وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ بيننا ، راكعٌ على ركبتيهِ *نزار قباني* تعددت وسائل التدخل الأمريكي في الشأن اليمني وأخذت انماط عديدة,وسرعان ماتبادر السلطات اليمنية إلى النفي القاطع لأي تسريبات تنشرها الصحافة اليمنية والعربية عن التدخل الأمريكي,لكن مانشرته اسبوعية المسار اليمنية في صنعاء, مؤخراً,شابها الصمت الرسمي المطبق,فيما مورس ترغيب وترهيب من هاتف السفارة الأمريكية للزميل/اسامة ساري,بحسب بلاغه إلى نقيب الصحفيين وللجهات المسئولة بالأجهزة اليمنية الرسمية,نشره موقع سيئون برس كاملاً أمس الأول,كما يعيد نشر ملف الصور المثيرة للجنود الأمريكان. من الشيراتون إلى حدة قد تمر من جوارهم معتقداً أنهم مجموعة سياح يستمتعون بسحر التجول في شوارع صنعاء القديمة.. ربما لم يشد انتباهك سيارات مدنية بعضها مدرعة، بزجاجات معمتة،ولو تفحصتها من الداخل لعثرت على عدد من البنادق الأمريكية الرشاشة متروكة فوق السيارات.. لأن جنود المارينز لايفضحون أنفسهم،يرتدون ملابس مدنية،ويغادرون فندق شيراتون،للتسكع كل يوم في حواري صنعاء القديمة،تحديداً في باب اليمن،وفي شوارع حدة،والقاع،يصطحبون أسلحتهم تحسباً لأي طارئ ،ويتركونها في السيارات،وبصحبتهم مرتزقة يمنيين جندتهم شركة يمنية أمنية تابعة لأحد المتنفذين يتولى هؤلاء المستخدَمين حراسة فندق شيراتون، وحراسة بعض سيارات وأفراد المارينز الأمريكي المتنقلين في شوارع صنعاء. إضافة إلى حراس آخرين جندتهم السفارة بصورة مباشرة.. ربما بعد مشاهدة الصور والأسماء التي نعرضها هنا كشفاً لطلائع المارينز الأمريكي لليمن، من عمق العاصمة صنعاء،ربما ستتعرف عليهم حين يتجولون في المرة القادمة.. تستطيع حينها أن تهتف بملء فمك وبثقة عالية.. هذا جندي مارينز.. لماذا يتجول؟.. سؤال سيتبادر إلى ذهنك بسرعة.. من سمح له أصلاً بدخول اليمن بسلاحه أو بغير سلاح؟.. لماذا الحكومة راضية وخانعة أمام هذا الانتهاك لسيادة اليمن؟. مانورده هنا من صور ومعلومات دقيقة لاشك في صحتها وتستند إلى مصادر قوية تعامَلنا معها لعدة أشهر من البحث والمتابعة والمراقبة من قبل فريق صحفي متخصص،تَنقل بشجاعة وجرأة في مواقع تواجد المارينز مواجهاً مخاطر جمة.. المصادر وسيل المعلومات التي تحصلت عليها صحيفة المسار بعد البحث والتدقيق،أن فرق المارينز مكلفة ميدانياً بعمل مسوحات عسكرية للعاصمة صنعاء، وتحديد أهداف،وتجنيد اشخاص.. جنود المارينز الحريصون على الانتشار حول فندق شيراتون ومسح المناطق المحيطة؛ يكون خروجهم بحراسات تقدر من ثلاث إلى أربع سيارات،لكن الأهم من ذلك هو حرصهم على الزيارات المتواصلة إلى شوارع حدة وباب اليمن.. تستوحي من خلال التتبع لتحركاتهم أنهم يعدون ويجهزون لشن معركة.. حتى أن المصدر الذي يعمل في السفارة ويلتقي المارينز ويختلط بهم ويرافقهم كحارس لهم،أخبرني أنهم في ليالي اندلاع حرب الحصبة أثناء الثورة الشعبية،كان المارينز يصعدون إلى سطح الفندق وسطح السفارة لمشاهدة الحرب ليلاً ويستمتعون ويشمتون،ويصرخون:(ليذهب هذا البلد إلى الجحيم) وأيضاً يتفاعلون مع رؤية الحرب فيصرخ بعضهم قائلاً:(نحن مقاتلون لماذا يحتجزوننا هنا ، نريد الخروج للقتال أين الإرهابيون