ترمي إلينا منظومة الفساد في اليمن بين الحين والآخر،مصيبة من مصائب الدنيا مرةً براً وأخرى بحراً.. ومرات براً وبحراً وجواً. ونفس تلك المصائب ترمي لنا بمجموعة من (المنطنطين والمتقفزين) يتصدرون المشاهد ويصنعون من المصيبة،مادة لتلميع ذواتهم المتضخمة.. يحسبهم الظمآن ماءً.. حتى إذا جئتهم وجدت ضجيجاً يضر أكثر مما ينفع. وقد كانت كارثة المازوت قبالة مستشفى باشراحيل بالمكلا مناسبة عريضة ليتنطع المتنطعون و(يتقافز المتقفزون).. يميناً وشمالاً.. ويشتموا صنعاء والنظام المتخلف فيها.. وترتفع الأصوات المطالبة بالوقفات والاحتجاجات.. ثم تلتفت يمنة ويسرة لتبحث عن متخصص في شؤون التلوث البحري.. فلاتجد الا الحسرة.. وكما حكى لي خبير بشؤون البيئة،أنه صُدمَ حين رأى بين الحاضرين لمناقشة وضع بحر المكلا بعد المازوت، الطبيب والمهندس والشاعر والأديب والمحامي وحاطب الليل والناشط و(النْشَطْ) وليس بينهم مختص بالبحر والتلوث!! والاستياء من كثرة (المنطنطين)سمعته من كثير من المتابعين للأحداث. وماحصل يدفعني لمطالبة أبناء مدن حضرموت كافة والمكلا خاصة،لتشكيل لجانهم الشعبية،من وجهاء يثقون بهم في كل حي وحارة، ومنهم يشكلون لجنة للمدينة لمنع المتسلقين ومن هب ودب، من تَصدر المشهد.. فنحن في زمن الكوارث، ماظهر منها ومابطن، زمن استثنائي خصب ينصب الكوارث ويغني عليها.. فلن يفيدنا شتم صنعاء والتغني بنظرية المؤامرة.. وأني لعجبت أشد العجب كيف لقوم،يَتهمون سلطات المحافظة بالعجز،ثم يتجهون إليها طالبين التحرك والدعم!! واني أرى أن سلطات المحافظة لم تكن عاجزة،بل لم يتوفر لها الا قليل من الخُلّص،وأقل من الاختصاصيين، ومنهم من ظهر في الوقت المناسب، وبعيداً عن الشعارات والضجيج والمؤتمرات الصحفية والاستثمار السياسي الرخيص، قدموا للمحافظ بعضاً من خريطة الطريق.. كان من نتائجها طلب الاستشارة من الخبير الدولي في قضايا النقل المحامي البارز عوض عبدالله باحميش. وبسب الغيوم والدخان والتلوث الذي أثاره (المنطنطون) أكثر من المازوت، يقف صامتاً بجهد خرافي، لم يعلن عنه، ابناً من أبناء حضرموت الشرفاء الأوفياء المخلصين، تاج على رؤوسنا جميعاً.. هب في وجه الكارثة ورسم جزءً كبيراً من خارطة انقاذنا من المازوت.. انه السفير (خالد محفوظ بحاح).. دعواتكم المخلصة له في رمضان..اللهم وفقه لما فيه الخير والسداد.. ختاماً أتمنى من المحافظ أن يسارع بتشكيل لجنة أزمات خاصة بالمحافظة، تجمع شؤون البر والبحر،وتضم أفراداً وشخصيات اعتبارية من خارج الاطار الرسمي الروتيني، ولاينتظر لجان صنعاء المشغولة بالفرقة الأولى،ولاشطحات وزير النقل. __________________________ *عن صفحة الكاتب على الفيس بوك*