بين المشترك والمبادرة يقف (شباب المشترك) في حالة رفض للمبادرة وهو الرفض الذي استحسنته قيادة المشترك علي أمل إنه يخرجها من مربع الإحراج من الأشقاء وخاصة الأشقاء في المملكة , لكن في المقابل هناك أزمة تواجه أحزاب المشترك أو بالأخص قيادة المشترك التي حرضت الشباب وغذت أفكارهم بثقافة الشمولية والرفض لكل الحلول الدستورية والديمقراطية ودفعتهم باتجاه التصعيد والتخريب والقيام بكل الأعمال المخلة للأمن والسكينة , واليوم وحين جاءات قيادة المشترك تتحدث عن المبادرة الخليجية وتحاول أن تنسب رفضها للشباب كان الواقع يقودها نحو منعطفات خطيرة , إذ أن هناك تمرد حقيقي في أوساط شباب المشترك الذين اعلنوا صراحة مواقف مخالفة لمواقف قيادتهم ويبدوا أن تجمع الإصلاح وهو الحزب الأكبر في المشترك قد استطاع أن يحكم سيطرته علي الساحات وعلي عقول بقية مسميات الشركاء له وكذا عقول كوادرهم وأنصارهم , إذ عمل الإصلاح الذي تنضوي تحت أسمه ( جماعة الأخوان المسلمين) علي توزيع كوادر وعناصر الأخوان في أوساط الشباب وتأسيس ما يسمى بتجمعات وبتكتلات شبابية غالبية قيادتها من شباب الأخوان في ذات السياق راح شباب الأخوان يقنعون بقية شباب المشترك لرفض المبادرة والتمرد علي قيادتهم وهم بهذا الفعل يدقون أخر المسامير في نعش بعض الأحزاب داخل مكون المشترك ليصبح تجمع الأخوان هو صاحب الحضور والفعل والحظوة والحضور علي الساحات وهو من يحكم سيطرته عليها , بدليل أن المسميات التي تم الإعلان عن تشكيلها في أوساط الشباب كمسميات سياسية هي في غالبيتها تحت قيادة (الأخوان) الذين يتلونوا بكل ألوان الطيف ومن أجل مصالحهم يتشكلون كلوحة سريالية معقدة الأطياف وهذا عمل يجده شباب الأخوان الذين يتمتعون أكثر من غيرهم من شباب المشترك بقدرات وإمكانيات تأهيليه تمكنهم من الوصول لأهدافهم في كل الظروف وبطريقة دهاء غير تقليدية , ربما هذا التميز الذي يتميز به شباب الأخوان ناتج عن علاقتهم بالكثير من الجهات والأجهزة والمحاور الخارجية إقليمية منها ودولية ولكونهم أكثر الكوادر الذين تحصلوا علي دورات تدريب وتأهيل خلال السنوات الماضية في الداخل والخارج بما مكنهم من شبه سيطرة علي مسميات ( منظمات المجتمع المدني ) و( المنظمات الحقوقية والقانونية ) الأمر الذي جعلهم يحكمون سيطرتهم علي ساحات الاعتصام , ويسيطرون علي قرار الشباب ومراكز قيادتهم كما سيطروا علي خطابهم الإعلامي وعلي كل المواقف الصادرة عن ساحات الاعتصام وباسم الشباب دون أن يتمكن الشباب من التعبير عن مشاعرهم وأن حاولوا فأن أصواتهم تظل مخنوقة في ظل طغيان صوت شباب ( الأخوان) وتناغمه مع المخطط العام والأهداف المنشودة التي لأجلها تم تفجير الأوضاع , وإعلان صراحة الانقلاب علي كل القيم والتشريعات الدستورية , في بلد يعيش مناخ ديمقراطي ويعيش تعددية سياسية وحزبية وحرية مكفولة للجميع وهناك كل وسائل التعبير مكفولة وحرية تجاوزت كل الضوابط والتشريعات , ومع كل هذا فأن رغبة (التقليد) هي من حرك هؤلاء وتوهموا أن بقدرتهم مجاراة أحداث المنطقة وركب موجة الاحتجاجات التي أودت في بعض الأقطار إلي سقوط انظمة لم تسقطها قطعا