شهر يونيو الماضي يعتبر الشهر الأكثر دموية وتصعيداً بالضالع والجنوب مقارنة بالأشهر الأخرى طيلة السنوات الثلاث من عمر الحراك الذي إنطلق من الضالع في 24 مارس 2007م. ففي هذا الشهر سقط العشرات بين قتيل وجريح من المواطنين وأفراد الجيش والأمن، وكذلك تعرضت عشرات المنازل في مدينة الضالع وجحاف للتدمير الكلي والجزئي وأضرار متفاوتة في المباني والممتلكات الخاصة، ناهيك عن إثارة الهلع والخوف بين السكان سيما الأطفال والنساء وكبار السن. ومن خلال هذا الرصد حول ابرز الاحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية يتضح أهم الفعاليات والانشطة الحراكية ناهيك عن الخسائر والاضرار المادية والبشرية التي نجمت عنها خلال يونيو الماضي: - 3 يونيو: مسيرة بيوم المعتقل الجنوبي بمدينة الضالع سقط أربعة جرحى بينهم طفل برصاص أطلقت على المسيرة السلمية من داخل شرطة المديرية وموقع عسكري مستحدث داخل سور دار الحيد المطل على المدينة من كُلّ الإتجاهات. - 7 يونيو: والذي بات يُعرَفُ باليوم الدامي فقد سقط خمسة قتلى -حسب مصادر طبية بالضالع-، وسادس برتبة ضابط -حسب مصدر عسكري بالضالع-، كما جُرح أكثر من »20« شخصاً بينهم أطفال ونساء -حسب مصادر طبية أيضاً-، وستة جرحى من الجنود -حسب مصادر عسكرية أيضاً-، كما تعرض أكثر من »30« منزلاً للهدم الكلي والجزئي وأضرار متفاوتة بالمباني والممتلكات الأخرى. كما تكبد بعضُ تجار المدينة خسائر بلغت بالملايين بعد تعرض محلاتهم لطلاقات الدوشكا.. كُلُّ هذه الخسائر البشرية والمادية جاءت نتيجة للقصف المدفعي الذي تعرضت له المدينة صباحَ ذلك اليوم واستمر لعدة ساعات، وقد تذرعت السلطة المحلية والعسكرية بالضالع بأن القصف قد جاء رداً على قيام قناصة باستخدام هذه المنازل لاستهداف جنود الأمن والجيش في شوارع المدينة وداخل المواقع العسكرية. - 10 يونيو: إصابة »12« شخصاً بإصابات متفاوتة جراء إطلاق الرصاص الحي على مسيرة سلمية بيوم المعتقل من قبل قوات الأمن من داخل مركز الشرطة وقناصة تخفوا داخل غرفة تقع فوق أحد المطاعم في شارع المدينة. - 13 يونيو: إنفجار داخل معسكر الجربا يودي بحياة اثنين من جنود المعسكر، وقد قيل حينها إن الإنفجار ناتج عن محاولة الجنود إبطال عبوة ناسفة وُجدت بالقرب من سور المعسكر الخارجي.. لكن رواية أخرى أفادت بأن الإنفجار كان ناتجاً عن قذيفة أثناء فترة التدريب والإستعداد لقصف مديرية جحاف. - 15 يونيو: إصابة ثمانية أشخاص في حادثتي إطلاق نار منفصلتين، فقد أصيب أربعة شباب جميعهم بالرجل جراء إطلاق الرصاص من موقع عسكري يقع في دار الحيد الجهة الشرقية عقب إقدام شاب على نزع علَم اليمن من تحت النقطة العسكرية أثناء تشييع عشرات الآلاف من أبناء الضالع والجنوب لجثامين أربعة من قتلى القصف المدفعي على مدينة الضالع، أما الأربعة الآخرون فقد أصيبوا جراء إقدام أفراد نقطة أمنية تقع بالقرب من محطة قايد صالح عند مدخل الشعيب والحصين على إستهداف باص تسبب بإصابة أربعة من رُكاب الباص. - 17 يونيو: إصابة قائد موقع عسكري يقع في دار الحيد بإصابات خطيرة جراء تعرضه لكمين نصبه له مسلحون عند عودة القائد العسكري فوق دراجة نارية إلى الموقع العسكري. - 20 يونيو: مقتل أربعة أشخاص بينهم ضابط وجندي وإصابة آخر من شباب مدينة الضالع، وذلك كان ناتجاً