عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    موعد الضربة القاضية يقترب.. وتحذير عاجل من محافظ البنك المركزي للبنوك في صنعاء    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    صحفي سعودي: ما بعد زيارة الرئيس العليمي إلى مارب لن تكون اليمن كما قبلها!    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    لحظة وصول الرئيس رشاد العليمي إلى محافظة مارب.. شاهد الفيديو    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اولويات السلام والامن القومي الخليجي
نشر في شهارة نت يوم 07 - 02 - 2012

-وانااقرأ التقريرالاستخباراتي اليمني الذي نشرته صحيفة "الشرق" السعودية فى عددها الصادر الأحد،الاحد 29يناير الماضي والذي يحتوى على معلومات تفيد بوجود مخطط إيرانى توسعى فى اليمن، يهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية من خلال إنشاء أحزاب موالية لطهران وتمويل جماعات ونخب ثقافية وسياسية ومنابر إعلامية للعب دور سياسى يتبنى الرؤية الإيرانية تجاه الأحداث فى المنطقة.
عدت بالذاكرة الى عام 1982م حيث نشرت صحف سعودية ومنها المدينةعلى ما اذكر حديثا مطولا للرئيس العراقي صدام حسين -رحمه الله-والذي كشف من خلاله الاطماع الفارسية في الوطن العربي وهي توسعية اكثر منها سياسيا بعبائةالدين الاسلامي الحنيف وتنبأ في ذلك التاريخ لجملة من الاحداث والوقائع الجارية والمخططات الفارسية التي تحاك بالمنطقةاليوم وهي ذات الاطماع والمخططات التي كانت موضوع ندوة اقيمت في مكتب صحيفة (الحياة)في العاصمةالسعوديةالرياض في تاريخ 9-مايو2009م اي قبل ثلاثةاعوام تقريبا .
بدأ موضوع الندوة بنقاش عنوان :«الأطماع الإيرانية»، والذي اعترض عليه حينها عدد من المشاركين مقترحين كلمة :«الطموحات» لأنها أكثر ديبلوماسية من سابقتها، فيما رأى اخرون أن مصطلح «المشروع الإيراني» أكثر ملاءمة لعنوان الندوة، والتزم البقية الحياد تجاه هذا الإشكال اللفظي، وطرح الدكتور آل زلفة استاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بعض ملامح المشروع الإيراني في المنطقة العربية، فهي «ليست غريبة لمن يقرأ التاريخ جيداً، الدولة الصفوية إبان عهد الشاه إسماعيل كانت لها محاولات للسيطرة على المنطقة الخليجية والعراق أيضاً، لكن الدولة العثمانية حافظت على الهوية السنية لدول المنطقة في تلك الحقبة، فيما تعاونت الدولة الصفوية مع كل من يهدد أمن المنطقة كالبرتغاليين والإنكليز، وكان الشاه إسماعيل يردد آنذاك: سأمدكم بما تحتاجون.
وصدّق الكثيرون شعارات ثورة الخميني عن نهضة إسلامية، متوسلة تحويل سفارة إسرائيل فيها إلى سفارة فلسطينية.
أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي فأشار إلى أن المشروع الإيراني واضح في رؤيته الهادفة إلى بسط نفوذه على الخليج العربي، وتحديداً منذ الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات، وعاد بالذاكرة إلى عقود قائلاً: «المشروع الفارسي دعمته أميركا إبان وجود الشاه، ليكون الحاجز الأول أمام الاتحاد السوفياتي آنذاك، وكان للشاه حينها مشروع توسعي نحو دول الخليج، وهو ما رفضته الدول الكبرى في حينه، ومنعوه فلم يمتنع، إذ كانوا يخشون من سيطرته على نفط المنطقة، وما لبث الأميركيون أن اتجهوا إلى إبعاد الشاه ودعم الجماعات الإسلامية، ووقتها لم يكونوا يفرقون بين الشيعة والسنة، ووجدت حكومة الرئيس كارتر أن وجود دولة إسلامية في آسيا إلى جانب أفغانستان سيصيب الاتحاد السوفياتي في مقتل، وهو ما يتحقق – بحسب رأيهم - في إيران، لكن كارتر فوجئ بطموحاتهم التي لا تنسجم معه.