حركة الشباب أو الشعب في هذه الدولة أو تلك بقدر ما اسقطت هذه الأنظمة مؤامرة خارجية مولتها ورعتها وخططت لها أجهزة محورية وبمساعدة لوجستية من أجهزة ودول إقليمية , ومع هذا فأن هناء من صدق أن بإمكانه أن يخوض غمار التجربة ويقلد ما حدث هناك ولكن للأسف فقد واجه هؤلاء حقائق ذاتية وموضوعية تنم عن أن واقعنا يختلف اختلافا جذريا عن كل المشاهد الأخرى , ولأن الأمر كذلك فقد برزت التناقضات الداخلية قد المكونات الحزبية لتكشف عن هذه الحقيقة , التي حاول البعض تجاهلها , وأبسط مكونات هذه الحقيقة هي أننا بلد ديمقراطي لدينا حرية وتعددية سياسية وحزبية , وهي العوامل الغائبة لدى بعض الأشقاء الذين انتفضوا في دولهم وعلي أنظمتهم بذريعة الحرية والديمقراطية , فما هي دوافع شبابنا وأحزابنا الذين سعوا لتقليد بعض الأشقاء فوقعوا في شرك مؤامرة (قذرة) معالمها ودوافعها تتضح يوما بعد يوم , لدرجة أن ثمة أزمة بدأت تلوح في الأفق تنذر بحالة من انشقاق داخل المكونات الحزبية التي لم تراعي حقائق الواقع ودفعها تفكيرها الانتهازي إلي الدفع بكوادرها للساحات بحثا عن مغانم سياسية وفرص التسلط فكان أن رد الله كيد هذه الفئات إلي نحورها فها هي تتساقط أخلاقيا وتتكشف أوراقها التامرية واحدة بعد الأخرى ..!! أن الشعب اليمني اختار الديمقراطية والتعددية والحرية وبالتالي ليس لأي طرف الحق ومهما كان أن يفرض علينا قيم تسلطية أو يسعى إلي إعادتنا إلي عصور القهر والاستبداد , و ( الثورة) المزعومة هي فعل ( انقلابي) وهذا فعل مرفوض ومدان ومنبوذ وهناء شعب لن يتخاذل في الدفاع عن مكاسبة الدستورية ومناخه الديمقراطي والحرية التي ينعم بها ويعيش تحت كنفها وأن كنا اخترنا الديمقراطية كوسيلة لحل معادلة الخلاف علي السلطة والثروة فأن علي الجميع احترام هذا الخيار وهذه القناعات التي تعبر عنها الجماهير الغفيرة في ساحات ومدن ومحافظات الجمهورية وفي طول البلاد وعرضها فالشعب اليمني لا ينحصر بأولئك الشباب والرجال في ساحات الاعتصام (المعارضة) بل هناك ساحات تحضن الملايين من ابناء الشعب اليمني الذين خرجوا دفاعا عن الشرعية الدستورية وعن مكاسبهم الوطنية ومناخهم الديمقراطي , ومثل هؤلاء لم يخرجوا في ( تونس ) ولا في ( مصر) وبالتالي فأن علي الجهات التي تقف وراء هذه الظواهر أيا كانت وكانت دوافعها وأهدافها , أقول علي هذه الجهات المتورطة في نسج خيوط المؤامرة أن تعيد النظر وتدرك أن اليمن عصية علي مؤامراتها وعلي مخططاتها وعلي سيناريوهات تأمريه , قد تكون نجحت هناك ولكنها لن تنجح هناء بل ستفضح وسوف يفضح من يقف خلفها ويمولها , فهل تلاحقت هذه الجهات مواقفها وكفت عن تغذية بؤر الفتنة بين ابناء الشعب , ..؟ بالمقابل علي الشباب في كل الساحات ان يحددوا مواقفهم وهل هم مع الفوضى أم مع مطالب حقوقية مشروعة ..؟ وهل سوف يبقوا في كنف المشترك وجزء من مسمياته , أم أن لهم رؤى ومواقف مغايرة وبالتالي الحوار يكون معهم بعيدا عن قيادة المشترك التي يبدوا أنها لم تعود تمثل غير نفسها وحسب ..؟ أن الإجابة علي مثل هذه التساؤلات سوف تفصح عنها تداعيات الأيام القادمة .. [email protected]