عن إطلاق نار حدث قبل فجر نفس اليوم عند مدخل حي المطار على الخط العام. وقد تضاربت روايات الحادث، فبينما مصادر محلية وأسر القتلى لا سيما الشابين من أبناء مدينة الضالع، وكذلك الحراك الجنوبي بالضالع قد حملت الأجهزة الأمنية والعسكرية الوقوف خلفها، حيث أن جميع القتلى من أبناء الجنوب إثنان من مدينة الضالع واثنان من أبناء الصبيحة وهم الضابط عرماش والجندي عمدان واللذان كانا على متن طقم عسكري قادمين من مأرب باتجاه لحج، وقيل إن طرفاً ثالثاً قد استهدف الجميع وقتلهم. أما المصدر العسكري والسلطة المحلية بالضالع فقد حملت المسؤولية مسلحي الحراك، وتحديداً الشابين القتلى أحمد وعميد. - 22 يونيو: قصف مدفعي عنيف على مديرية جحاف أعقبته حملة عسكرية على المديرية، وقد أدى القصف والإشتباكات بحسب مصادر صحفية إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ستة مدنيين بينهم امرأة وتعرض عدد من منازل المديرية للهدم الكلي والجزئي وأضرار متفاوتة. - 22 يونيو: بعد الظهر مقتل جندي وإصابة آخر، وذلك إثر كمين مسلح نصب في الخط العام بين الضالع وقعطبة إستهدف قائد الإستخبارات العسكرية باللواء »53« مدرع المرابط بالضالع منذ 1994م. - 23 يونيو: إصابة مسلح بجروح جراء تبادل لإطلاق النار مع حراسة مدير شرطة النجدة بالضالع إثر كمين مسلح نصب لمدير شرطة النجدة على الخط العام، أيضاً على خط الضالع قعطبة قبل مغرب نفس اليوم أثناء عودة مدير النجدة من إجتماع في ديوان المحافظة بسناح إلى الضالع المدينة. - 24 يونيو: وجود جثة بالقرب من موقع عسكري بمديرية جحاف، وهذه الجثة تعود للمواطن/ محمد محسن كباس، وكان قد أشيع أثناء الإشتباكات والقصف المدفعي على جحاف، وقيل بأن كباس قد أصيب بجروح ولم يقتل، وكانت أسرة القتيل قد إتهمت الجيش بتصفية قريبهم بعد إعتقاله وهو مصاب. - 28 يونيو: إصابة ثلاثة جنود بحسب مصادر محلية بجحاف إثر تبادل لإطلاق النار بين مسلحين من أبناء المديرية وأفراد مواقع عسكرية مستحدثة تطل مباشرة على قراهم ومزارعهم، وقد إستمر إطلاق النار المتقطع إلى منتصف نفس اليوم، وقد قيل إن عدداً من الجنود قد فروا من الموقع والبعض الآخر سلم نفسه للمسلحين، والذين من قبلهم أطلقوا سراحهم مع أسلحتهم، وقد وصلت في اليوم الثاني تعزيزات إلى تلك المواقع المستحدثة، والوضع القائم ما زال متوتراً في ظل إصرار الأهالي على رفع هذه المواقع، وإصرار القيادة العسكرية والأمنية على إبقائها وتعزيزها بقوة وأفراد. - 30 يونيو: إصابة جندي أمن بجروح طفيفة جراء إنفجار قنبلة يدوية بالقرب من بوابة شرطة مدينة الضالع، وقيل إن مجهولاً فجّرها، وكانت مدينة الضالع قد شهدت قبل ذلك مراسيم تشييع ثلاثة من قتلاها سقطوا في الضالع يوم 02 يونيو و42 يونيو، كما شيع رمزياً قتلى الصبيحة الاثنين الضابط عرماش والجندي غمدان بعد أخذ جثتيهما من ثلاجة الموتى بمستشفى النصر من قبل الجيش. وكان عشرات الآلاف أيضاً من أبناء الضالع والصبيحة والجنوب قد شاركوا في التشييع وفاءاً للقتلى وأيضاً رسالة للنظام بأن إثارة الفتنة بين أبناء الضالع والصبيحة التي أرادها من وراء قتل الضابط عرماش والجندي غمدان بمدينة الضالع قبل فجر 02 يونيو لم ينجر إليها أحد كما أكد لي أحد المشاركين من أبناء الصبيحة في مراسيم التشييع. صحيفة البلاغ اليمنية