوطن مراهنة فاشلة". ورحب بني ارشيد بالحوار مع أصحاب القرار الفعليين، وتابع "لدينا لغز في الأردن، من الذي يملك القرار؟". ودعا القيادي الإخواني الملك عبد الله الثاني لتبني مطالب الأردنيين، واعتبر أن استلهام النموذج المغربي مفيد لأصحاب القرار في الأردن. كما نظمت القوى اليسارية والقومية مسيرة انطلقت من مسجد الملك عبد الله الأول إلى مبنى البرلمان للتنديد بما وصفه المشاركون عجز مجلس النواب عن إقرار تشريعات ديمقراطية، وذلك بعدما تبنت اللجنة القانونية في المجلس صيغة لقانون الانتخاب أعلنت قوى سياسية موالية ومعارضة رفضها لها، إضافة لقراراتها الخاصة برفع الأسعار. وردد المشاركون هتافات منها "من الرمثا حتى معان .. الغضب الشعبي في كل مكان"، و "في الأردن عنا دكان .. قال اسمه برلمان"، و"في الأردن شلة نواب .. باعوا البلد بالمجان". وفي ذات السياق خرجت في إربد مسيرة من المسجد الهاشمي باتجاه وسط المدينة هتفت ضد قرارت رفع الأسعار، وطالبت بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب. ومنذ أسبوعين أصبحت المدينةالأردنيةالشمالية الأكثر نشاطا في الحراك المطالب بالإصلاح والرافض للسياسات الحكومية حيث تشهد مسيرات ووقفات احتجاجية شبه يومية في مشهد يمثل امتدادا جديدا للحراك الذي بات أكثر زخما في الشمال بعد أن ظل لأكثر من سنة أكثر نشاطا في الوسط والجنوب. ارتفاع الأسعار دفع مسيرات الطفيلة للمطالبة بالإضراب عن تسديد فواتير الكهرباء (الجزيرة نت) ارتفاع الأسعار وفي الطفيلة خرجت مسيرة من المسجد الكبير شارك بها المئات، وتميزت كعادة مسيرات الطفيلة بارتفاع سقف شعاراتها، حيث رفعت لافتات تطالب المواطنين بالإضراب عن تسديد فواتير الكهرباء، وأخرى وجهت اتهامات قاسية للقصر الملكي والحكومة ومجلس النواب. وكانت النقابات المهنية طالبت الملك عبد الله الثاني بإقالة حكومة الطراونة بعد موجة ارتفاع الأسعار التي كان آخرها ما شمل البنزين أوكتان 90 بنسبة 13% بعد رفع سعر البنزين أوكتان 95 بنسبة 22%، والكهرباء على قطاعات اقتصادية بنسبة وصلت إلى 150% وعلى المنازل وقطاعات تجارية أخرى بنسب متفاوتة. ويعاني الأردن من عجز مالي كبير في الموازنة، مما دفع صندوق النقد الدولي لاشتراط تطبيق سلسلة من الإجراءات أهمها قرارات رفع الأسعار للتخفيف من عجز الموازنة. ودفع العجز المتفاقم -الذي يهدد بارتفاع المديونية من عشرين مليون دولار حاليا لأكثر من 24 مليونا نهاية العام الجاري- الحكومة لطلب ثلاثة مليارات دولار على شكل معونة من السعودية، فيما زار رئيس الوزراء فايز الطراونة الكويت لغايات طلب معونات، لكن مسؤولا حكوميا بارزا أكد للجزيرة نت أن عمان لم تتلق حتى الآن أي مساعدات من الدول الخليجية رغم حصوله على ردود إيجابية. اخبارية نت – الجزيرة نت