في ما يأتي وقائع الندوة:
يرى أستاذ التاريخ الحديث في معهد الدراسات الديبلوماسية الدكتور محمد العويرضي أن إيران توثق علاقاتها الدولية مع كل الدول الكبرى في سبيل تحقيق أهدافها في المنطقة، مشيراً إلى ان هذا النهج بدأ منذ تأسيس الدولة الصفوية واستمر حتى الآن، وقال: «لا فرق بين الإصلاحي والمتشدد في القيادة الإيرانية تجاه المشروع المخطط له، واكتساب دور إقليمي ودولي كذلك، إذ انها ترغب في مشاركة الدول العظمى في تحديد السياسة الإقليمية في المنطقة، عبر وسائل عدة، كالادعاء أن إيران تسعى إلى الوقوف أمام مشروع غربي ساع إلى السيطرة على المنطقة والإضرار بهويتها الإسلامية، وللأسف بعض المتابعين من السُنّّة صدّق هذه الادعاءات، وإيران تسعى إلى حشد الدعم الشعبي الإيراني والإسلامي عبر خطابات دينية، وعقد تحالفات مع جماعات شيعية، وكذلك سنية في دول المنطقة، خصوصاً في لبنان والعراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعض دول الخليج، مع قناعتي الشديدة بعدم قدرة إيران على التأثير في دول الخليج بدليل أن البحرين خالفت التوقعات بتهاون منتخبها الكروي أمام نظيره الإيراني في سباقه نحو التأهل لكأس العالم على اعتبار وجود مذهب موحد بين الكثير من لاعبي المنتخبين البحريني والإيراني، إلا أن ذلك دحضه فوز البحرين، وهذا يعزز التأكيد أن البحرين عربية خالصة، لا تدين لإيران بولاءات، وفي الإمكان استثمار قدراتها لتأسيس مشروع عربي قوي بعيداً من الجانب المذهبي.
طموحات لا توازيها إمكانات
ويقول الدكتور أنور عشقي: «إيران جارة، نشترك معها في بعض الأمور، وكنا نتمنى أن تكون جزءاً فاعلاً في الأمة الإسلامية، لكن مشروعها يمنعها من ذلك، إذ لديها رغبة في إعادة المجد الفارسي، وطموحاتها أكبر من قدراتها، وهذا ما يسبب لها أزمة سياسية.
يصعب عليها أن تكون دولة عظمى بسبب قدراتها المحدودة، وفي إمكانها فقط أن تكون دولة فاعلة على مستوى المنطقة، شريطة أن تمد يدها إلى دول الجوار، لكنها حرصت على تصدير الثورة بهدف السيطرة على المنابر الدينية العربية، بتوجيهات الخميني آنذاك.
وكانت بريطانيا منحت ايران الكثير من المدن العربية على شواطئها، وتحديداً في العام 1929، وهو ما سمح للإيرانيين بتغيير هوية الكثير من المدن العربية في إيران، متناسين أن العلاقة بين الشيعة والسنّة علاقة طيبة جداً، ولم تشهد توتراً مثلما يحدث منذ إعلان الثورة الإيرانية، إذ نجحت هذه الثورة في تأجيج مشاعر العداء بين الطائفتين على مستوى العالم الإسلامي، وأيضاً بواسطة أميركا التي سلمت العراق لإيران، عقب الاحتلال الأميركي للعراق».
