اشتدت الأزمة في اليمن، مع لجوء نظام الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة إلى تصعيد موقفَيهما، وسط زيادة ملحوظة في أعمال العنف من الطرفين. اندلعت اشتباكات جديدة في أنحاء اليمن أمس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين في الشمال، بينما انتشرت قوات عسكرية لكبح جماح الاحتجاجات التي شهدتها أجزاء مختلفة من البلاد للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبدالله صالح، وبدا أن الطرف المؤيد لصالح والطرف المعارض له بدآ يصعّدان أعمالهما على الأرض. وذكرت وكالة 'سبأ' اليمنية للأنباء، أن جنديين وضابطاً قتلوا مع اندلاع الاشتباكات بين القوات الأمنية والمحتجين في محافظة الجوف في شمال البلاد، المتاخمة للسعودية، بعدما اقتحم محتجون مبنى للبلدية. وأطلقت القوات الأمنية النار عليهم، ما أسفر عن إصابة عشرة، لكنها لم تتمكن من منعهم من السيطرة على المبنى. وفي محافظة مأرب وسط البلاد حيث يوجد عدد من حقول النفط والغاز التي تديرها شركات دولية، طعن أحد الأشخاص المحافظ ناجي الزيد، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة عندما حاول ومعه أفراد من الشرطة فض اعتصام شارك فيه الآلاف. صنعاء وفي ساحة 'التغيير' وسط العاصمة صنعاء، حاول جنود مسلحون وعربات مصفحة محاصرة المنطقة التي يعتصم فيها نحو 20 ألف شخص من معارضي الحكومة منذ أسابيع، لكن من دون جدوى. وقال المحتج طه قايد إن 'المحتجين يتوقعون تعرضهم لهجوم في أي دقيقة، لكنهم عازمون على البقاء لحين سقوط النظام'. وفي تعز الواقعة جنوبصنعاء، وهي واحدة من كبرى المدن اليمنية التي تشهد احتجاجات مناهضة لصالح، أطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء لتفرقة عشرات الآلاف من المحتجين، وأُصيب ثلاثة لكن المحتجين واصلوا التظاهر. وقال سكان إن الآلاف يحتجون في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحججنوباليمن. وذكر أحد السكان أن 'الحوطة في حالة شلل، والمعارضة دعت الى إضراب عام احتجاجا على قمع المتظاهرين'، مضيفا أن كل الاسواق مغلقة وقوات الأمن منتشرة حول المدينة. وأشار سكان محليون الى أن أكثر من عشرة آلاف شخص تظاهروا في محافظة الضالع الجنوبية، حيث اشتبكت الشرطة فيها مع جماعات انفصالية مسلحة. «مساعدة سعودية» أفاد موقع إلكتروني يمني أمس، بأن السعودية قدمت مركبات ومصفّحات عسكرية مخصصة لمكافحة الشغب، كمساعدة لليمن. ونقل موقع 'التجديد نيوز' المستقل عن مصادر ملاحية في ميناء عدن قولها، إن الباخرة 'تبوك' التي تحمل 75 مركبة ومصفّحة، وصلت الميناء قادمة من السعودية. وأشار الموقع الى أن وفدا عسكريا سعوديا رافق السفينة، مضيفا أن الوفد برئاسة العقيد مسكر عبدالرحمن الحارثي وعضوية كل من المقدم يوسف عبدالرحمن الطاسان، والمقدم محمد عبدالعزيز العجاجي، ومحمد سعيد القحطاني. وقالت المصادر للموقع إن هذه الشحنة من الآليات العسكرية تعتبر تعزيزاً للجيش اليمني والأجهزة الأمنية، لمواجهة الاحتجاجات الشبابية التي تخرج في كل محافظات اليمن مطالبة برحيل الرئيس صالح وإسقاط نظامه. استقالة قال مصدر في 'المؤتمر الشعبي العام' الحاكم أمس، إن وزير الأوقاف القاضي حمود الهتار قدم استقالته الى الرئيس صالح، نافياً أن يكون الأخير قد أقاله. وأوضح المصدر أنه تمّ تعيين حمود عباد كوزير للأوقاف بدلا من الهتار بعدما قدم استقالته. وكان صالح أجرى أمس الأول، تعديلا وزاريا قضى حسب مصادر معارضة، بإقالة الهتار من منصبه وتعيين وزير الشباب والرياضة حمود عباد بديلا عنه. مجازر وحشية قال بيان صادر عن 'اللجنة الإعلامية للثورة الشبابية الشعبية' أمس، إن 'المجازر الوحشية ضد المحتجين تقوم بها قوات الأمن المركزي التي يديرها يحيى محمد عبدالله صالح ابن أخ الرئيس، وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس أحمد علي عبدالله صالح، وعناصر الأمن القومي بقيادة عمار محمد عبدالله صالح ابن أخ الرئيس، وهي العمليات التي يشرف عليها بشكل مباشر الرئيس صالح'. وأشار البيان الى أن 'المجازر الوحشية وعمليات القتل المنظم والجماعي بحق المعتصمين العزّل تقع في ساحات التغيير والحرية في صنعاءوتعزوعدن وحضرموت، وكل المدن اليمنية، والتي يرتكبها النظام اليمني بواسطة بلطجية الحزب الحاكم'. ولفت البيان الى أن صالح هدد ب'قمع المتظاهرين بالقوة إذا لم يستجيبوا إلى مبادرته الميتة، وذلك خلال لقاء خاص جمعه بسفراء بعض الدول في صنعاء أواخر الأسبوع الماضي'. وجاء في البيان: 'الأعمال الوحشية لن تعيدنا ولن تثنينا عن هدفنا الذي خرجنا من أجله وهو سقوط النظام ورحيل الرئيس صالح وبناء دولة يمنية مدنية جديدة مهما كلفنا هذا من شهداء، وإننا مستعدون للموت من أجل تحقيق هذا الهدف'. وطالب البيان المنظمات الطبية الدولية بإرسال 'فرق طبية لمساعدة آلاف الجرحى الذين يتساقطون كل يوم في اليمن، وكذلك مساعدتنا للكشف عن الغازات السامة التي يستخدمها نظام السفاح صالح في قمع الاحتجاجات اليمنية وإرسال العلاجات اللازمة لإسعاف الجرحى والمصابين'. (صنعاء - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
