تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي رئيس نادي صقاري الإمارات، وبدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، تُقام الدورة الثانية عشر لفعاليات "المعرض الدولي للصيد والفروسية" (أبوظبي 2014)، وذلك خلال الفترة من 17 ولغاية 20 سبتمبر القادم بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي أنّ المعرض الذي يهدف إلى الترويج لتراث دولة الإمارات العربية المتحدة وتسليط الضوء على تاريخ الشعب الإماراتي العريق, وجذب المزيد من العارضين والزوار, وجعل أبوظبي مركزا ً لجهود صون التراث الثقافي في المنطقة, يُحقق قفزات نوعية من خلال دوراته السابقة ويحظى بمكانة عالمية مرموقة دفعت منتجي الصيد والفروسية في العالم لتوجيه بوصلتهم باتجاه أبوظبي, ما يؤكد أنّ المعرض اكتسب شهرة واسعة على المستوى العالمي. وأشار رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية إلى أنّ هذه المكانة المرموقة والشهرة العالمية يؤكدها عدد الزوار الذي يحقق أرقاماً قياسية عاماً بعد آخر, والسياح الذين يستقطبهم المعرض من دول مجلس التعاون الخليجي والعالم عموما, فضلاً عن الإقبال الجماهيري العائلي على فعاليات ومسابقات المعرض. وقد شهدت الدورة الماضية (أبوظبي 2013) رقماً قياسياً على صعيد الإقبال الجماهيري على مدى 11 عاماً منذ الانطلاقة الأولى للمعرض في عام 2003 ، حيث حظيت فعاليات المعرض باهتمام عشرات الآلاف من الزوار من إمارة أبوظبي وكافة أنحاء دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين، فضلا عن الآلاف من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والأجانب، ولوحظ الإقبال الكبير من قبل الأسر وكافة الشرائح العمرية، حيث أصبح المعرض مهرجانا جماهيريا عائليا يهم ويناسب كافة أفراد الأسرة والمجتمع، والذين يجدون في ما يقدمه معرض الصيد والفروسية فرصة نادرة للتعرف على التراث الإماراتي الأصيل. وبلغ عدد زوار المعرض على مدى أيامه الأربعة من 4 ولغاية 7 سبتمبر 2013 ( 118994 ) زائراً وهو أعلى عدد من الزوار يستقطب المعرض في تاريخه، مقابل 111298 زائراً في دورة (أبوظبي 2012)، وحوالي 95 ألف زائر في دورة (أبوظبي 2011). علماً بأنّ المعرض كان يفتح أبوابه يومياً من 11 صباحاً ولغاية العاشرة ليلاً بشكل متواصل. وشهدت الدورة الأخيرة من المعرض تغطية إعلامية مكثفة من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وهي التي حظيت بمشاركة 40 دولة ممثلة بما يزيد عن 600 عارض وشركة احتضنتهم العاصمة الإماراتيةأبوظبي على مساحة تجاوزت ال 39 ألف مترمربع، هي كذلك المساحة الأكبر في تاريخ المعرض الذي يجمع ما بين أصالة التراث القديم وأحدث ما تقدمه تكنولوجيا اليوم، ويواصل مسيرته الناجحة في الترويج لتراث وتقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقطاب العارضين والزوار من مختلف أنحاء العالم. وأوضح المزروعي أنّ المعرض يأتي كذلك في إطار استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي، واستدامة الذاكرة الثقافية وتعمل على إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للإمارات لمختلف ثقافات وشعوب العالم، حيث تجتمع الجهود المخلصة لإطلاق هذا المعرض وغيره من الفعاليات التي تكمل بعضها البعض وفي مُقدّمتها مهرجان الظفرة ومهرجان ليوا للرطب ومزاينة بينونة للإبل ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة ومهرجان الغربية للرياضات المائية، والتي تقوم اللجنة بإقامتها لتعزيز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره, الأمر الذي يدفعنا للاستمرار بالتقدم نحو المستقبل ونحن متمسكون بهويتنا الأصيلة ذات الحضارة الغنية. وبيّن أن المعرض الذي يعد الأبرز والأشهر في المنطقة والوحيد المتخصص في الصيد والفروسية والرياضات البحرية ورحلات السفاري والفنون والتحف يتيح للزوار منذ انطلاقته الأولى عام 2003 فرصة اقتناء أحدث معدات التخييم والصيد والفروسية والرياضات الخارجية والبحرية، كما سيمكنهم من مشاهدة التراث الإماراتي العريق من خلال مدينة أبوظبي, والتفاعل مع الآلاف من هواة الصيد وهواة الرياضة في الهواء الطلق, والاستمتاع بالكثير من أنشطة التراث الثقافي والعروض الحية, والدخول بمسابقات مثيرة تُعرّف على التقاليد الراسخة لإمارة أبو ظبي ودولة الإمارات عموماً. لافتاً في هذا السياق إلى أنّ المعرض يضم بين أيامه الاربعة 12 فعالية شيّقة تُعنى بالتراث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتتنوع بين الأنشطة والعروض والمسابقات، وهي: عروض الفروسية واستعراضات فرق الفنون الشعبية وأنشطة الرماية والصيد بأنواعه ومزاد الهجن والقرية التراثية ومسابقات الشعر النبطي وجمال الصقور وجمال السلوقي والرسم والتصوير الفوتوغرافي ومسابقة إعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية. كما بيّن أن أهمية المعرض تتأتى من كونه يعمل على خلق أساليب متطورة من أجل حماية البيئة وتعزيز الصيد المستدام، ويعزّز من استخدام الأدوات التقليدية في الصيد والمقناص التي استعملها العرب في تاريخنا القديم فصارت جزءاً من شخصية العربي في الجزيرة العربية، جنباً إلى جنب مع كل التقنيات التكنولوجية المتوفرة التي من شأنها إعطاء نتائج أدقّ وأكثر فاعلية. ونوه المزروعي إلى أنّ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية لا تألو جهداً في تقديم كل الدعم للمهرجانات التراثية التي تحفز الأجيال الجديدة وتشجعها على التواصل مع تراثها الثقافي، وذلك بهدف تحقيق رؤيتها وهدفها في استدامة الهوية الوطنية والتراث الإماراتي من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسته بأشكاله المتعددة.