وقال أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود محمد آل زلفة: «إيران دخلت في حرب مع العراق لثمانية أعوام، وخسرت فيها الكثير على رغم المال والجيوش والدعم من بعض الدول العربية التي لا تحب صدام حسين، وعلى رغم دعمها الشعارات العقائدية، لكن الشعب العراقي العربي العظيم نجح في التصدي لأهداف إيران التوسعية، التي تناست أن ثورتها متخّلفة، ولا يمكنها أن تعيش في العصر الحالي، ولا تملك رؤية حديثة، في ظل ترديدها لشعارات دينية غير صحيحة. والمتأمل في الوضع العراقي حالياً يؤكد أن التدخل الإيراني أفسد أمنه، وأسهم في تأجيج الطائفية، لكن العراقيين المخلصين تنبهوا إلى هذه المخططات، ويتصدون لها حالياً، كما أن ممارساتها السلبية هذه تتكرر في اليمن والسودان ولبنان ومصر أخيراً، وهم لن يحققوا أي نجاح في المنطقة، وسيبقون مصدر أذى فقط، بوساطة أذرعهم في المنطقة، والتي اعترف بها حسن نصر الله أخيراً. لقد قابلت بعض العرب الإيرانيين الذين تحولوا من المذهب الشيعي إلى السني هرباً من عنصرية قادتها المقيتة، إذ يطالبون بحقهم في العيش عرباً إيرانيين».
غياب المشروع العربي
ويتساءل الدكتور محمد العويرضي عن وجود مشروع عربي قابل للتطبيق والانتشار: «أين المنطلقات القومية في القرن ال19؟، إذ إن المشروع العربي لا بد من أن يكون شديد الالتصاق بالموروث الثقافي العربي، وانفصام الموروث عن المشروع العربي سيفشله بالتأكيد، ويكوّن جبهة داخلية ضده، مع التأكيد أن المشروع العربي أكبر من تحقيق سلام، بل هو مشروع مستقبلي لرفعة شأن الأمة العربية، ولو تحقق السلام هل تستطيع إيران اختراق الجانب السوري أم الفلسطيني أم الجماعات في دارفور أم شمال إفريقيا؟ علينا العمل لئلا نسمح لإيران بالتدخل في شؤون المنطقة، انظروا ماذا يحدث في باكستان، ومن يدعم طالبان في أفغانستان؟».
ويضيف: «يجب أن يتكاتف الجميع مع المشروع العربي السياسي الذي قدمه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تم عرضه باسم الأمة العربية، والسعودية دولة إقليمية ذات تأثير اقتصادي وسياسي كبير، ولها موروث معنوي قوي، وتمثل مع مصر أهم دولتين سنّيتين في العالم، ومواجهة المشروع الإيراني تبدأ من حدود أفغانستان الشرقية حتى القرن الأفريقي».
الدكتور أنور عشقي يقول في هذا المحور: «لا يوجد مشروع عربي واضح المعالم، إنما يوجد مشروع إسلامي معروف منذ عهد النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، وقد تضاءل الإحساس بأهمية القومية العربية، وأنها الداعم القوي للإسلام وشعوبه، لذا تجب عودة الحس القومي العربي مجدداً على أساس ثقافي بعيد من الطائفية والعرقية.
المشروع الإيراني ضد العروبة وخصوصاً ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وتجب مواجهته وتوجيه النصح للإيرانيين بأهمية إيقاف مشروعهم ذي الشعارات الزائفة. تريد ايران إعادة العرب إلى عصور الجاهلية، والقتال في ما بينهم. القومية العربية في بدايتها ركزت على الانتماء العرقي، ونجحت في التصدي للاستعمار، ويجب أن يطور هذا المفهوم ليكون مبنياً على انتماء ثقافي، فعندما أمعنّا في الانتماء العرقي ابتعد الأكراد والأمازيغيون وأهل جنوب السودان، وغيرهم مع انهم جميعاً عرب ثقافياً، لا بد من تحديث الفكر القومي العربي في عصر العولمة».
