تشهد موريتانيا خلافات حادة بعد قرار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز تأجير وحدة عسكرية إلى اليمن للقتال إلى جانب قوات العدوان السعودي وحلفائها. ولقي قرار ولد عبدالعزيز معارضة شديدة بين السياسيين والناشطين عبر مواقع الشبكات الاجتماعية ، الذين عبروا عن رفضهم للقرار بوصفه "إدخال الجنود الموريتانيين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل". ويرى نشطاء موريتانيين أن القرار، من شأنه أن يهين جيش بلادهم ، ويدل على أن موريتانيا تعمل على تأجير جيشها العسكري في خدمة مصالح اصحاب الأموال. قال الشاب والناشط الموريتاني الشيخ ولد عابدين إن قرار الرئاسة الموريتانية إرسال نحو 700 جندي إلى اليمن للقتال إلى جانب قوات التحالف العربية هو قرار مرتبك يستحق ما لقي من معارضة الشارع الموريتاني، وممثلي الأحزاب السياسية، ب"اعتباره تدخلاً خارج الحدود. وأضاف ولد عابدين في حديث ل"هافينغتون بوست عربي" أن القرار تم اتخاذه على عجل، فقد تمت "الموافقة على إرسال الجنود لليمن، بالتزامن مع زيارة مساعد وزير الدفاع السعودي محمد عبدالله بن محمد العايش لموريتانيا بعد نحو يومين من زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز للرياض". سليمان ولد محمد فال، القيادي في خلية الإعلام بحزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض بموريتانيا، قال أن قرار إرسال الجنود إلى اليمن "لا يعدو كونه صفقة، وامتداداً لمسلسل طويل من الصفقات المشبوهة التي تعود النظام الحالي القيام بها". واعتبر فال أن الزج بالقوات المسلحة في أي حرب خارج حدود البلد "أمر مرفوض". وبدوره قال الشاب "الشيخ محمد" (24 عاماً)، معبرا عن عدم رضاه عن القرار داخل إحدى سيارات الأجرة بالعاصمة نواكشوط، إن الشعب الموريتاني لن يقبل أن يكون أبناؤه كبش فداء لصفقات النظام". من جانبه، أكد الكاتب الصحفي سيدي أحمد ولد باب أنه من المتوقع أن تتضاعف رواتب الجنود الذين سيتم إرسالهم للقتال في اليمن نحو 5 أضعاف عما يتقاضون الآن بموريتانيا، معتبراً أن المعلومات الأولية تشير إلى دفع 1500 دولار لكل جندي سيقاتل في اليمن على أساس المخاطر التي يتعرض لها، وهو أمر مغرٍ للجنود، حيث أظهرت تجربة رفاقهم في ساحل العاج ودارفور تحولاً كبيراً في الواقع الاجتماعي الذي كانوا يعيشون فيه. وقال ولد باب في تصريح إن المعلومات المتوافرة لديه تفيد بأن "مغادرة الجنود الموريتانيين ستكون نهاية السنة الحالية بعد اكتمال برنامج التكوين والتدريب والتجميع بصحراء موريتانيا، قبل أن يتم نقلهم جواً عبر جسر ستتولى السعودية إقامته".