اليمنيون لنخرج لقتالهم).. وبحماسة تؤكد أنهم جاؤوا ليقتلوا فقط.. وبالمقابل اليمنيون لايبالون ولايستشعرون هذا الخطر المحدق بهم ، بل تسارع الحكومة إلى الانحناء وفتح المزيد من المعسكرات ليتدفق إليها المارينز بوقاحة عجيبة. الأدهى من ذلك أنهم يدرسون صنعاء بدقة عالية جداً.. ويسهرون في متارس على سطح الفندق يلتقطون منها الصور بعدسات كبيرة تكشف لهم أطراف العاصمة وجبل عيبان وجبال مذبح والفرقة بدقة وكأنها إلى جوارهم.. وأحد جنود المارينز اختلف مع حارسه اليمني حول موقع مركز الواحي التجاري،فكان المارينز أكثر دقة في تحديد موقع المركز والتأشير باتجاهه من خلف جدران الفندق،وقال لحارسه اليمني:(أنا استيقظ كل صباح وافتح عيني على خريطة صنعاء لأطالعها جيداً وأحفظها عن ظهر قلب). يخرج المارينز من الفندق بحراسة،كل يوم تخرج مجموعة لمسح صنعاء والتعرف على شوارعها خاصة صنعاء القديمة،وتتكون كل مجموعة من قرابة 12 جندياً تقلهم 3-4 سيارات،فيعملون انتشاراً في باب اليمن ، وشوارع حدة ، يتعرفون على الشوارع بدقة عالية ، وهناك مجموعة من اليمنيين الذين يستأجرهم المارينز يقومون بمسح الطرقات كاملاً قبل خروج المارينز إلى الشارع تحسباً لأي طوارئ أمنية، وتنقلاتهم لاتشمل خروجهم فقط من فندق شيراتون – محل التناول – ، بل لهم تواجد أكثف في عدد من أحياء وشوارع العاصمة صنعاء.. حيث استأجرت السفارة الأمريكية من خلال شركات أجنبية ومنظمات دولية أكثر من سبعين منزلاً "فيلا" في شوارع وأحياء مدينة حدة ، كمساكن ومخازن سلاح لجنود المارينز. بعد انتقال الفريق الصحفي للبحث والتحقق في شوارع وأحياء مدينة حدة ، توصل إلى أن هذه الفلل التي يتمركز فيها جنود المارينز ، مميزة بعلامة واحدة ، وهي كشك حراسة أبيض أمام بوابة كل فيلا ، يقف في الكشك مرتزق يمني – للأسف – ممن جندتهم السفارة الأمريكية لتنفيذ مهام حراسة البوابات ومراقبة المنازل ،وحراسة فندق شيراتون ومداخل السفارة الأمريكية. ويبلغ عدد هؤلاء الذين جندتهم السفارة مباشرةً عبر وسطاء استقطاب يمنيين ، قرابة 700 مرتزق ، يحرسون الفلل والسفارة والفندق بدون أسلحة ، ولقنتهم السفارة تدريبات عالية على التعامل مع المتفجرات حسب الوثائق المرفقة ، بحيث يتعرفون سريعاً على أي عبوات ناسفة وكيفية تفكيكها ، ويميزون السيارات المفخخة – مع اعتقادنا أنها تخرج من داخل السفارة نفسها – ويتعاملون معها أمنيا ووقائياً ، فضلاً عن تدريبات عالية على استخدام الهراوات الثقيلة في مواجهة المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. وسيكون لنا تفاصيل أوسع عن هذا الجانب في أعداد قادمة إن شاء الله. المنازل ( الفلل) التي استأجرتها السفارة للمارينز في شوارع حدة ، تخضع لحراسات أمنية كبيرة جداً من قبل كتائب متخصصة من قوات الأمن المركزي ، حيث يتواجد جنود أمن مركزي أمام المنازل ، ودوريات أطقم مسلحة بالرشاشات تابعة للأمن المركزي أيضاً مهامها تمشيط الحارات ليل نهار بدون توقف. المصدر الذي زودنا بمعلومات من داخل هذه الفلل ، وسبق له الدخول إليها – نتحفظ على اسمه لدواعٍ أمنية – أكد أن كل منزل يقيم فيه مابين 8-10 جنود مارينز ، يتم تغييرهم كل ستة أشهر.. وتتكون الفيلا من بدروم