ويرجع الدكتور محمد آل زلفة ضعف الصف العربي إلى الخلاف العربي - العربي وغياب التوحد في مجابهة التحديات التي تواجه الأمة، مبدياً دهشته ممن لا يرى في إيران خطراً على دول المنطقة، مشيراً إلى أن الوقت مهيأ ليكون للدول العربية مشروعها الذي يمكنها من التصدي للعدو الإيراني، ويحوّل الضعف إلى قوة، وبناء صف عربي مخلص بعيد من بائعي الوهم في المنطقة، مطالباً بالاستماع إلى صوت العقل الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز والذي أكد أن لا أمن لنا إلا بالوحدة، وتجاوز كل ما قيل فيه، وفي حق شعبه، وقدّم مشروعاً حقيقياً لترتيب الصف العربي بعيداً من أصحاب المشاريع الوهمية، والمتاجرة بمقدرات الأمة ومكتسباتها.
وقال آل زلفة: «ليس صحيحاً أن الأمة العربية لا تملك مشروعاً حقيقياً، ومن يردد هذا الكلام هم الفرس والغرب وغيرهم، المشروع العربي للسلام بدأ عام 2000 في بيروت، وبإجماع جميع القادة العرب، الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد دعا في مسقط إلى مشروع لإصلاح البيت العربي، واستمر في هذا التوجه عبر مشروع إسلامي في مكة المكرمة».
ويقول الدكتور أنور عشقي عن النهج الإيراني: «دول الممانعة تصفي حساباتها سياسياً فقط، وتحالفاتها مع إيران لوجود مصالح مشتركة فقط، ولو نظرنا إلى بيان القمة العربية - اللاتينية التي أعقبت القمة العربية في الدوحة، وجدنا أن الدول جميعاً عدا فنزويلا ودولة أخرى فقط تحفظت على بند يؤيد احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. العالم حالياً بدأ يكتشف أطماع إيران وطموحاتها التوسعية وأنها مبعث قلاقل للمنطقة، ومن يشكك في التوجهات الإيرانية عليه التوجه إلى المكتبة العامة في طهران، ليجد في الواجهة صفحة من كتاب تراثي طولها متر وعرضها كذلك ووضعوها في صندوق بلوري مكتوب فيها: «كيف للعرب الأنذال أن يسقطوا الإمبراطورية الفارسية، علينا أن نعيدهم إلى الصحراء من جديد». علينا أن نقنع ايران بأن هذه التوجهات خاطئة، وأن الأئمة السُنّة لا يجدون بينهم وبين إخوانهم الشيعة فرقاً، وعليها أن تبتعد عن أطماعها السيئة التي تضرها وتضر دول المنطقة أيضاً، وهنا أؤكد أن إيران لن تتورع في استخدام أية وسيلة لتحقيق أهدافها، فعلى رغم مذهبها الشيعي استخدمت السنّة في تحقيق أهدافها باعتراف العوفي الذي أكد هذه الحقيقة، في ظل أن لديها عداوة ضد العروبة والمسلمين».
الدكتور آل زلفة يبدي دهشته ممن لا يرون في المشروع الإيراني خطراً على المنطقة، وقال: للأسف لا يميزون بين احتلال أرض عربية بقوة فارسية، واحتلال أرض مثلها بيد إسرائيلية، على رغم أن مزارع شبعا لا تتجاوز مساحتها جزيرة طنب الكبرى، وأنا مع استعادة كل شبر عربي محتل. وإيران دولة محتلة كما هي إسرائيل، لكن البعض يغض النظر عن المشروع الإيراني الذي يمثل أكبر خطر على المنطقة، ويدرك خطورته بسبب البعد الجغرافي عن مداه».
أما الدكتور محمد العويرضي فيقول: «إيران تشعر بالقلق من الجانب الغربي، ولذلك تعمل على احتواء الكثير من الجماعات ودعمها لتحقيق مكاسب سياسية، وعندما يقول مثلاً الأمير سعود الفيصل إن أميركا سلّمت العراق إلى إيران، فهذا يعطي دلالة أكيدة على أطماع إيرانية واضحة في البلاد العربية.
