أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، أنّ "انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي أثبت أنّ مصلحتها تتعارض مع مصلحة منطقتنا". وقال رئيسي في كلمة له ضمن القمة ال15 لمنظمة التعاون الاقتصادي "إيكو" في تركمانستان، أنّ "مصلحة المنطقة هي في التعاون المشترك وإيران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة بكامل إمكاناتها". بالتوازي، وفي سياق آخر، أكد الرئيس الإيراني، في اجتماع مع التجار ورجال الأعمال الإيرانيين في تركمانستان اليوم الأحد، أنّ "عقد توريد الغاز بين إيرانوتركمانستان سيتم تفعيله حتماً". وأشار رئيسي إلى محادثاته مع نظيره التركمانستاني في إطار تطوير العلاقات في مجال مختلف القطاعات منها الغاز والترانزيت، موضحاً أنّ اليوم "تركمنستان على قناعة بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك إرادة جادة لمعالجة المشاكل وإزالة العقبات الموجودة". وأضاف أن لدول منظمة إيكو "ميزات خاصة بما فيها ملكية ثلث موارد الطاقة في العالم، والمكانة الفريدة بين أوروبا والصين وروسيا مع الخليج والمحيط الهندي و تحظى بكوادر شابة وقوية". وأوضح رئيسي أن "انتهاء الأعمال العدائية في منطقة القوقاز يبشر بالاستقرار وبداية فصل جديد من التنمية والتماشي الإقليمي ومن واجبنا جميعاً العمل في هذا الاتجاه، وإن مشاركة وتعاون الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي مع القوقاز في هذه المرحلة يمكن أن يساعد في تعميق وتعزيز دور المنظمة". وقال: "بالنظر إلى الظروف الجديدة في منطقة القوقاز، نعتقد أن إحياء الطرق التقليدية وتسهيل نقل البضائع والركاب في المنطقة بعد ثلاثة عقود سيساعد على نمو منطقة منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو)". من جهة ثانية، أكد رئيسي "تبني الحكومة الإيرانية نهجاً يستهدف تطوير التعاون مع دول الجوار والمنطقة"، وأنّ "البنى التحتية الاقتصادية والتجارية المناسبة لتطوير إيران وترقية التعاون الثنائي والإقليمي قائمة". واعتبر رئيسي أنّ زيارته لتركمانستان والمشاركة في اجتماع منظمة شانغهاي "تشكّل أرضية مناسبة لتطوير العلاقات الإقليمية"، وأنّ "ترقية مستوى العلاقات بين طهران و دوشنبة تشهد انفراجات جيدة". ولفت الرئيس الإيراني أيضاً إلى الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاقيات منظمة التعاون الاقتصادي "إيكو"، مشدداً على أنه يتم متابعة هذا الموضوع بجدية. يُذكر أنّ إيران كانت أبرمت عقداً مع تركمنستان عام 1996 لمدة 25 عاماً تستورد بموجبه ما يصل إلى 12 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنوياً، غير أنّ العقد تم تعليقه بعد 20 عاماً وتحديداً عام 2016 بسبب خلافات مالية. رئيسي: تنمية العلاقات الثنائية بين طهران وأنقرة تصب لصالح الشعبين وفي سياق حديثه عن التعاون مع دول الجوار، شدد رئيسي خلال لقاء مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، علي هامش قمة إيکو للشراکة، علي تطوير مستوي الشراکة الثنائية بين طهران وأنقرة في کافة المجالات. وأكد رئيسي لدي إردوغان إمكانية إيران وترکيا من تقريب مستوي العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين إلي المستوي الاستراتيجي بتطوير مستوي العلاقات التجارية والتبادل الحالي. وأوضح رئيسي في هذا اللقاء: "تنمية العلاقات الثنائية بين طهران وأنقرة تصب لصالح الشعبين والسلام و الاستقرار في المنطقة. يجب حلحلة المشاکل والمعضلات الإقليمية عبر جهود دول المنطقة نفسها". وأشار إلي موضوع أفغانستان قائلاً: "تدعم الجمهورية الاسلامية الإيرانية تشکيل الحکومة الشاملة في أفغانستان، ونري بأنه يجب حضور کافة القوميات والطوائف الشعبية للشعب الأفغاني". وأشار إلي أهمية إحلال السلام والاستقرار في سوريا. من جانبه شدد الرئيس الترکي في هذا اللقاء على أن بلاده تري تنمية العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضرورية، و قال "بإمکاننا أن نعزز مستوي المناسبات الثنائية بين البلدين خاصة بالمجالات الاقتصادية". وأضاف إردوغان "بإمکان إيران وروسيا وترکيا أن تحافظ علي أمن واستقرار المنطقة بالتعاون مع دول المنطقة الأخري". كذلك، التقى رئيسي على هامش قمة إيكو في عشق أباد نظرائه الباكستاني عارف علوي و الطاجيكي إمام علي رحمان. وناقش الرئيس الإيراني مع نظرائه سبل تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين إيران ودول طاجيكستان وباكستان.