ودور أرضي وطابق أول وطابق ثاني ، وسطح بستائر ياجور. البدروم عبارة عن مخزن تتكدس فيها مئات القطع من مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتفجرات والقنابل اليدوية ومدافع بي عشرة والآربي جي ، وعتاد عسكري متنوع.. وأجهزة رصد ذات مواصفات عسكرية تكنولوجية راقية ويقتصر استخدامها على المارينز والمخابرات الأمريكية فقط. الدور العُلوي يستخدمونه كغرف نوم ، والدور الأرضي يستخدمونه مكاتب يشتغلون فيها.. والصالة عبارة عن مركز للمراقبة، تمتلئ بالشاشات المتصلة بقرابة 20 كاميرا رقابة ترصد كل حركة تحدث داخل الفيلا وحولها حتى لو كانت ذبابة ، وأيضاً كاميرات في النوافذ والسطوح ، تستطيع التقاط الحركة بدقة عالية على مسافة 500 متر.. ويأتي السفير الأمريكي لزيارة هذه الفلل والاطلاع على سير العمل فيها ، ولديهم شغالات ذات خدمات متعددة ، واحدة تطبخ ، واحدة تنظف الحجرات ، واحدة لغسيل الملابس.. رغم أنهم لايثقون في الطباخات ، لهذا غالباً ما يطبخون الطعام لأنفسهم.. ويتعامل المارينز مع شباب يمنيين مخصصين تم تجنيدهم لجلب الفتيات لقضاء الليالي الحمراء بصحبتهن.. وذات مرة حدثت فوضى وضجيج في إحدى الحارات نتيجة الدعارة والتسكعات التي يمارسها المارينز والتلصص على المنازل..
بقدرة "قادر" أمريكي وعلى مرأى وخضوع من حكومتنا ، تم تحويل تلك الفلل إلى معسكرات ومخازن أسلحة ، أبرز مهامها الاستطلاعات الميدانية ، ومسح الشوارع وإنشاء خرائط حربية لكل شوارع صنعاء ، ولديهم في كل فيلا صحن يشبه صحن الستلايت صغير الحجم لالتقاط الاتصالات والتشويش عليها.. حيث يشكوا سكان تلك الشوارع من التشويش أثناء مكالماتهم الهاتفية.. هذه خلاصة مقتضبة للتحركات والنشاط الاستخباراتي للمارينز في شوراع العاصمة صنعاء.. حتى يتبادر إلى الذهن أسئلة تلوح إجاباتها مريعة ورهيبة.. ما نطرحه هنا هو عبارة عن مقدمة لحديث طويل وتفاصيل أوسع في الأعداد القادمة عن معلومات ونشاطات وصور وأسماء أمريكية مخابراتية وعسكرية ، وممارسات إجرامية رهيبة ومخيفة ، تستهدف المواطن اليمني مباشرةً ، في ظل تحركات مصاحبة وواسعة ومتعددة للسفير الأمريكي وللمخابرات الأمريكية CIA في مختلف المحافظات اليمنية،لتفتيت المجتمع وتمزيق لحمته وخلق الصراعات الطائفية والمناطقية ، وإثارة المشاحنات ، والسيطرة على القرار السياسي اليمني ، وإخضاع الحكومة وتوجيهها بمايخدم المصالح الأمريكية ، فضلاً عن السيطرة على الجيش اليمني وتحريكه وفق رغبات أمريكية بحتة لاتخدم مصلحة اليمني بقدر ما توظف الجيش لحماية المحتل الأمريكي.. وكما بدأ موقع سيئون برس هذا النشر بكلمات لشاعر العروبة الخالد/نزار قباني,نختم برأي مغاير لها عن شاعر المنفى,على أمل اللقاء مجدداً. أَمَريْكا تُطُلِقُ الكَلْبَ علينا وبها مِن كَلْبِها نَستنجِدُ! أَمَريْكا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ فَينجو كَلْبُها..لكِنّنا نُسْتَشُهَدُ أَمَريكا تُبْعِدُ الكَلبَ.. ولكنْ بدلاً مِنهُ علينا تَقعُدُ! ,, أَمَريْكا ليستِ الله ولو قُلْتُمْ هي الله فإنّي مُلحِدُ!
*أحمد مطر* ____________________________________________ *المصادر:المسار الأسبوعية العدد63بتصرف,موسوعة الأدب العربي*