ويضيف: «المنطقة العربية إلى جانب باكستان وأفغانستان هي محور المشكلات في العالم حالياً، لذا يجب ألا يترك لأي لاعب إقليمي أو دولي أن يقوم بإدارة المنطقة بطريقته الخاصة، وعلينا أن نُقوّم إيران مثلاً بطريقتنا الخاصة لا وفق المنظور الغربي الخالص، ومن منظور مصلحتنا الخاصة بنا».
«نووي إيران» يهدّد المنطقة
ويتساءل الدكتور محمد آل زلفة عن بعض من يقارنون المشروع النووي الإسرائيلي بنظيره الإيراني، ويجدون في ذلك مبرراً لاستمرار الأخير، مشيراً إلى أنهم متناسون أن إيران ستستخدم مشروعها النووي في حال إكماله، وسيلة ضغط على دول المنطقة، التي تريد الهيمنة عليها، مستشهداً بمفاعل «بوشهر»، الذي سيعمل رسمياً بعد عام واحد، وقال: «لو حدثت أي مشكلة للمفاعل، فسيهدد أمن الخليج بأكمله في شكل مدمر، وسيكون مثل «تشيرنوبل» الذي عانت منه أوروبا كثيراً، لأن إيران لا تملك التقنية العالية، التي تمكّنها من السيطرة، لذا على الدول الكبرى التدخل وإيقاف هذا المشروع الخطر، إذ ان إيران قادرة على تلويث مياه الشرب في الخليج العربي، وهو ما يمثل تقريباً 80 في المئة من مياه الشرب المحلاة في دول الخليج».
أما الدكتور أنور عشقي، وهو العسكري المتقاعد، فتحدث حول هذه النقطة، قائلاً: «إيران لها مشروع طموح جداً، لكنه غير قابل للتنفيذ، كما انه يورث اضطرابات في المنطقة، وربما يسهم في حدوث حروب أهلية في المنطقة، لكن الأمر الدافع للارتياح من هذه المخاوف هو حكمة رؤساء الدول العربية، الذين لن يسمحوا بنفاذ هذا المشروع إلى دولهم، ولو أخذنا شيعة البحرين مثالاً، فهم مواطنون خليجيون يدينون لحكومتهم بالولاء، والاستفتاء أيام الشاه، أثبت أن مواطني البحرين شيعة وسنّة كلهم أرادوا الاستقلال عن إيران، حتى إن السعودية رفضت عرضاً بضم البحرين لها، حتى لا يقال ان لها أطماعاً توسعية، نتمنى أن تسقط إيران لغة التطرف والتشدد، ولا تصور المنطقة على أنها منطقة توترات، على رغم ان إيران تحولت إلى ملاذ آمن ومعسكرات تدريب للإرهابيين باعترافات السعودي صالح العوفي أخيراً، إذ انه وثق وصادق على هذه الاتهامات، التي طاردت إيران منذ فترة طويلة».
من يعيدهم إلى البيت العربي؟
الدكتور محمد العويرضي يرى ضرورة إعادة الجماعات والدول التي اختارت الحضن الإيراني، ويقول: «يجب احتضان جماعات المنطقة السياسية أو حتى المذهبية، وعدم تركها ترتمي في أحضان إيران، إذ ان إقصاءهم سيدفعهم إلى هذا الوضع، لذا على قادة العرب ألا يسمحوا لهذه الجماعات بأن تختار أية مشاريع إقليمية أو دولية، ويجب أن تبقيها في كنفها، إذ ان التدخل الأجنبي سيسمح بإثارة القلاقل مجدداً في المنطقة العربية، وسيؤدي إلى المزيد من الاضطرابات».
وأضاف: «أحب أن أؤكد أنني عندما أقول يجب احتضان الجماعات الإسلامية، فهذا لا يعني أننا لم ندعم حماس مثلاً، ولكن علينا ألا نسمح للآخرين بالتدخل واحتضان هذه الجماعات، من أجل اختطاف الأمن العربي، ويجب أن نتساءل عن دورنا تجاه حماس، وغيرها من الجماعات قبل توجيه التهم إليها. وإن كان في أجندة السياسة الإسرائيلية خلق حال من الصراع في الجانب الفلسطيني، فعلينا أن نحتوي هذا الصراع، فنحن نملك من الأدوات ما يسمح لنا بمصالحة حماس وفتح».
الدكتور أنور عشقي لم يختلف رأيه عن سابقيه إذ كان هناك شبه اتفاق على أهمية إعادة الجماعات والدول التي تفضل إيران على غيرها، وأوضح: «علينا ألا نترك لإيران ثغرات في منطقتنا تسمح لها بالدخول في قضايانا، لأن إيران صاحبة مشروع يهدف إلى إعادة المجد الفارسي على حساب العرب والمسلمين، لذا يجب أن يتم تحقيق العدالة في المجتمعات العربية وبالتالي عدم السماح لنمو جماعات داخلية معادية، في ظل أن الكثير من الأعداء لا يشرعون في السيطرة علينا إلا وهم يرفعون شعار (من ضعفكم أستمد جبروتي)، ويجب أن نقف مع إخواننا في سورية وحماس ونعيدهم إلى البيت العربي، ونحاول أن نصحح أخطاءهم، ونبدأ الحوار مع من نختلف معهم».
منظار المصلحة
الدكتور محمد العويرضي يرى أن الوقت ملائم لاستخدام الوسائل الإعلامية لتفكيك المشروع الإيراني، وكذلك استخدام الجانبين الاقتصادي والسياسي، مع تأكيده أن إيران دولة ضعيفة لديها هاجس أمني كبير، كما أنها تستخدم تكتيكات معينة لتحقيق مكاسب على حساب الأمة العربية، مطالباً الجماعات العربية والدول أن تكون أكثر وعياً في التعامل مع إيران، كما يأمل بتقوية الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أننا إذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلن تستطيع إيران ولا الدول الغربية التأثير في الدول العربية، كما شدد على تجنب منهج الإقصاء لبعض الفئات داخلياً، إذ إنه سيولد الإرهاب، مستشهداً بحال الجزائر الذي يجسد هذه الحقيقة.
الدكتور أنور عشقي له مطالبة قريبة نوعاً ما من سابقه، إذ يقول: «نظرة الغرب تجاه المشروع الإيراني تختلف عن نظرتنا نحن، هم يبحثون عن حماية النفط، أما نحن فنحاول حماية مقدراتنا ومكتسباتنا، ونحن نتمنى أن تتعاون إيران معنا بعيداً من مذهبها الشيعي الذي لا يعنينا، لكن من دون وجود مطامع وقلاقل واضطرابات في المنطقة، مع الإشارة إلى أن إيران ليست بالقوة التي نتصورها، فطائراتها لا تزال «إف 5» وهي قديمة جداً، والغواصات التي يمتلكونها لا تزال تعمل بالديزل».
ويضيف: «لا حماس ولا سورية تدعمان إيران، فسورية وقعت في الدوحة على بيان يشجب تصرفات إيران وهي الحليفة الاستراتيجية لها، في دلالة أنها بلد عربي أصيل، وعلى رغم أن سورية فتحت أبوابها للمد الشيعي، لكن تبيّن أنها رافضة للممارسات الإيرانية في المنطقة، وأكدت أنها لم ترتم في أحضانها، وهي ترفض أن يكون مدها الفارسي على حساب هويتها العربية، وشيعة العراق تنبهوا إلى مخططات إيران في نقل المرجعية الشيعية إلى قم الإيرانية بدلاً من النجف العراقية، حتى يتجه جميع الشيعة إليها، متناسين نحن أن أكثر من 30 في المئة من الإيرانيين تحت خط الفقر، ويرفض الشعب الإيراني إرسال 30 مليون دولار شهرياً إلى حماس.
مااريد طرحه هنا هو التأكيد على مصداقيةوحقيقة التقرير الذي نشرته (الشرق)السعودية وان ما تضمنه التقرير ليس جديدا على المتابعين والمهتمين والمراقبين للسياسة الايرانية (قديمها وحديثها)فهي اطماع توسعية باسم الدين.
لماذا تتكابر دول مجلس التعاون العربي وتترك ايران تصول وتجول وتسرح وتمرح في بعض دول المنطقة؟؟
-للأسف الشديد هناك دول عربية غنية هي من تركت الحبل على الغارب لإيران وخاصة من بعد سقوط بغداد، وهي من جلعت إيران تستفرد بسوريا وبجزء من لبنان وتسعى جاهدة إلى الإستفراد باليمن وهذا لاشك تهديد مباشر للامن القومي الخليجي لما يمثله اليمن من عمق استراتيجي فكما كان يمثل العراق ابان نظام الرئيس الراحل صدام حسين بوابة العرب الشرقية يمثل اليمن بوابة الجزيرة ةالخليج العربي الجنوبية .
فهاهي ايران تسيطر اليوم على البوابة الشرقية وتسعى للسيطرة على البوابة الجنوبية واخواننا في مجلس التعاون الخليجي في مقابل التمدد والتوسع الفارسي يقفون مكتوفي الايدي في الوقت الذي تتوفر فيه مقومات حشد الامكانات والقدرات المادية والمعنوية في مواجهة المشروع الفارسي التوسعي الذي يمس ويهدد سلامها وامنها القومي بالدرجة الأولى.
هناك قوى وامكانات يمنية مهدورة لم تلتف اليها دول الخليج وبالامكان حشدها وتجييش امكاناتها وطاقاتها في مواجهة المشروع الايراني خاصة وان تلك القوى والتيارات السياسية والفكرية اليمنية وتحديدا القومية مثل البعثيين يلتقون ويجتمعون معها في قاسم وهدف مشترك وهو مواجهة المد الفارسي الصفوي في المنطقة الذي حذر منه الرئيس الراحل صدام حسين -رحمه الله-.
البعثيون يمثلون اكبر شريحة سياسية وفكرية في اليمن وهم الاقرب الى دول الخليج لانهم يلتقون معها في هدف واحد امام عدو تاريخي واحد وهو ايران
الى جانب الكيان الصهيوني ان لم يكن اشد خطرا من الاخير لان الاول عدو متسلل تحت غطاء الدين .
على الاشقاء ان يتناسوا ويطوون صفحة الماضي من اجل الحاضر لمواجهة التحديات والاخطار الفارسية المحدقة بالمنطقة .
ونعود لنتسائل :لماذا لايفتح الاشقاء في الخليج وفي مقدمتهم السعودية نافذة حوار وتواصل مع القوميين والبعثيين على وجه التحديد قبل ان تسبقهم ايران التي تبذل جهودا ومساع حثيثة لا ستقطابهم عبر قيادات بعثية موالية لسوريا الا انهم يرفضون ذلك لانهم يعتبرونها العدو الاول للعروبة وهي من رعت جريمة اعتيال الرئيس الراحل صدام حسين .
وهناك شريحة كبيرة من البعثيين المحسوبين اسما او شكلا على سوريا لكن قناعتهم عكس قناعة قيادتهم الموالية لدمشق فهم يتحفظون على تبعية حزبهم وقيادتهم لدمشق لانها في الاهداف والابعاد تبعيه لايران وهم يدركون هذه الحقيقة .فهم يعتبرون الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي اقرب اليهم من عدو يتسلل اليهم متقمصا عبائة الدين .
*ناشرورئيس تحريرصحيفةالاضواء اليمنية
*رئيس مكتب الاعلام بحزب البعث
*رئيس رابطةالصحافةالقومية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.